ومن هذه البداية كانت حقيقة الاجتماع ودوافعه السعودية. فالمشكلة ليست باحداث السفارة في طهران، بل بالمكانة التي وصلت اليها ايران على مدى عمر ثورتها الاسلامية. وهو ما اعترف به الجبير زاعما ان الطائفية بدأت بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران.
التخبط الذي وقع فيه الوزير السعودي لم يقف هنا. ليضيف في سياق اتهاماته ان السعودية لم تجند ايرانيين لقتل شعبهم داخل ايران ولم تجند ميليشيات لخوض معارك داخل بلادهم.
لكن الجبير لم ينتبه ربما الى ان الرياض تدعم منذ سنوات الجماعات المسلحة والنصرة وداعش في سوريا لقتل الاشقاء في هذا البلد المنكوب.
كما غاب عنه ان السعودية جندت ارهابيي القاعدة وداعش لقتل الشعب اليمني على مدى عشرة أشهر، فضلا عن مشاركتها المباشرة في القتل والتخريب.
وعليه فان ما قام به الجبير هو على قاعدة نعيب غيرنا والعيب فينا. فممارسات السعودية باتت تسبب احراجا حتى للحلفاء الذين غطوها لعقود وتحديدا الولايات المتحدة.
حيث اشار موقع ذا هيل الاميركي الى ان مراجعة السياسات الاميركية في ظل التطور الاخير باتت ضرورية. وان الرياض علمت بتبعات اعدام الشيخ النمر ورغبت بحصول توترات كونها تستخدم السياسات الطائفية لتكوين سياساتها الداخلية والخارجية. واشار الموقع الى ضرورة اتخاذ موقف اكثر حزما ازاء تاجيج السعودية للازمات الطائفية التي ستقوض محادثات السلام وتقوي التطرف في المنطقة.
ومقابل هذا الحشد والتحريض من داخل الجامعة العربية وخارجها، تبدو ايران اكثر هدوءا وعقلانية في مقاربة الامور. فهي دعت الى التهدئة والحوار منذ تصعيد الرياض وقبله. فيما لم تتهرب من اي مسؤولية ازاء ما حصل للسفارة السعودية في طهران.
كما انها تقوم بحركة دبلوماسية في المنطقة لتهدئة الامور لا لخوف من تهديدات مبطنة او ظاهرة بل لالتزامها بمبدا التعاون والحوار واقتناعها بان اي تصعيد وتوتير في المنطقة يخدم قوى التطرف والارهاب، وهو ما تريده ربما اطراف اخرى في المنطقة.
00:30 - 11/01 - IMH