وأوضحت الجريدة نقلا عن موقع "هيسبرس" أن الرسالة تحمل مضمونا قصيرا، إذ أن الإرهابي الأخطر الذي اشتهر ببشاعة جرائمه لم يتطرق إلى الأسباب التي دفعته إلى المطالبة بتسريع اعدامه تنفيذا للقرار القضائي الصادر في حقه، بل اقتصر على طلب التعجيل بذلك، بالوقول حرفيا في الرسالة “أنا المسمى يوسف فكري، مع علمي أنه لن تموت نفس إلا بأجلها، ولكن أخذا بالأسباب، أطالبكم بتعجيل هذه العقوبة”.
وتساءلت مصادر الجريدة إن كان لاختيار توقيت بعث الرسالة خلفية، خاصة أن 12 يوما تفصل عن ذكرى 16 مايو. المصادر ذاتها قالت إن وزير العدل ليس من اختصاصه تسريع تنفيذ الحكم أو إبطائه، وأن المتهم ليس من يملي على الدولة طريقة تنفيذ العقوبة عليه، بل هناك قوانين واتفاقيات دولية تؤطر عمل الدولة وقراراتها.
يشار الى ان فكري التحق عام 1994 بجماعة «الدعوة والتبليغ» في مسقط رأسه بمدينة اليوسفية (غرب مراكش)، قبل أن يؤسس مجموعة «التكفير والهجرة» المتشددة والمتهمة بتنفيذ تفجيرات الدار البيضاء الارهابية، ويغير مظهره على الطريقة الأفغانية، بعد إطلاق لحيته.
بدأ مسيرته في أكتوبر (تشرين الأول) 1998 باغتيال عمه عبد العزيز فكري في مدينة اليوسفية بتهمة معاشرة البغايا. وبعد الاعتداء على شخص ثان في نفس المدينة، انتقل عام 1999 إلى جبل «تيرقاع» في ضواحي مدينة الناظور (شمال شرقي المغرب) حيث قام، حسب اعترافاته، بذبح أحد المرشحين للهجرة السرية بدعوى أنه شيوعي.
وعاد إلى الدار البيضاء حيث تحالف مع صديقه محمد دمير، وكانت أول عملية مشتركة بينهما هي الاعتداء على شرطي بفأس حادة.
وفي صيف 1999 بدأت هذه المجموعة في تنفيذ فتاويها بهدف تطبيق الشريعة الإسلامية بحد السيف حسب فهمها.
ووجدت هذه المجموعة مناصرين لها في الأحياء الفقيرة في ضواحي بعض المدن المغربية، مثل حي بني مكادة في طنجة، وحي وادي الذهب في سلا، وسيدي مومن والبرنوصي في الدار البيضاء، وأطلقت على العاملين في صفوفها لقب «المجاهدين في سبيل الله».
وفي عام 1999 أفتى فكري بثلاث عمليات إجرامية في حي سيدي مومن بالدار البيضاء، تمثلت في تصفية أحد أفراد عائلته، إضافة إلى شرطي وموثق رميت جثته في بئر مهجورة.
وكان يوسف فكري قد سقط في يد الشرطة بطنجة، في يوليو (تموز) 2002، بعد بلاغ تقدم به سائق تاكسي تعرض للاعتداء من زبونين، وكان ذلك البلاغ سببا في اعتقال زعيم هذه الجماعة.
وتتميز هذه الجماعات بتواضع المستوى التعليمي لرموزها، وأتباعها وأغلبهم باعة متجولون أو حرفيون صغار أو عاطلون عن العمل. وهي تحمل مفهوما خاصا لما ينبغي أن تكون عليه الحياة في المجتمع الإسلامي، منها الزواج دون عقد نكاح مسجل لدى السلطات المدنية. وتروج لمقولة ان المجتمع كافر وتدعو لمحاربة رموزه بالجهاد.
109-1