وآخر هذه المواقف الاردوغانية الغريبة والعجيبة، كان تعليقه على اعدام السلطات السعودية للعلامة اية الله الشيخ نمر باقر النمر، حيث اعتبر، هذه الجريمة البشعة بانها “شأن داخلي سعودي”، وشذ عن مواقف كل حلفائه في الناتو واصدقائه في الغرب وامريكا وحتى قادة و زعماء البلدان العربية والاسلامية ، والمحافل الدولية وفي مقدمتها الامم المتحدة، باستثناء توابع واذيال السعودية من امثال ال خليفة في البحرين وغيرها، فالجميع ندد بهذه الجريمة النكراء التي استهدفت رمزا اسلاميا كبيرا كان يدافع بالكلمة عن الحقوق الدنيا لاتباع اهل البيت عليهم السلام في مملكة ال سعود الوهابية.
شذوذ اردوغان سيتكثف اكثر لو علمنا ان موقفه من الجريمة الطائفية المقززة التي ارتكبها ال سعود بحق العلامة الشيخ الشهيد النمر، جاء متناقضا حتى مع مواقف رئيس الوزراء التركي احمد داوود أوغلو ووزير الخارجية مولود جاوويش، اللذان استنكرا جريمة الاعدام و دعيا الى عدم التصعيد بين طهران والرياض، الامر الذي يكشف المزيد من ابعاد شخصية اردوغان غير السوية والمتناقضة والمنافقة، لاسيما اذا عرفنا ان السعودية اقدمت على اعدام الشيخ النمر مباشرة بعد زيارة قام بها اردوغان للرياض الامر اثار الشكوك حول وجود تنيسق بين السعودية وتركيا في هذا الشأن.
ومن باب من فمك ادينك، لا نريد ان نقول لاردوغان انك تكذب، بل سنقول انك تناقض نفسك بنفسك عندما تقول ان اعدام الشيخ النمر شأن داخلي سعودي ولا يحق للاخرين التدخل، لانك اول من انتهك هذه القاعدة ولم يعمل بها، فانت حرقت سوريا وساهمت باحراق العراق وكنت ومازالت تتدخل في مصر وتثير الفتن هناك، في تدخل سافر في شؤون هذه الدول، فلماذا لا تتوقف عن ما يجري في هذه الدول من باب انها شأن داخلي لها؟، لماذا تفتح حدودك مع سوريا لعبور مئات الالاف من التكفيريين الى سوريا ليعيثوا فيها فسادا؟، لماذا تعمل على اثارة النعرات الطائفية في العراق عبر التدخل العسكري واحتضان الارهابيين الهاربين من القضاء العراقي، على انهم “رموز سنية” يتعرضون ل”اضطهاد” الشيعة، ولابد من نصرتهم وتقديم الدعم لهم؟، لماذا تضع شعار “رابعة” على مكتبك في تدخل سافر في الشان المصري، تفتح ذراعيك لرفاقك من حزب “الاخوان المسلمين” المصري، وتقوم من خلالهم بالتحريض بين ابناء الشعب المصري ليقتل بعضهم بعضا؟، هل العلامة الشيخ النمر الذي جاهد بالكلمة فقط ضد الاستبداد السعودي وظلامية الوهابية، لا يستحق منك ان تقول فيه قولا يرضي الله والناس؟
نحن نعلم جيدا، كما يعلم غيرنا، انك تنافق وتكذب في كل ما تقول، فقد اعماك الحقد الطائفي والدولارات السعودية القذرة، لذلك نراك تتحالف تحالفا “استراتيجيا” مع اكثر الانظمة تخلفا ورجعية واستبدادا على وجه البسيطة، بعد ان تخلى عنك حلفاؤك في الناتو بسبب حقدك الذي لا يوصف على سوريا والعراق و تدخلك السافر في الشؤون المصرية، واحلام اليقظة التي تعيشها، فمهما نفخت في اوداجك فستبقى صغيرا ولن تعيد سلطان اجدادك العثمانيين، فدماء الشهيد السعيد البطل الشيخ النمر، عرّتك امام الجميع، فانت لست سوى منافق رخيص.
* سامي رمزي ـ شفقنا