فمتحف الشمع أو "متحف العبر" كما يطلق عليه يؤرخ لحقبة القمع والاضطهاد في عهد الشاه المخلوع والذي تحولت جدرانه إلى سجل لأسماء أكثر من 8000 معتقل كان أبرزها اسم قائد الثورة السيد علي خامنئي الذي كان له دور بارز في انتصار الثورة الإسلامية.
وكل ركن في هذا المتحف شهد أبشع صور التعذيب للمناضلين الإيرانيين حتى جاءت الثورة الإسلامية ليتحول إلى متحف يروي قصص النضال والمقاومة بعد أن كان سجناً لقمع صوت الحق والحرية.
"المتحف ضم تماثيل لرموزإيرانية وصور الجلادين الذين اداروا المعتقل"
ويضم المتحف تماثيل لرموز إيرانية منها تمثال الشيخ رفسنجاني والشهيد محمد مفتح.. وإلى جانب الضحايا هناك أسماء وصور الجلادين الذين أداروا المعتقل في تلك الحقبة.. وضمت الزنزانات التي سكنت بين جدرانها صرخات المعذبين أدوات التعذيب.
محمود بازركاني الذي كان قد اعتقل وهو ابن السابعة عشر عاماً اصطحب كاميرا العالم إلى إحدى الزنزانات المظلمة ليسترجع معنا ذكريات أليمة عاشها في المعتقل لعدة أشهر.
ويقول محمود بازركاني لمراسلتنا: كنت في السابعة عشر من عمري حين اعتقلوني بتهمة توزيع المنشورات، وبقيت في الزنزانة أكثر من ثلاثة أشهر.. كان هناك جلاد يدعى شعباني كان شكله مخيف وكان يجلدني بشكل يومي وبعدها يضع برميلاً فوق رأسي ليتضاعف صدى صوتي عندما أصرخ ما يتسبب بألم شديد في الرأس.
المرأة الإيرانية التي ناضلت إلى جانب الرجل من أجل الاستقلال هي الأخرى نالت نصيبها من التعذيب، كـ حميدة نانكلي إبنة الخامسة عشر ربيعا.
"المتحف خير شاهد على صمود الشعب الإيراني بقيادة الإمام الراحل ره"
وتقول حميدة نانكلي: كنا نقوم بتلصيق منشورات الإمام الراحل على الجدران وتم اعتقالنا أنا وأخي في يوم واحد واستشهد أخي إثر التعذيب ومضيت أنا ستة أشهر في هذا المعتقل البارد.. لقد ذقنا عذاباً لايمكن تخيله.. ولوعاد الزمن بي إلى الوراء لفعلت الشي نفسه لأنني كنت أبحث عن هدف وهو الاستقلال.
وتحرص الجهات المعنية بتاريخ الثورة على أن يكون هذا المتحف مزاراً ليكون شاهداً على مرحلة النضال والتضحية التي قدمها الشعب الإيراني بقيادة الإمام الراحل قدس سره الشريف.
02.06 FA