هل يرتبط الكيان الاسرائيلي بالدول الخليجية، وعبر من؟

هل يرتبط الكيان الاسرائيلي بالدول الخليجية، وعبر من؟
الثلاثاء ١٨ مارس ٢٠١٤ - ١١:٠٩ بتوقيت غرينتش

كشفت صحيفة معاريف الاسرائيلية عن شخصية "بروس كشدان" الدبلوماسي الإسرائيلي، الذي تبين أنه مهندس العلاقات السرية بين الكيان الإسرائيلي ودول مجلس التعاون، كما كشف النقاب عن ذلك، المراسل للشؤون السياسية في تلك الصحيفة، إيلي بيردنشتاين، نقلاً عن مصادر وصفها بأنها رفيعة المستوى في تل أبيب.

ونقلت صحيفة القدس العربي عن مصادر في تل ابيب قالت لـ"معاريف" انه على الرغم من تعدد قنوات الإتصال السرية وتشعبها بين الكيان الاسرائيلي ودول مجلس التعاون، إلا أنه تبين إن أكثر القنوات أهمية وحيوية هي تلك التي يديرها كشدان. وعلى الرغم من أنه تجاوز سن التقاعد، إلا أن وزارة الخارجية الإسرائيلية ترفض التخلي عن خدمات كشدان، الذي يطلق عليه في دولة الإحتلال لقب سفير فوق العادة في الخليج الفارسي، الأمر الذي دفع بوزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، إلى أنْ يصر على تجديد التعاقد معه.

ومع أن كشدان، الذي هاجر من بريطانيا إلى الكيان الإسرائيلي في الستينات من القرن الماضي، يرفض التحدث عن مهامه الدبلوماسية، على اعتبار أنها ذات طابع سري نظراً لأنها تتعلق بدول لا تقيم علاقات دبلوماسية مع الكيان الاسرائيلي، إلا أن معلقين وصحافيين إسرائيليين باتوا يلقون الكثير من الضوء على العمل الذي يقوم به كشدان، تحت غطاءٍ من السرية.

وعلى الرغم من أنه بالإمكان الحصول على صور جميع العاملين في السلك الدبلوماسي الإسرائيلي، أضافت الصحيفة الاسرائيلية، إلا أنه لم يتم حتى الآن نشر أي أية صورة لكشدان، حتى بعد مضي عقود على شروعه في السلك الدبلوماسي في كيان الإحتلال، وهو الأمر الذي يفسر حرصه على البقاء بعيدًا عن الأضواء.

وزادت المصادر نفسها قائلةً لـ(معاريف) إنه بفضل الجهود التي يبذلها كشدان، فإن العلاقات بين الكيان الإسرائيلي والدول الخليجية جعلت رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يجاهر بالقول إن دول الخليج (الفارسي) لا ترى في "إسرائيل" دولة عدو، بل دولة صديقة.

وقد تبين، بحسب المصادر الإسرائيلية، أن لكشدان الدور الأبرز في إرساء تحالف المصالح المشتركة مع دول الخليج الفارسي. علاوة على ذلك، أشارت المصادر نفسها إلى أن الدبلوماسي الإسرائيلي المذكور برع دائمًا في جعل هذه العلاقات في سرية تامة، باستثناء فترات تجرأت فيها دول بالخليج الفارسي على الكشف عنها.

وتابعت الصحيفة قائلةً إن كشدان لعب دورًا مهمًا في تنسيق لقاءات واجتماعات بين مستويات سياسية وأمنية تنفيذية في كل من دول مجلس التعاون والكيان الإسرائيلي، بغرض التنسيق والتعاون في مجالات مختلفة، خصوصًا في كل ما يتعلق بقضايا الأمن الإقليمي المختلفة والطاقة، مشددةً أيضًا على أنه لعب دورًا حاسمًا في التوسط بين الصناعات العسكرية وشركات التقنية المتقدمة في الكيان الإسرائيلي والدول الخليجية التي تبدي حماسًا لشراء منظومات قتالية وأجهزة حساسة من الكيان الاسرائيلي، بحسب ما أكدته المصادر في تل أبيب.

