"الرجل" الذي نريد ان نتكلم عنه في هذا التقرير أسس أحد أركان المقاومة الفلسطينية بصبره و ذكائه و إيمانه .. انه الأمين العام الشهيد لحركة الجهاد الإسلامي الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي.
ولادة أسد يافا
ولد فتحي الشقاقي في مخيم رفح للاجئين في قطاع غزة عام 1951 في عائلة شردت في بيتها عند شواطئ يافا في وسط فلسطين المحتلة بعد النكبة التي زرعت فی قلب الأمة الإسلامية برعاية أمريكية و مباركة عربية. عندما بلغ عمره 15 عاما فقد والدته و هو الإبن الأكبر لعائلة إبراهيم الشقاقي(والده).
التحق شقاقي الى جامعة بيريزيت في الضفة الغربية ذكرى النكسة(حرب 1967) و تخرج في كلية الرياضيات و عمل في سلك التدريس بالقدس المحتلة ثم الى جامعة الزقازيق ليصبح طبيباً بارزاً في مشفى القدس ثم قطاع غزة.
السياسة كانت ركن من أركان شخصية الشقاقي ثم اقترب الى فكر الناصري في عام 66 لكنه غير سير تفكيره السياسي بعد هزيمة التي لحقت بجيوش عربية ثم تقرب من بعض الجماعات الإسلامية الا انه لم يلقي مراده في افكار هذه الجماعات.
في عام 1974 انتقل الى مصر كمل دراسته الطبية و عمل كطبيب الى جانب نشاطاته السياسية حتى انتصرت الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني حيث اثرت على شخصية الشقاقي تاثيراً كبيراً .
الشهيد الشقاقي و الثورة الإسلامية
مبادئ الثورة الإسلامية التي كانت اساسها دعم القضية الفلسطينية و تحرير القدس تسببت بثورة فكرية في أذهان الشهيد الشقاقي حيث اجبرته هذه الثورة الفكرية بكتابة كتاب " الخميني، الحل الإسلامي و البديل" فتم إعتقاله عدة مرات على تفكراته القريبة من الثورة الإسلامية بقيادة الإمام الخميني(ع).
انطلاق حركة الجهاد الإسلامي
احتلال فلسطين كان بمثابة خنجر في قلب الأمة الإسلامية الذي لم يعد يتحمله الدكتور السياسي الذي كان يفكر ليلاً و نهاراً بتحرير ارضه المحتله فأسس حركة على أساس مبادئ الإسلامي تحت مسمى حركة الجهاد الإسلامي التي اتخذت من قطاع غزة مركزاً لها فتمكنت هذه الحركة عبر ذراعها العسكري توجيه ضربات قاسية و قاضية الى العدو الإسرائيلي في عمق أراضي المحتلة مما جعل فتحي الشقاقي هدفاً رئيساً لفرق موساد الإرهابية.
اغتالوه .. خارج دمشق
في تسعينيات القرن الماضي اتخدت قيادة حركة الجهاد الإسلامي العاصمة السورية " دمشق " كمقر رئيسي لها كونها حضن العربي الأول و الأخير لفصائل المقاومة ضد المحتل مما جعل العدو الإسرائيلي خائفاً من استهداف قيادة المقاومة في سوريا.فكمن العدو في خارج سوريا اثناء تنقل القيادي الأول لحركة مسلحة استطاعت ان يوجع أركان العدو فأغتاله عملاء الموساد الإسرائيلي في جزيرة مالطا لدى عودته من ليبيا بعد زيارة قصيرة لها.
ارث فتحي الشقاقي اقوى من اي وقت مضى
عندما اسس الشقاقي حركة الجهاد الإسلامي كانت وسيلته الوحيدة للقتال الحجارة و اسلحة بسيطة فتحولت حركة الجهاد الإسلامي اليوم الى ذراع قوي للشعب الفلسطيني عبر كوادرها و مجاهديها المتدربين و المجهزين بأحدث أسلحة و ابعد صواريخ يمكن ان يلقن العدو الإسرائيلي درساً لن ينساه في حال اعتد على الشعب الفلسطيني و انه في سستحرر القدس ببركة هؤلاء الرجال ...
و يرونه بعيدا و نراه قريبا