العالم _ السودان
وتضج شوارع الخرطوم وام درمان لليوم العاشر على التوالي بصيحات متظاهرين مطالبين باسقاط النظام وبالعدالة الاجتماعية ،بعد ان دخلت تلك التظاهرات بانعطافات خطيرة لسقوط الدم وتحولها باتجاهات اخرى وتحديات لحكومة الرئيس عمر البشير بعد ثلاثين عاما من تربعه على كرسي الرئاسة..
وضمن الحراك الشعبي المستمر دعت المعارضة الى الاحتشاد والتظاهر الجمعة ضد الحكومة وسياساتها ..نزل مئات المحتجين الى شوارع ام درمان، المدينة التوأم للعاصمة الخرطوم،لكن قوات الشرطة قامت بتفريقهم بقنابل الغاز والقنابل الصوتية. وكانت قوات الامن السودانية اعتقلت المزيد من قادة في ابرز تحالفين للمعارضة هما نداء السودان وقوى الاجماع الوطني،وذلك بحسب منظمي التظاهرات،قبل ساعات من الدعوة لاحتجاجات جمعة الوفاء للشهداء بحسب تعبيرهم.
وتقول مصادر المعارضة ان من بين المعتقلين عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني صديق يوسف، والتجاني مصطفى ومحمد ضياء الدين من حزب البعث ،وجمال ادريس من الحزب الناصري واخرين.
وتتزامن هذه التطورات مع اقرار السلطات السودانية بأن عدد قتلى الاحتجاجات خلال الايام الفائتة بلغ تسعة عشر شخصا، بينما تحدثت منظمة العفو الدولية عن مقتل سبعة وثلاثين شخصا.وضمن الوعود الرسمية حيال حلحلة الازمة، وعد وزير الاعلام بشارة جمعة بانفراجة الشهر المقبل لازمات الوقود والخبز والنقص في السيولة النقدية ..
ويشهد السودان احتجاجات منذ أكثر من أسبوع، ضد ارتفاع الأسعار ونقص السلع الأساسية وأزمة السيولة، نتيجة ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني إلى ستين جنيها مقابل الدولار الواحد. ويبدو أن الغضب الشعبي يتفاقم، بعد سقوط قتلى وجرحى، وإعلان حالة الطوارئ في معظم الولايات السودانية، واعتقال المئات بعد دخول الجيش على الخط..الجيش الذي اكد وقوفه الى جانب الرئيس عمر البشير،عبر قيادة اركانه، يبدو انه مصمم على ردع من وصفهم بالمندسين والمخربين المدفوعين من الخارج من اجل تهديد استقرار البلاد..