المعارضة السورية وسقوط قطرة الحياء

المعارضة السورية وسقوط قطرة الحياء
السبت ١٢ أبريل ٢٠١٤ - ٠٨:٤٥ بتوقيت غرينتش

"الثورة السورية اوجدت فرصة تاريخية للسلام بين الشعبين السوري والاسرائيلي فلدينا اعداء مشتركون، ومصالح متشابهة " ، "انا اعتمد على المصالح المشتركة، فالشعب السوري يريد اسقاط الاسد،.. ومن مصلحة اسرائيل التخلص من الاسد حليف ايران وحزب الله .. والطريق الوحيد لتحقيق ذلك هو دعم اسرائيل للمعارضة السورية .. واسرائيل قادرة على تحمل هذه المسؤولية".

اردنا ان نبدأ مقالنا في تحليل اداء ومواقف المعارضة السورية والتي تتقاطع من الالف الى الياء مع السياسية الاسرئيلية في المنطقة ، بل فعل المعارضة السورية يصب بالكامل في صالح "اسرائيل" ، الا اننا ارتاينا ان نبتعد عن التحليل الذي قد يختلف معنا البعض ويعتبره تحاملا على المعارضة "الوطنية والثورية والمعتدلة" السورية!! ، وان نكتفي بنقل جمل لاحد ابرز وجوه المعارضة السورية المدعو كمال اللبواني عضو الهيئة السياسية للائتلاف السوري المعارض ، من باب "من فمك ادينك".

الجمل التي بدأنا بها مقالنا هي مقتطفات من حديث ادلى به اللبواني هذه مع موقع "والاه" الاسرائيلي قبل ايام ، ولم نتدخل فيها ولم نزد جملة واحدة الى ما قاله. هنا نسأل كل مواطن عربي شريف ان يبين لنا رايه فيما قاله اللبواني ، وهل يجد غير وصف "عميل اسرائيلي" يليق بهذا الرجل؟.

الملفت ان اللبواني هذا معروف للمواطن العربي ، فهو قبل فترة وفي حديث مع جريدة العرب السعودية الصادرة في لندن  ، قدم هضبة الجولان المحتل هدية لـ"اسرائيل" في مقابل تدخلها عسكريا في بلاده لاسقاط نظام بشار الاسد!!.

اللبواني ومن اجل ان يبرر عمالته لـ"اسرائيل" قال في حديثه للموقع الاسرائيلي ذاته : " هناك الكثيرون في سوريا ممن يدركون أن الواقع في الشرق الأوسط تغير. كل المفاهيم التي تربينا عليها تغيرت. الشريك تحول إلى عدو، وبالعكس. الكثير من الشعب السوري مستعد لبحث حلول جديدة".

هنا يدعو اللبواني العرب الى ان ينظروا الى "اسرائيل" كصديق والى ايران وحزب الله كعدو  وهو ماقاله اللبواني ، بعد سطور ، وبصراحة اكبر ودون خجل وبمنتهي الخسة: "العالم اليوم يعلم ما يجري في سوريا ولا يحرّك ساكناً. وأنا أعتقد أنكم أنتم اليهود بإمكانكم فهم هذا الأمر" ، " نحتاج إلى مساعدة كبيرة لم تصل إلى الآن. أنا أعتقد أنه توجد لدينا مصالح مشتركة مع الشعب الإسرائيلي. فإيران وحزب الله والقاعدة أعداء مشتركون لكل من "إسرائيل" والشعب السوري، ويجب علينا أن نتعاون ضدهم".

اللبواني هذا ، كثيرا ما يدعي الليبرالية ويرفع لواء الاعتدال بين المعارضة السورية ، فاذا به ينقلب الى وهابي قح وهو يُنظّر للاسرائيليين في تلك المقابلة حيث يقول "إسرائيل محاطة بدول سنية ترى في إيران تهديداً لأمنها. إيران هي السبب الرئيس لعدم الإستقرار في المنطقة. في كل مكان يوجد عنف، يمكن أن نرى التدخل الإيراني".

ترى بعد كل هذا الهذيان ، هل يمثل هذا المسخ مواطنا سوريا واحدا داخل سوريا ؟ وهل حقا يعتبر نفسه معارضا للنظام السوري ويملك برنامجا سياسيا لمستقبل سوريا بينما يرى في "اسرائيل" "قوة تحرير" وفي "ايران قوة احتلال"؟.

هنا قد يقول قائل ان اللبواني لا يمثل المعارضة السورية وانه يمثل نفسه فقط ، ولكن هذا الكلام مردود عليه بدليل ان المعارضة السورية لم تتبرأ مما قاله لجريدة العرب بالامس ولم تتبرا مما قاله لموقع "والاه" اليوم ، وهو مايؤكد ان الرجل يتحدث بلسان الجميع لسبب بسيط لكونه الاوقح من بين الجميع.

رغم اننا لم نكشف في هذا المقال عن شيء جديد ، فعمالة المعارضة السورية بكل الوانها وصنوفها لـ"اسرائيل" وامريكا والرجعية العربية ، مكشوفة ومعروفة ، فمعسكرات التدريب التي تنتشر في اسرائيل للزمر الارهابية ، والمستشفيات الاسرائيلية التي تضع كل امكانياتها لجرحى هذه الزمر، والتدخل العسكري الاسرائيلي بين وقت واخر في سوريا  لصالح هذه الزمر ، والتغطية الاعلامية الضخمة التي تقوم بها وسائل اعلام اسرائيلية وخليجية وفي مقدمتها قناتا "العربية" والجزيرة" لهذه المعارضة، كلها ادلة قاطعة على عمالة هذه المعارضة ،  الا اننا اردنا ان نبين ان عمالة هذه المعارضة يمكن ان نتعرف عليها حتى على لسان رموزها وبهذا الشكل الفاضح ودون ادنى حياء .. وقديما قيل "ان لم تستح فافعل ماشئت".

فيروز البغدادي - شفقنا