الجعفري: تركيا وافقت مبدئيا على الانسحاب لكنها خالفت ذلك

الجعفري: تركيا وافقت مبدئيا على الانسحاب لكنها خالفت ذلك
الأحد ١٣ ديسمبر ٢٠١٥ - ٠١:٤٨ بتوقيت غرينتش

اكد وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري، الاحد، ان الوفد التركي الذي قدم الى بغداد للتفاوض في مسألة دخول القوات التركية الى العراق "وافق مبدئيا" على سحب تلك القوات "لكنه خالف ذلك عند عودته الى تركيا ولقائه بقادته، مبينا ان الحكومة تطالب "بقوة" بسحب القوات من الأراضي العراقية مع الحرص الشديد على العلاقات مع تركيا.

وحسب السومرية نيوز، قال الجعفري في تصريح صحفي أدلى به عقب اجتماع الرئاسات الثلاث وقادة الكتل السياسية والذي عـقد في رئاسة الجمهورية، إن "سيادة العراق خط أحمر، ولا نسمح بانتهاكه، وتجاوزه، وأن وجود القوات التركية بهذه الطريقة تجاوز على العراق"، مضيفا "استدعينا السفير التركي في بغداد، وسلمناه مذكـرة احتجاج، وكان لنا معه حديث مفصل، وأبلغ الحكومة التركية، وتحدثنا مباشرة مع وزير الخارجية التركي الذي بادر واتصل بي هاتفيا لمدة 40 دقيقة".

واضاف الجعفري، أن "الرأي التركي كان مستجيبا بشكل محدود، وأن وزير الخارجية وعد بأن تركيا لن تـرسل قوات جديدة، وأبلغته بأننا لا نتحدث عن إرسال قوات جديدة، بل نتحدث عن المعسكر التركي في منطقة بعشيقة الذي يجب أن يغلـق، وتنسحب القوات المسلـحة"، موضحا "أبلغـنا وزير الخارجية التركي بأنه سينقل إلى القيادة التركية ذلك".

وتابع الجعفري، "وبعد ذلك اتصلوا، وقالوا سنـرسل وفدا من وزارة الخارجية، والمخابرات التركية، واستقبلناهم في بغداد، وجرى معهم حوار مباشر على مدى أكثر من ساعتين، ثم زاروا رئيس الوزراء، وبعد حوار طويل قالوا نحن نوافق مبدئيا، ونعود لقادتنا، ونعطي الموقف، وبعد عودتهم إلى تركيا جاء التصريح على خلاف ما وعد به الوفد".

وواضح الجعفري، أن "وزارة الخارجية تحركت منذ يوم الأحد الماضي على عدة محاور تضمنت الحوار المباشر العراقي-التركي انطلاقا من حرصنا على علاقتنا الاستراتيجية مع تركيا كجزء من منظومة دول الجوار الجغرافي للعراق"، مضيفا "منذ اليوم الأول تحركنا على جامعة الدول العربية، واتصلنا بالدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية، وطلبنا عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب، واتصلنا بوزراء خارجية الدول العربية، وأيدوا ذلك، ومنهم من اتصل بالأمين العام، وأبلغه بالموافقة".

واكد الجعفري، "ثم اتصلنا بسفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، ودعوناهم إلى اللقاء في مقر وزارة الخارجية، وهم: سفير الولايات المتحدة الأميركية، وروسيا، وبريطانيا، وفرنسا، والصين"، مبينا ان "الاجتماع خلص بثلاث قناعات كانت جدية ومطابقة للموقف العراقي، وهي أولا: شجب التدخـل، واعتبروه مسا بالسيادة، وثانيا: طالبوا بضرورة سحب هذه القوات، وثالثا: أبدوا الاستعداد لأن يقفوا إلى جانب العراق في مجلس الأمن، وكان لقاء جيدا".

واشار الجعفري إلى أن "الشعب، ومجلس النواب، والمرجعية، ومؤسسات المجتمع المدني، والجميع يرفضون تواجد القوات التركية على الأرض العراقية، ويشددون على حفظ وحدة، وسيادة العراق، ولن نتسامح به، وهذا موضع إجماع وطني"، مشيرا الى "عندما نسمح لهذه الدولة أن تتدخل فهذا يعني أننا غدا أو بعد غد سنسمح لدول أخرى، ومن ثم يكون العراق محطة انعكاسات لإرادات إقليمية، ونحن لن نسمح بذلك، ونطالب بقوة بسحب القوات من الأراضي العراقية مع حرصنا الشديد على علاقاتنا مع تركيا".

وأبلغ رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الخميس (10 كانون الاول 2015) الوفد التركي الذي وصل إلى بغداد بأن حل الأزمة بين البلدين ينحصر بسحب القوات التركية من الأراضي العراقية، فيما أعرب الوفد عن التزام بلاده باحترام سيادة العراق ووحدة أراضيه.