قلوب المسلمين تهفو إلى بيت الله العتيق في مثل هذا الايام، الزمان والمكان جمع هولاء في مركز التوحيد العالمي الذي وضعه نبي الله إبراهيم عليه السلام للبشرية، حيث توافدوا من مكة المكرمة لأداء فريضة الحج في الثامن من ذي الحجة بيوم التروية.
المناسك التي تعج بالدلالات والمعاني الرمزية فالطقوس تختصر قيما لمنهجية شاملة بخطاب موجهة لإنسانية الإنسان وفطرته ونزوعه التوحيدي حتى لو اختلف لونه ولغته وعرقه.
الحجاج الذين سبق أن انقطعوا عن الملذات حلالها وحرامها وتركوا دنياهم في أمصارهم التي أتوا منها بمجرد دخولهم حدود الحرم ليكونوا لله مطلقا في أيام معلومات لا يجدون في قلوبهم إلا الله ولا يفكرون إلا فيه ولا يلجأون إلا إليه.
على خطى النبي صلي الله عليه وآله يتوجه المسلمون إلى عرفات استعدادا لشعيرة الحج الكبرى حيث يعمرون أوقاتهم بالدعاء والتضرع من الظهيرة إلى الغروب لا يستظلون إلا بظل الله ولا يرومون غيره في مشهد يلخص الفلسفة الإسلامية الإنسانية التي لا تقيم وزنا لفوارق طبقية أو عرقية أو اجتماعية فالعزيز من أعزته طاعة الله والكريم من كرمته عبادته...