العالم - تونس
وأكد الغنوشي في تصريح لصحيفة "لاناسيون" الأرجنتينية ان تونس لم يسبق لها أن كانت دولة علمانية"، مضيفا في الوقت ذاته أنه كان على الحركة الاسلامية أن "تتكيف مع الواقع" من خلال "الإسلام الديمقراطي"، فيما رأى مراقبون أن الرجل بات يخاطب نفسه متعسفا على تاريخ وهوية دولة الاستقلال.
وهذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها الغنوشي بهذه الطريقة عن الدولة المدنية العلمانية التي أسسها في العام 1956 الزعيم الحبيب بورقيبة العلماني فكرا وسياسة.
وفي العام 1981 أسس الغنوشي رفقة مجموعة من الإسلاميين حركة الاتجاه الإسلامي التي تحول اسمها لاحقا إلى حركة النهضة، لمناهضة نظام الحبيب بورقيبة باعتباره نظاما علمانيا.
وكثيرا ما كان الغنوشي يردد أن الحركة الإسلامية التي أسسها إنما تهدف إلى مقاومة القوى العلمانية بما فيها الدولة المدنية التي يرى أنها جردت المجتمع التونسي من تدينه.
وتؤكد الوثيقة العقائدية التي تعد إلى اليوم مرجعية الحركة أن النهضة كانت تسعى إلى الزج بالدين في الشأن العام لتصبح والخيارات السياسية رهن المرجعية العقائدية.
ويرجع مراقبون موقف الغنوشي الأخير إلى حالة الضعف والوهن التي تمر بها الحركة وهي تواجه مؤسسات دولة مدنية عصية من جهة وقوى علمانية وليبرالية حاصرت الحركة فكريا وسياسيا وشعبيا من جهة ثانية.
المصدر: ميدل ايست أونلاين
208