العالم - مقالات وتحليلات
تحرك الجيش وحلفائه يتم على أكثر من محور .. وإذا كان الخوف التركي من تقدم الجيش في جبهة خناصر، إلا أنه لم يتوقع أن يتم السيطرة بشكل سريع صباح الأحد 10 كانون الأول على قرى الظافرية وأم تريكة والبليل، والهدف .. تكبيد ارهابيي النصرة جناح القاعدة في سورية مع الفصائل المتحالفة معها خسائر كبيرة ليتم الالتقاء قريباً مع القوات المتقدمة من جبهة خناصر في مطار أبو الظهور العسكري..
التسريبات المتوفرة تشير إلى وجود جنود أتراك في هذا المطار، الأمر الذي يعني ضرورة الانسحاب التركي منه، وما صدم التركي بشكل أكبر الدعم الكبير من الحليف الروسي في عمليات الجيش العربي السوري على الأرض باتجاه معركة إدلب، وبعض المتابعين يرون بضرورة عدم الاستعجال بإطلاق الوصف عن تلك العمليات مصطلح ( المعركة ) ..
لذلك نذكر بما طرحه الرئيس بشار الأسد عن استعادة سورية لكل شبر من أراضيها وهذا يعني:
1- التعامل بحكمة وسرعة عالية مع الانقلاب التركي على اتفاق استانا.
2- جمع الحشود المنتصرة من جبهات البادية صوب جبهة إدلب.
3- توافق سورية وإيران وروسيا على ضرورة التخلص من تنظيم جبهة النصرة الإرهابي وهذا يعني عدم إعطاء ورقة يناور بها اردوغان في إدلب ومحاولاته تفشل بفصل عناصر الارهاب عن بعضها وفق الخيار السيء والجيد الذي يراه.
4- دخول الصيني على خط المواجهة بشكل مباشر من خلال دعم سورية في مواجهة الحزب التركستاني الإسلامي وما يشكله من خطر كبير مستقبلاً في حال عودة عناصره إلى الصين.
5- تنفيذ القرار الأممي 2254 بأدق تفاصيله والذي نص في أحد بنوده على محاربة تنظيمي “داعش” والنصرة الإرهابيين، وهذا يعني استكمال مساري جنيف واستانا على الأرض.
6- إغلاق البوابة الأخطر للإرهابيين عبر الحدود التركية قريباً بإذن الله.
ورغم كل ما تم ذكره .. إلا أن من نحاربه ليس بالخصم السهل، فالأمريكي يدرك قرب الصدام مع قسد سواء من الجيش العربي السوري أو مع جيش الاحتلال التركي، وانتهاء ارهاب “داعش” في البادية، جعله يبحث عن موطئ قدم في إدلب المعقل الأخير والأخطر للارهاب، من خلال دعم ارهابيي “داعش” ودعم تقدمهم في جبهة ريف حماه الشمالي على حساب تنظيم النصرة، لذلك .. لا يجب أن يتم التقليل من خطورة الهدف من تحرك الدواعش صوب إدلب.
إذن احتفالنا في أبو الظهور ليس ببعيد، وإذا كنا نحتفل بقرب اعياد الميلاد ونزين اشجارنا.. علينا أن نتوجه بالدعاء إلى أولئك الشباب المجاهدين في القوات المسلحة السورية وحلفائهم ممن يسابقون الزمن ويتحدون أقسى الظروف المناخية الباردة في طريقهم نحو إدلب، فالقرار اتخذ .. وربما يكون العام 2018 .. بل هو ايماننا .. وخصوصا في بدايته .. يحمل البشريات من الغوطة الشرقية والغربية، وأبو الظهور حتى نقترب أكثر فاكثر صوب إدلب .. وللحديث تتمة.
حسين الفياض - دمشق الآن
2-10