وعندما ترى الشباب طريحي الفراش بأجسامهم الهزيلة، وعندما تسمع في صمتهم إرادة النصر، حينها تدرك مقدار المعاناة التي عانوها عبر حصار تجاوز السنة... إنهم أهالي الفوعة وكفريا المحاصرتين في إدلب.
وقال احد الجرحى لقناة العالم الاخبارية الاحد: نزلت لاخذ سطل لبن لاولادي ليأكلوا ويتغذوا، فاصبت بفخذي اليمين بحيث تفتت العظم، والوضع عندنا كان مأساويا جدا جدا، حيث لا اكل ولا ماء، حتى اننا نتقاتل على الماء والطحين، وليس هناك ابدا مواد غذائية، واوضاع الاطفال مأساوية جدا.
مصطفى السيد يحمل طفلته وزوجته تسير إلى جانبه، استهدفته رصاصات حقد قناص لا يميز بين الطفلة والبندقية.
وقال لقناة العالم الاخبارية: اصابتنا اطلاقات قناص من بنش، انا وزوجتي، وزوجتي اصيبت بكتفها ويدها، وانا اصبت في ظهري وخرجت من بطني عندما حاولت انقاذ زوجتي.
أُصيبت زوجته بطلقتين وأُصيب باطلاقة متفجرة وهو يحاول إنقاذ طفلته وزوجته، ليصبح منذ ذاك الوقت طريح الفراش.
بالرغم من كل جراحهم.. ومن كل ما سببه حصار ظالم عليهم.. الآن أهالي هاتين البلدتين المظلومتين أصبحوا نموذجا للصبر والمقاومة في زمن قل فيه كل شيء.
101-3