العالم- سوريا
وما هي إلا لحظات حتى يقلع القطار وتدور عجلاته فوق السكة الحديدية لتنهب الأرض بسرعة تتجاوز الـ 160 كم في الساعة وهي المهنة الجديدة التي التحق بها اللاجئ السوري “محمد الحمصي” ضمن فرص العمل المتاحة أمام اللاجئين الجدد دون أن يكون لديه أي خبرة سابقة في هذا المجال.
وينحدر الحمصي مواليد 1979 من مدينة حماة، وفي آب أغسطس/2015 هاجر مع زوجته وأطفاله الثلاثة إلى ألمانيا، وفي ألمانيا لم يجد في الاندماج كغيره من اللاجئين فإتقانه للغة الإنكليزية ساعده كثيراً .
وعن سبب اختياره لهذه المهنة الصعبة مجالاً لعمله أشار “الحمصي” إلى أن الأمر كان بالنسبة له بمثابة تحدٍ كبير لأن الألمان ذاتهم يتهيبون العمل في هذه المهنة الشيقة والصعبة في آن معاً، وبالنسبة له -كما يقول- كانت الصعوبة مضاعفة وخصوصاً أثناء الدراسة النظرية وصعوبة المصطلحات التقنية المتعلقة بالمهنة.
وفكر كثيراً بترك العمل لصعوباته وتعقيداته، ولكنه في النهاية قرر التحدي، واختار هذا العمل ليس رغبة في مردوده المجزي، ولكن ليثبت أن السوريين قادرون على إثبات أنفسهم في مجال العمل والتأقلم مع الحياة الجديدة، رغم ظروف الحرب اللجوء.
وعبّر “الحمصي” عن حلمه بالحصول على الإقامة الدائمة ليتمكن من السفر بعدها إلى بلد قريب من سوريا ليرى والديه اللذين فارقهما منذ أكثر من ثلاث سنوات أو الحصول على لمّ شمل لهما.