العالم - مقالات
التصريحات المخزية لوزراء الخارجية العرب إستبقها حشد أكثر من 100 الف جندي للإحتلال قرب غزة و إستبقها كذلك ترامب يوم أمس بالتلويح بإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية و هي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني في حال لم تقبل التفاوض مع العدو الصهيوني بالشروط الصهيونية, و قيام العدو بأضخم مناورات جوية في تاريخه و مناورات على الجبهة الشمالية, و هذا يؤكد أن الهدف الأساسي من إجتماع وزراء الخارجية العرب ربما تأمين دعم من مجرمي الحرب للعدوان السعودي على اليمن و لكن الهدف الحقيقي و الخفي هو تصفية القضية الفلسطينية, و من يقف بوجه هذا المشروع هو محور المقاومة من إيران الى اليمن و سورية و لبنان و العراق و فلسطين و بدعم جزائري.
و الأوراق التي تملكها واشنطن في سورية هي شمال سورية و ادلب كورقة تفاوض التخلي عن المعارضة السورية الارهابية المدعومة امريكياً مقابل التخلي عن فلسطين, و في لبنان التخلي عن فلسطين مقابل عدم إشعاله, و في اليمن التخلي عن فلسطين مقابل وقف العدوان, و جميع الأوراق يقدمها وزراء الخارجية العرب الى إيران كورقة تفاوض عنوانها العرب يتخلون عن سورية ولبنان و اليمن لإيران مقابل أن يتخلى الجميع عن فلسطين, و مثل هذه الورقة طرحت على إيران في العام 2008 أبان إحتلال العراق تحت مسمى منح العراق لإيران مقابل التخلي عن فلسطين و لكن كما اليوم ترفض إيران رفضت هذا العرض مسبقاً.
و من يسمع تهديدات و تصريحات (...) القمة العربية كما وصفهم مضفر النواب سيعتقد للوهلة الأولى أن تلك الدول وجيوشها (التي عجزت امام الشعب اليمني المحاصر) ستبدأ بالحرب على إيران, و سيعتقد أن ما لم يحققه العدوان السعودي على اليمن بمئات آلاف الغارات و آلاف المرتزقة سيحققه كلام وزراء الخارجية العرب, و لكن إن كانت ذاكرة وزراء الخارجية العرب ضعيفة وجب أن يتذكر سيد البيت الأبيض الحقائق المغيبة التالية:
1- الذي منع بوش وأوباما من شن عدوان على إيران ليس مجلس الأمن الذي طالما لم تحتاج واشنطن الى تفويضه لشن حروبها, بل قوة إيران و موقعها و تحالفاتها الدولية, و إذا كانت حرب واشنطن على أفغانستان التي لا تملك جيشا إستغرق 15 عاماً و لم يحقق نتائج فإن أي عدوان على إيران لن يتحمل الغرب تداعياته لأكثر من ست أشهر أما أن تطول الحرب لأكثر من سنة فهذا الأمر مستحيل, مع إستحاله التدخل البري.
2- حين فشل بوش و أوباما بشن عدوان على إيران كانت اليمن هادئة و لكن اليوم يجب الأخذ بعين الإعتبار أنه سابقاً كان بيد إيران مضيق واحد ولكن الآن مضيقان بيد محور المقاومة, و بالتالي سيكون هناك أزمة إمداد أكثر منها أزمة نفط.
3- حين فشل باراك أوباما بشن عدوان على إيران كانت صواريخ إيران بهامش خطأ قد يصل الى 100 متر و ربما 400 متر و لكن الآن لا يمكن أن يخطيء الصاروخ هدفه.
4- حين فشل بوش بالعدوان على ايران و باراك اوباما بالعدوان على إيران أو سورية كانت وسائط الدفاع السورية أضعف بكثير مما هي عليه حالياً و الآن لم يتم تطوير الدفاع الجوي السوري فحسب بل إن الساحل السوري بالحد الأدنى محمي روسياً بسبب وجود قواعد روسية.
5- العدوان على اليمن أثبت بشكل لا يقبل الشك بأن حزب الله خلال عدوان تموز لم يقدم من أوراقه الا الشيء القليل جداً جداً و أي حرب قادمة لن تبدأ سوى من نهاية عدوان تموز, و أكثر من ذلك فإن مقاتلي حزب الله لن يكونوا الوحيدين الذين سيخوضون الحرب.
6- أي عقوبات جديدة تستهدف إيران ستكون فعاليتها أقل بكثير جداً من العقوبات التي عاشتها إيران خلال أكثر من ثلاثين عاماً و لم تغير شيء بل زادتها قوة, فكيف الحال و هي أصلا تعايشت مع العقوبات فضلاً عن أن العالم تغير ولن تتمكن واشنطن من بناء إجماع دولي على أي عقوبات حتى بين حلفائها المقربين, و بالتالي أي عقوبات على إيران أصبحت عزلا للأمريكي و ليس العكس.
7- أي تلاعب بأمن لبنان سيعيد للبنان إستقلاله لا أكثر و لا أقل, و ما محاولة المساس بإتصالات المقاومة سوى نموذج.
8- الإعتقاد بأن سورية قلقه من قتال جماعات تدعمها واشنطن وجب أن يتذكر بأن سورية رسميا تقاتل "داعش" لأنه مدعوم من واشنطن وتعلن هذا الأمر و دخول الجيش الأمريكي يسهل على السوري الحرب ولا يعقدها فالأمريكي الذي هزم في الصومال لن يربح في الشام.
9- إذا كان الأمريكي يعتقد انه يتلاعب ببعض الحكام العرب و بعض التنظيمات الإرهابية في المنطقة لإرغام موسكو و طهران على تقديم تنازلات في أفغانستان عليه أن يتذكر أن إستمرار حماقاته في المنطقة قد يخرج من هذه المقامرة بخسائر أكبر بكثير من المتوقع حالياً و ما دروس الأعوام الخمس عشر الماضية دليل.
و للمفارقة فإن هذا كله و آل سعود قد إختبروا بركان تو اتش و لم يختبروا المضادات البحرية الجديدة, و إختبروا هدف في مطار الملك خالد و لم يختبروا هدف إستراتيجي كموانيء النفط.
المصدر / جهينة نيوز
109-1