وفیما یختلف مؤیدوا المشیر السیسي في اتجاهاتهم السیاسیة والمذهبیة، بین فلول النظام السابق والحانقین علی حكم الاخوان المسلمین من علمانیین واقلیات مذهبیة ودینیة كالشیعة والاقباط، وسلفیین يتم تحريكهم من الرياض واخواتها، ومؤمنین تابعین لفتوی الازهر الشریف وكلمة شیخه الدكتور احمد الطیب، ومؤیدین للجیش ودوره في اسقاط نظام مبارك وحكم الاخوان واستتباب الامن، وفي النهایة اناس یحلمون بعودة عسكري من نوع الرئیس الخالد في الذاكرة المصرية والعربية جمال عبد الناصر، رغم ان بعض المصریین یصرّون علی ان السیسي ینتمي الی مدرسة انور السادات اكثر من انتماءه الی مدرسة جمال عبد الناصر.. فان المرشح الاخر السيد حمدین صباحي یعتمد علی التیارات التالیة في مواجهة مرشح المؤسسة العسكریة:
1 - القوی العلمانیة الاشتراكیة التي تنظر بعین الریبة الی احداث 30 یونیو / حزیران 2013، وطريقة الاطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي الذي جاء للرئاسة بعد فوزه في انتخابات رئاسية هي الاولى بعد ثورة يناير.
2 - شباب ثورة 25 ینایر الذین تم اقصاءهم من قبل حكم الاخوان وحكم العسكر علی حدّ سواء.
3 ـ شرائح واسعة من الفلاحين والعمال والمثقفين الذين ناصروا صباحي على مدى كفاحه ضد الدكتاتورية والاستبداد، واشخاص داخل المؤسسة العسكرية حتى يؤلمهم عودة مصر الى الحضن السعودي.
4 - والاهم من ذلك كله الاسلامیون الذین یعادون حكم العسكر والذین في حالة تعبئتهم ومشاركتهم في الاقتراع بدل مقاطعته قد یقبلوا المعادلة القائمة حالياً لصالح المشیر عبد الفتاح السیسي..
وبما ان الامن والاقتصاد او المعيشة يشكلان الموضوعين البارزين الذين يواجهان الناخب المصري، فقد نجح المشير السيسي الى الايحاء من خلال الدعاية المكثفة بانه المنقذ والمخلص على اساس حقيقتين:
الاولى، ان مواجهة الارهاب والخلاص منه مهمة لا یقوی بها الاّ رجل یأتي من صلب المؤسسة العسكریة والامنیة، بغض النظر عن اتجاهات هذا الارهاب الذي لن یكون من الجهة السياسية المعادیة للسیسي فقط!
والثانية، ان مصر السيسي ستوفر المزيد من فرص العمل داخل مصر وخارجها من خلال جلب الاستثمارات الخليجية وتطوير او استرجاع الواقع السياحي، والقيام بنهضة صناعية بعيدا عن صخب التدخلات والانضمام الى المحاور الاقليمية، في حين ان نهج السيسي الى اليوم حوّل مصر الى ورقة سعودية في علاقاتها مع الولايات المتحدة وبعض القوى الاقليمية.
ان مصر تمر بوضع معقد یحتاج الی خلوص النوایا قبل كل شئ والی تحرك سیاسي یعید اللحمة بین ابناء الشعب الواحد بعیداً عن الاجندات الاجنبیة والخلیجیة التي تتصارع علی ارض الكنانة، والی شخصیات تبعد عن هذا البلد شبح المحاور المتصارعة في المنطقة حول من یهیمن علی ما یسمی بالربیع العربي الذي تحول الى صيف ساخن تلهب نيرانه حواضر العرب، او من یتولی قیادة جماعات القتل والذبح وتدمیر البلدان.
لمصر الازدهار والرقي ولشعبها الامن والامان..
بقلم: مروة ابو محمد