من تعالیم هذه المدرسة الروحانیة

من تعالیم هذه المدرسة الروحانیة
الثلاثاء ٠١ يوليو ٢٠١٤ - ١٠:١٠ بتوقيت غرينتش

من تعالیم هذه المدرسة الروحانیة :

 - الأخلاص

لو نظرنا إلى الإسلام لوجدنا فيه: أولاً العقيدة، وثانياً العبادات و المعاملات، فالإسلامُ لا يكتفي بالجانب النظري فحسب بل يتعداهُ إلى الجانب العملي الذي يشملُ كلَّ جوانب الحياة، والإسلامُ وضعَ موازينَ لعلاقةِ الإنسانِ مع ربّهِ، كما أنهُ وضعَ موازينَ لعلاقةِ الإنسانِ مع الآخرينَ أيضاً.
ولأنّ الهدف الأساسي من وجودِ الإنسانِ على الأرضِ هو عبادةُ اللهِ تعالى، فقد أولى الإسلام هذا الجانبَ الذي يعبّر عن علاقةِ الإنسانِ بربهِ اهتماماً كبيراً، فجعلَ الصلاةَ عماداً للدينِ، وفرضها يومياً على المسلمين خمسَ مراتٍ، و جعل الله تعالى في هذه العبادة فوائد ومصالحَ كثيرةً كلها تصبُّ في تربيةِ النفسِ الإنسانيةِ وربطها بخالقها.
 والصيام هو الآخر يعدُّ من أهم العباداتِ التربويةِ التي فرضها الله تعالى على الناس، فالصيام أولاً و قبلَ كلِّ شيء يثبّتُ حالةَ الإخلاصِ في النفس، كما قالت السيدةُ فاطمةُ الزهراء(عليها السلام) في معرضِ بيانها لفلسفاتِ الأحكام: (والصيامَ تثبيتاً للإخلاص)، والإخلاصُ في العمل هو الأساس، فإذا لم يكن الإنسانُ مخلصاً في عملهِ فلنْ يُقبلَ منهُ أبداً، كما قال تعالى: (وقدمنا إلى ما عملوا من عملٍ فجعلناهُ هباءً منثوراً).
و قدْ طلبَ اللهُ عزّ وجلَّ منا أن نعبدهُ بإخلاصٍ حيثُ قال: (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصينَ لهُ الدينَ)، ومدحَ أنبياءَه بالإخلاصِ: ( واذكر في الكتابِ موسى إنه كان مخلصاً وكانَ رسولاً نبياً)، (كذلك لنصرفَ عنهُ السوءَ والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين)، وحتى إبليس استثنى العباد المخلصين من الغواية:       (فبعزتك لأغوينهم أجمعين، إلا عبادكَ منهم المخلصين).
 ولكن كيفَ يثبّتُ الصيامُ حالةَ الإخلاص؟ نقول: إنّ الإنسان الصائم لا يستطيع أنْ يظهرَ صومَهُ، بعكس الصلاة التي يـمكن أنْ يُظهرها و كذلك الزكاة و الحج وغيرها باعتبار أنّ تلك العباداتِ فيها مباشرةٌ لأشياء، أما الصوم فهو توقفٌ وكفُّ عن أشياء، ولا يمكنُ التأكدُ من حدوثهِ إلا بالمراقبةِ الدائمة طولَ فترةِ الصيام. إذنْ فالصيامُ يوثّقُ العلاقةَ مع الله تعالى والانقطاع إليه، ويبثُّ في النفس حالة الإخلاصِ والتعلق به عزّ وجل، ومن هنا ندرك لماذا قال تعالى في الحديث القدسي: (الصوم لي وأنا أجزي به).

 

تصنيف :