لايخفى على احد ان اميركا التي منيت بهزيمتين كبيرتين في حربي افغانستان والعراق ولاتزال تدفع ثمن تلك الحربين قد قررت شن حروب بالوكالة في الشرق الاوسط وهي حروب تنشب بين جهتين او اكثر وتتلقى جهة واحدة على الاقل من الجهات المشاركة في تلك الحرب دعما من دولة اجنبية والهدف من تلك الحرب يكون تحقيق اهداف ومصالح تلك الدولة او الدول الاجنبية.
ان مخطط ايجاد الجماعات الارهابية الجديدة في المنطقة قد رسم في غرف الفكر في لندن ومن ثم سلم البريطانيون ناصية هذا المخطط للامركيين لكي يستطيع البيت الابيض تحقيق اهداف مثل تدمير البنى التحتية في الشرق الاوسط وحفظ امن الكيان الصهيوني والسيطرة على الموارد النفطية ونشر الاسلام فوبیا واضعاف محور المقاومة من دون تواجد عسكري اميركي مباشر في المنطقة.
وقد اوصل الاميركيون الوقاحة الى درجة تنصيب انفسهم كطرف من الاطراف الداعمة للاستقرار في المنطقة وبات هؤلاء يشاركون كطرف رئيسي ومحق في الاجتماعات التي تعقد لحل الازمة السورية وكان آخر اجتماع من هذا النوع هو اجتماع فيينا ولم يمر سوى ايام قليلة على ذلك الاجتماع حتى اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما انه ينوي ارسال عدد قليل من القوات الخاصة الاميركية الى سوريا بهدف تقديم الاستشارة "للمعارضين المعتدلين" لحكومة الرئيس السوري بشار الاسد.
وردا على هذه الخطوة اعلنت روسيا ان ارسال قوات خاصة اميركية الى شمال سوريا يزيد من خطر اندلاع حرب بالوكالة في المنطقة اكثر من قبل فهذه تعتبر المرة الاولى التي يتم فيها ارسال قوات اميركية الى سوريا.
لكن الاميركيين لم يعبأوا لهذه التحذيرات وبعد مرور ايام قليلة زادوا من حضورهم في المنطقة وقامت زوجة الرئيس الاميركي ميشال اوباما بزيارة قطر والتقت العسكريين الاميركيين المنتشرين في قاعدة العديد الجوية وقالت في خطاب القته هناك ان مهمة هؤلاء العسكريون في هذه المنطقة تعتبر مهمة صعبة.
وتعتبر قاعدة العديد الجوية في الدوحة من القواعد الرئيسة التي استخدمتها القوات الجوية الاميركية بشكل واسع في غاراتها التي تشنها على داعش في العراق وسوريا في اطار التحالف الدولي ويتواجد في هذه القاعدة الان ٨ آلاف عسكري اميركي وعشرات الطائرات الحربية الاميركية.
وقد حاولت ميشال اوباما القيام بنشاطات اخرى اثناء زيارتها الى قطر لكي لايقال ان الزيارة كانت ذات طابع عسكري فقط من اجل التمويه على اهداف الزيارة وعدم الربط بين هذه القاعدة وارسال القوات الاميركية الى سوريا والحرب الدائرة هناك، وقد شاركت ميشال اوباما من اجل هذا التمويه في مؤتمرات نسائية ولقاءات حول تعليم البنات وما شابه ذلك.
ان ذهاب زوجة الرئيس الاميركي في القاعدة الجوية في قطر بعد مضي ايام قليلة على اعلان ارسال الجنود الاميركيين الى سوريا له دلالات عديدة لان الجميع يعلم كيف استخدم الاميركيون قواعدهم العسكرية في المنطقة وكيف يستخدمونها الان، ان اختيار ميشال اوباما لتزور الجنود الاميركيين في قطر بدلا عن جون كيري مثلا كان اختيارا ذكيا لأنه اذا قام شخص مثل كيري بمثل هذه الزيارة كان الجميع في المنطقة يشيرون باصابعهم نحو الاميركيين ويقولون بأن هناك احتمالا لاندلاع حرب كبيرة لكن رغم هذا التمويه الاميركي لم تعد الاهداف والنوايا الاميركية خافية على احد في هذه المنطقة.
المصدر / الوقت