حينما يفسد التاريخ العلاقات التركية الالمانية+فيديو

الجمعة ٠٣ يونيو ٢٠١٦ - ٠٢:١٥ بتوقيت غرينتش

(العالم) 02/06/2016 - من بوابة المانيا التي من خلالها ابرمت تحالفات واتفاقات مع الاتحاد الاوروبي تلقت تركيا صفعة لم تتوقع حدوثها ربما في ظل التقارب الاخير بين البلدين.

البرلمان الالماني تبنى قرارا يعترف بان المجازر التي تعرض لها الارمن ابان الحقبة العثمانية ابادة جماعية. قرار صوت عليه النواب الالمان بالاجماع مقابل صوت ضد واخر ممتنع. خطوة لم تتعلق بما حدث قبل مئة عام فقط بل جاءت ردا على تهديدات تلقاها نواب في حال تصويتهم لصالح القرار لا سيما ذوي الاصول التركية وهو ما رفضه رئيس البرلمان نوربرت لاميرت.

وقال رئيس البرلمان الالماني: "الحكومة التركية الحالية ليست مسؤولة عما حصل لكنها شريك بالمسؤولية عما يحدث مستقبلا. نحن لسنا محكمة والنواب اليوم يتحملون مسؤوليتهم. نحن نتقبل النقد لكن يجب ان يكون واضحا للطرف الاخر ان التهديدات ضد النواب الالمان غير مقبولة".

ارمينيا رحبت بقرار البونديستاغ واعتبر وزير خارجيتها ادوارد نالبانديان انه مساهمة المانية قيمة في اعتبار ما حصل ابادة ومنع ارتكاب ابادات مستقبلا. 

اما تركيا المعني الاكبر بالقرار، سارعت الى رفضه واعتباره خطأ تاريخيا. اضافة لاعلان استدعاء سفيرها في برلين للتشاور، احتجاجا على تبني القرار، فيما اكد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان انه سيكون له تاثير خطير على العلاقات بين انقرة وبرلين.

وقال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان: "تواصلت مع رئيس الحكومة واتفقنا على استدعاء سفيرنا وسنناقش هذه المسالة التي سيكون لها تاثير خطير على العلاقات بين تركيا والمانيا. وسنقرر في شان الخطوات المستقبلية التي سنتخذها فيما خص قرار البرلمان الالماني".

الخطوة الالمانية تعد بحسب المراقبين الرصاصة الاولى باتجاه العلاقة بين تركيا والمانيا ومن خلفها الاتحاد الاوروبي.

ويضيف هؤلاء ان توتر العلاقة سينعكس على قضايا عديدة ابرزها الاتفاق بين انقرة والاتحاد الاوروبي حول وقف تدفق اللاجئين من تركيا مقابل منحها مساعدات بقيمة ثلاثة مليارات دولار، اضافة الى الاتفاق الذي كان يامل الرئيس اردوغان بانجازه حول اعفاء الاتراك من تاشيرة الاتحاد الاوروبي. 

كل هذه الاتفاقات ستدخل نفقا مظلما بما ان التوصل اليها كان من بوابة المانيا، والتي وجهت مستشارتها انجيلا ميركل ضربتها للشريك التركي في توقيت تقول التقارير انه مدروس واتى بعد استبعاد رئيس الحكومة التركي السابق احمد داود اوغلو من المشهد السياسي وهو الذي كان عراب الاتفاقات مع الاتحاد الاوروبي.

ومهما كانت اسباب الخطوة الالمانية فمن المؤكد ان انعكاساتها لن تقف عند حد استدعاء السفراء كما انها تعتبر بشكل او باخر بداية نهاية شهر العسل بين تركيا والمانيا وحتى اوروبا.

5