العراق... محاولات اضعاف الخيار الوطني ورهانات على الخارج+فيديو

الأحد ١٥ فبراير ٢٠١٥ - ٠٩:٠٥ بتوقيت غرينتش

بغداد (العالم) 15/02/2015 - لم تتوقف المؤامرة المراد تنفيذها في العراق منذ خروج القوات الاميركية من هناك قبل ثلاثة اعوام.

فاضافة الى تدمير الجيش العراقي وابقائه عاجز عن مواجهة التحديات بعد الخروج الاميركي، طالت ابعاد المؤامرة ايضا كافة المجالات في البلاد ان من حيث اظهارها كدولة ضعيفة وغير قادرة على امتلاك قرارها السياسي او من حيث خلق المشاكل السياسية والامنية لضرب اي محاولة لبناء دولة ومؤسسات سياسية سليمة، ليبقى الهدف الاول والاهم لكل ذلك فتح الباب واسعا امام عودة اميركية الى العراق.

لكن ما يبدو خارجا عن سياق الامور عراقيا هو تورط بعض الاطراف الداخلية في المخطط الاميركي حيث تنفذه بالوكالة عن واشنطن لا سيما في الانبار حيث اتت حادثة استيلاء جماعة داعش الارهابية على ناحية البغدادي لتؤكد تورط البعض هناك في مخطط لاستحضار الدور الاميركي مجددا خاصة وان الناحية تضم قاعدة عين الاسد المتواجد فيها خبراء عسكريون اميركيون. ما يشكل دافعا اكبر لارسال القوات البرية الى العراق.

هذه الاطراف التي تراهن على عودة اميركية ترى فيها داعما اساسيا لتحقيق طموحات لديها بانشاء كيانات مستقلة داخل البلاد، اعلنت عن نواياها صراحة عبر زيارة بعض الشخصيات المعروفة بولائها لواشنطن وتورطها مع داعش والعمل هناك على كسب موقف اميركي مؤيد لتوجهاتها التقسيمية واخر هذه الزيارات تلك التي قام بها وفد من بعض العشائر الى واشنطن الذي التقى المسوؤولين الاميركيين.

وفي هذا السياق فانها لا تؤيد قيام جيش عراقي قوي يستطيع ايقاف المد الارهابي المتمثل بداعش وغيرها شمالا، كما انها تعمل على احباط قيام قوات من الصحوات والعشائر تعمل جنبا الى جنب مع الجيش بمواجهة الارهاب.

واكثر من ذلك فانها تحالفت مع داعش وشكلت معها قوة بوجه القوات العراقية والعشائر التي وقفت معه اضافة الى شن حملة لتشويه صورة بعض القوات التي تقاتل مع الجيش لا سيما قوات الحشد الشعبي حيث اثيرت ضدها عملية تحريض واسعة قوامها اتهام هذه القوات بارتكاب مجازر على خلفية طائفية في حين انها حررت العديد من المناطق واعادت اهلها اليها بعيدا عن خلفياتهم الطائفية.

هذه السيناريوهات تعمل على اضعاف العراق بحكومته ومؤسساته وضرب العملية الديمقراطية الحديثة فيه ومن خلف ذلك الجيش.

وادوات التنفيذ اللعب على الوتر الطائفي والمذهبي وكل ذلك يخدم مشروع عودة الجندي الاميركي كبطل مخلص من بوابة بعض الاطراف الداخلية التي تنتظر عودته وان على انقاض العراقيين.

12:20 - 16/02 - IMH