(1 )
العالم - ثقافة
راهبُ آلِ محمد -ص-
هل أُناجيكَ أم طلبتُ المُحالا
أم تُراني لسْتُ المُبَوَّأَ حالا
جِئْتُ أسعى إلى رِحابِكَ شوقاً
فأضِفني يا ضائفاً أجيالا
يا عظيما لوَّى الخطُوبَ عِناناً
انتَ بالصبر قد سَمَوتَ جلالا
قد عبَدتَ الالهَ حقّاً يقيناً
وتواضَعْتَ بلْ سَهُلْتَ مَنالا
آلُ طه هم سادةُ الدينِ نصَّاً
هم حِمانا نوُدُّهم إجلالا
ما عرِفنا لآلِ أحمدَ وَهناً
قادةُ الخيرِ والثِّقاةُ مَقالا
سَيدي ايها العظيمُ مقامَاً
دُمْتَ عَوناً للطالبينَ نَوالا
كاظمَ الغيظِ ما أفَلْتَ إماماً
ولواءً يستنهضُ الأبْطالا
أنتَ عينُ البصيرِ ترنُو رؤُوفاً
وتواسي العِبادَ جُودَاً توالى
والمطاميرُ للعُيونِ جُفُونٌ
ومَعينُ الكرامِ يَروي الجِبالا
لم يَخَلْ هارونُ عسفاً وجهلاً
أن بَدْراً هو التمامُ اغتالا
لم تُغيِّبْهُ ظُلمةُ السِّجنِ نُكراً
وقِبابُ السُّراةِ خيرٌ مِثالا
تلكَ بغدادُ تزدهي كبرياءً
وهي بالكاظِمَين صَرحٌ تَلالا
آهُ يا سيدي الامامُ المُفدّى
أنتَ صوتٌ بالتضحياتِ تعالى
قد جعلتَ السجونَ مأوى اطِّهارٍ
لأُناسٍ خاضُوا الحياةَ ضلالا
وأنَرْتَ القلوبَ حُبّاً ورِفقاً
فغدا ساجِنُوك طِيْبا خِصالا
كيف يَجفُون ابنَ طه عفيفاً
كاظمُ الغيظِ والصبورُ احتمالا
أرْكعَ السِّجنَ والحديدَ حبيساً
تلكَ أصفادُهُ انتَصَبْنَ نِضالا
ايها الطاهرُ الذي انتَ نورٌ
يا حِمى الدينِ والهَصُورَ فِعالا
لم تمالِ الطغاةَ مُلكاً عضُوضاً
فتقلَّبْتَ في السُجونِ انتِقالا
وجعلتَ السُّجودَ أُنْسَ إمامٍ
زُجَّ في غَيهبِ السجونِ نَكالا
وبطامُورةٍ تقصُّ علينا
كيفَ أنَّ الطغامَ ضامُوا الكمالا
آلَ طه وفاطمٍ وعليٍّ
وسراةُ الانامِ نَهجا حَلالا
يوم نادَوا ونعشُكَ الطُّهْرُ أرضاً
يا موالُون :َ كاظمُ الغيظ زالا
ما صدقتمْ يا قاتِلينَ إماماً
إنَّ موسى سمّمتُمُوهُ اغتيالا
فارقتْ روحُهُ الحياةَ شهيداً
فغدا قبرُهُ مَعيناً زُلالا
ينهلُ الظامئونَ مِنهُ ارتواءً
ويطُوفون بالضريحِ ابتهالا
آلُ طه دامُوا مَدارسَ وحيٍ
فهم الشمسُُ لن تغيبَ ارتِحالا
*****************
(2)
النعشُ الثائر
نَعشٌ تجسَّدَ في وُجدانِنا مُثُلا
بِئْسَ الطغاةُ أرادُوا وأدَهُ جبَلا
هوَ الامامُ الذي بالصبر علَّمنا
انَّ المطاميرَ لن يَحجُبْنَ مُكْتَمِلا
سامُوا اْبنَ جَعْفرَ إرهاباً بِمُظلِمَةٍ
تبّاً لحُكّامِ غدرٍ أرهقوا النُّبُلَا
مُوسى بن جعفر فردٌ لم يُخِفْ بشراً
زانتْ به الارضُ عبداً قانتاً وجِلا
أمِثْلُهُ وهو سِبْطُ المصطفى نَسَبَاً
يُمسي حبيساً بسجنٍ مُظلِمٍ جُعِلا
ألكاظمُ الغيظَ لا يَخُبوُ ونهضتُهُ
شمسٌ تُضيءُ لأهلِ العِزَّةِ السُبُلا
لم يعرفوا أنَّهُ المُوحِي الى زَمَنٍ
يبني الحياةَ نقاءً ليس فيه بَلَا
موسى بنُ جعفرَ نورٌ ما لَهُ أمَدّ
يمُدُّ بالضَّوءِ مِصباحاَ لِمَنْ أفِلا
ونعشُ راهبِ آلِ المصطفى أَلَقٌ
حتى وإنْ شَنَّعَ الجاني بِهِ نُزُلا
غالَ الإمامَ حليمَاً زاهداً عَلَمَاً
يهابُهُ الغاصبُ الشِرِّيرُ مُعْتَمِلا
بغدادُ ضجَّتْ وبالاحزانِ قد خَرَجَتْ
طُرّاً حِداداً بِعَيْنٍ أُلهِبَتْ شُعَلا
وهاجَ حُزناً بنو الأخيارِ في كمَدٍ
وهمْ يرَونَ حديدَ النعشِ حينَ دَلا
ها هُم بنو الخيرِ حتى اليومَ ترفعُهُ
نَعْشاً يعزِّزُ فينا العزمَ والأمَلا
يعظِّمونَ أمينَ الله تضحيةً
وهمْ شهودٌ بأنّ الأطهَرِينَ عُلَا
صلُّوا على احمدِ المختارِ تَسْليةً
لَكَمْ تأذّى بفَقْدٍ هَدَّهُ قِبَلَا
تلكم مراقِدُ آلِ البيتِ مُعْلَمَةٌ
مَشاهِدٌ تؤمِنُ الواني إذا وَجَلا
213