ولفتت الصحيفة إلى أن الدبلوماسي السري كشدان احترم رغبة ممثلي دول مجلس التعاون في إقامة علاقات منفردة مع كل دولة خليجية على حدة، بحيث لا يتم إطلاع أي دولة على طابع علاقتها مع الكيان للدول الخليجية الأخرى. ويعتبر كشدان المسؤول عن تنظيم الزيارات السرية والعلنية التي يقوم بها مسؤولون إسرائيليون، لدول مجلس التعاون، وضمنها الزيارة الأخيرة التي قام بها مؤخرأ المحامي إسحاق مولخو، المبعوث الخاص والشخصي لبنيامين لنتيناهو لإمارة دبي ولقائه بمحمد دحلان، حيث تم البحث خلال اللقاء في مرحلة ما بعد رئيس السلطة، محمود عباس ودور دحلان المحتمل فيها.

ويوصف كشدان بأنه كاتم أسرار فعال قضى أكثر من 10 سنوات في الرحلات البطولية بين إمارات الخليج الفارسي، ويعرف جيدًا السعوديين أيضًا، بحسب المصادر الإسرائيلية.

وتوضح برقيات سرية لوزارة الخارجية الأميركية تم تسريبها لموقع (ويكليكس) في العام 2010 أيضًا أن كشدان كان مسؤولاً أيضًا عن العلاقات بين الكيان الاسرائيلي والبحرين. وجاء في وثائق ويكليكس أنه في برقية صدرت في آب/ أغسطس 2005 جاء أن وزير خارجية البحرين في حينه محمد بن مبارك آل خليفة أبلغ نائب السفير الأميركي في المنامة أنه قبل ذلك بيوم التقى مع السفير الجوال للكيان الاسرائيلي بروس كشدان، وأشار آل خليفة إلى أنه منذ وقت طويل وهناك علاقات مهمة وهادئة بين البحرين والكيان.

وفي برقية أخرى، أفادت الصحيفة الاسرائيلية (ضمن عدد لها صدر في نيسان/ أبريل من العام 2007)، قال وزير خارجية البحرين في حينه خالد بن أحمد آل خليفة للسفير الأميركي في المنامة إنه تلقى مكالمة هاتفية من المبعوث الإسرائيلي بروس كشدان، والذي هنأه على الحوار الذي تطرق فيه للكيان الإسرائيلي بشكل إيجابي.

وتابعت القدس العربي: في السياق ذاته، اعترفت صحيفة (يديعوت أحرونوت) مؤخرًا في تقرير نشرته بعمل شركة أمن إسرائيلية في بعض دول الخليج الفارسي لتدريب وتأهيل مقاتلين وحراس لآبار النفط ومواقع حساسة أمنيا، ونشرت الصحيفة صورًا لمدربين إسرائيليين تحت أسماء أوروبية وغربية مستعارة، خشية انكشاف هويتهم الإسرائيلية وتعريض حياتهم للخطر.

وقالت الصحيفة إن المدربين هم من خريجي الوحدات القتالية في جهاز الأمن العام (شاباك) ووحدات النخبة القتالية فى الجيش الإسرائيلي وتبلغ أعمارهم حوالي الـ25 عاما.

وذكرت الصحيفة أن المدربين يصلون إلى إحدى دول مجلس التعاون من مطار بن غوريون في اللد مرورًا بعمان أو أنطاليا، لافتةً إلى أن عمل الشركة كان بمعرفة ومصادقة وزارة الأمن الإسرائيلية، فيما قالت صحيفة (كالكلاليست) الإقتصادية الإسرائيلية إن حجم الأعمال التي تنفذها الشركة في الدول العربية وفي دول أخرى في العالم بلغ في عام واحد (عام 2009) حوالي سبعة مليارات دولار.