وباعتقادي هناك ست نقاط اساسية ومهمة تتعلق بهذه المفاوضات، هي:
الاولى: الحرب والسلم في يد السعودية وحدها وهادي والمخلافي وغيرهما من تجار الحروب مجرد ادوات للعدوان، لذلك اذا ارادت السعودية توقيف الحرب فانها لا تحتاج الى جنيف او غير جنيف للتفاوض، وبامكان عمان ان تتوسط بين السعودية والقوى السياسية اليمنية من اجل حل الازمة في ايام قليلة.. لذلك اي تفاوض لا تكون السعودية حاضرة فيه فانه مجرد مضيعة للوقت.
الثانية: فريق هادي المفاوض في سويسرا لا يمثل المليشيات المساندة للعدوان في الميدان ولا يقدر ان يفرض اي حلول لا على السعودية ولا على الميليشيات في الميدان.. لذلك المفاوضات في جنيف مجرد تحصيل حاصل وتلميع للوجه السعودي امام المجتمع الدولي، ولن يكون لها اي تاثير في مسارات المصالحة او استمرار الحرب في اليمن.
الثالثة: الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي تستطيع ان تنهي العدوان السعودي وهي حتى الان غير مستعدة لذلك، كونها تجني ارباحاً كبيرةً من هذه الحرب من خلال بيع الاسلحة وامتصاص الاموال السعودية المكدسة في البنوك الاميركية، كما انها تراهن على جبهة اليمن في تحقيق اي مصالح سياسية في مناطق اخرى.
الرابعة: هادي والعديد من الوزراء وقادة المليشيات في الميدان لا يريدون ان يتوقف العدوان كونه المصدر الوحيد لقوتهم العسكرية من جانب، ومصدراً للارتزاق وجلب الاموال من جانب اخر.. لذلك التوصل الى حل او ايقاف للعدوان تعني نهايتهم او على الاقل ضعف مصدر دخلهم، وهذا ما لا يريدونه.. لذلك تراهم يعارضون اي تسوية سياسية ويبذلون ارواحهم من جبهة الى اخرى ويتنقلون حسب مصالح السعودية من حرض الى مارب وغيرها من الجبهات.. لذلك فانهم لن يخضعوا للسلم والمصالحة الا بضغوطات سعودية وهذا يعيدنا الى النقطة الاولى.
الخامسة: السعودية لا تزال ترغب في استمرار الحرب ولا تريد المفاوضات وفتح جبهة حرض وتسخين جبهة الجوف، وهذا اكبر دليل على ذلك.. لكنها تراهن على حصان خاسر وهو علي محسن الاحمر ومن معه من تجار الحروب، فالرجل الذي كان يحاصر مران وتم هزيمته ثم انكساره تدريجيا حتى فر الى الرياض، لن يستطيع ان يحقق اي انتصار للسعودية بعد اعوام من الانكسار، وزجه في الحرب في الساعات الاخيرة في جبهة حرض ان صحت الانباء هو دليل واضح على ان السعودية فشلت في عدوانها خلال تسعة اشهر وانها عادت لادواتها القديمة التي ثبت فشلها سابقا وانها لن تحصد الا الخسران.
السادسة: جبهة الرياض الداخلية خاصة في الجنوب وتعز تعاني من الانقسامات، فالجميع في هذه الجبهة يتصارع مع الجميع من اجل العمالة والارتزاق، وكل فريق يحتمي بدولة معينة من دول العدوان.. وهناك صراع كبير بينهم على النفوذ والسلطة كاختلافات الاصلاح والحراك الجنوبي من جهة، واختلافات القاعدة و"داعش" والسلفية والحراك والاصلاح من جهة اخرى، هذا غير الاختلافات بين بحاح وهادي.. وكل فريق اصبح يسيطر على مناطق محددة ولديه مطالب واجندة تختلف عن اجندة التيارات والمليشيات والقوى الاخرى، لذلك فان التوصل الى تسوية مع هؤلاء امر صعب، خاصة مع رفض الرياض ادراج موضوع محاربة الارهاب ضمن بنود التفاوض.. وهذا ما سيؤدي الى فشل اي اتفاقيات او تسوية سياسية مالم تقوم السعودية باعتبارها الداعم الاول لكل هولاء بالضغط عليهم.
• عبدالرحمن راجح/ كاتب وباحث يمني