العالم - تقارير
ففي حلقة جديدة من مسلسل مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي جاءت المحاكمة هزلية صورية لمتهمين مجهولين، وفي توقيت خاص للادارة الامريكية.
وكما قالت صحيفة الواشنطن بوست الامريكية "ربما لم تكن مصادفة أن تعلن السعودية عن فتح محاكمة 11 شخصا اتهموا بمقتل الصحافي جمال خاشقجي في الوقت الذي انعقد فيه الكونغرس الجديد، فبعد هذا كله كاد الكونغرس أن يفرض تداعيات ذات معنى على ولي العهد محمد بن سلمان، الذي تعتقد (سي آي إيه) أنه أشرف على فرقة قتل مكونة من 15 شخصا انتظروا خاشقجي عندما دخل القنصلية السعودية في إسطنبول في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر 2018".
وفي كانون الأول/ ديسمبر صوت مجلس الشيوخ الذي انتهت فترته بالإجماع على قرار يحمل ولي العهد السعودي مسؤولية قتل خاشقجي، رغم نفيه ومحاولات الرئيس دونالد ترامب التستر عليه، واستحضر أعضاء مجلس الشيوخ مسألة مبادئ قوانين حقوق الإنسان التي تطالب الإدارة بإصدار قرار حول مسؤولية محمد بن سلمان في الأشهر المقبلة.
وترى الصحيفة أنه "إذا كان التصرف السعودي محاولة لمنع تحرك إضافي من الكونغرس".
خاشقجي الذي اختار المنفى الاختياري لم ينجو من قمع السلطات السعودية. وكل يوم تطفو على السطح قضية سعوديين مقيمين في الخارج من حادثة وفاة الشقيقتين السعوديتين الغامضة بامريكا الى اخر هذه القضايا وهي احتجاز فتاة سعودية في تايلاند.
فقد أعاد احتجاز مواطنة سعودية في مطار بانكوك الدولي، إثارة التساؤل عن أوضاع حقوق الانسان في السعودية، حيث أعربت رهف محمد القنون ثمانية عشر عاما، عن خشيتها على حياتها في حال رحّلت للكويت.
وقالت الشابة رهف في تصريحات صحفية أن مسؤولين في المطار يرافقهم سعوديين وكويتيين سحبوا جواز سفرها، وقامو باحتجازها بالفندق.
وقالت رهف:" انا محبوسة في المطار في تايلندا والسبب ان وسيط السفارة السعودية أخذ كل الاثباتات. انا لازم ارجع للبلد الذي سافرت منها، انا هربت من الكويت. كل هذا تخطيط من السفارة السعودية ليحبسوني هنا لكي ارجع للكويت".
لتتخذ السلطات التايلاندية قرارا بحماية هذه الفتاة. فقد اعلن وزير الهجرة التايلاندي، في تصريحات نقلتها وكالة "رويترز" إن بلاده قررت عدم إرسال الفتاة السعودية الهاربة إلى الكويت. وعلل المسؤول التايلاندي قراره بأنه جاء بناء على اعتبارات تتعلق بسلامة الفتاة السعودية.
ملف فتاة تايلاند السعودية ظهر على السطح لكن البحر السعودي مليئ بالنفايات فقضايا المعتقلات السعودية وما يحدث فيها لا يقل بشاعة وقسوة عن ما دفع هؤلاء على الهروب من وطنهم ليحتموا في حضن الغريب.
فقد كشفت منظمة "القسط" الحقوقية، تفاصيل جديدة عن عمليات التعذيب المروعة التي تعرضت لها معتقلات حقوقيات سعوديات، على يد السلطات وخاصة كبير المستشارين الملكيين السابقين في السعودية، وأحد أبرز المتهمين في جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، سعود القحطاني.
وقالت "القسط" في بيان نشر على موقعها في الإنترنت، إن القحطاني شوهد على الأقل مرتين في غرف التعذيب، وهدد إحدى المعتقلات بـ"فعل ما يريده بها ثم تحليل جثتها، وإذابتها في المرحاض".
وكشفت المنظمة الحقوقية أن إحدى المعتقلات على الأقل صورت وهي عارية، ووضعت الصورة أمامها على الطاولة في أثناء التحقيق، فضلا عن تعرض أخريات لتحرش جنسي جسدي، من قبل حارسات السجن والضرب واللمس في مواقع حساسة.
وأضافت: "إحداهن عريت تماما أمام عدد من المحققين، ولمست في أماكن حساسة، بينما هي مكبلة بالأصفاد، وسط توجيه أسئلة ساخرة لها من قبيل من سيحميك الآن؟ أين هو ربك ليحميك".
وقالت المنظمة إن المعتقلات ضربن على أرجلهن بطريقة "الفلكة"، وتعرضن للصعق بالكهرباء، و"أمر المحققون اثنتين منهن على تقبيل بعضهن من الشفاه، وحين رفضن ذلك جلدن بوحشية".
اما عن الرجال فقد كشف حساب "معتقلي الرأي"، عن دخول أحمد العماري في غيبوبة تامة، بعد تعرّضه قبل أيام لنزيف دماغي حاد نُقِل إثره إلى العناية المركزة.
وأكد الحساب أنّ "العماري" يتواجد حالياً في أحد مشافي جدة بين الحياة والموت بسبب الإهمال الطبي خلال فترة اعتقاله في العزل الانفرادي.
تعذيب وانتهاك حرمات، قتل وسفك دماء، جرائم ترتكب بدم بارد وافلات من العقاب.. هذا هو الحال الذي يعيشه من صدق ان هناك حرية تعبير وخطة "انفتاح" من ولي عهد شاب افكاره اقدم من العصر الحجري.