هل سينجح الغرب في منع روسيا من ضم القرم؟

الثلاثاء ١٨ مارس ٢٠١٤ - ٠٧:٠٦ بتوقيت غرينتش

بيروت ( العالم ) 18/3/2014 – هل اصبحت القرم جزءا من روسيا بعد استفتاء الاحد؟ وهل ان الاستفتاء كان قانونيا؟ وما جدوى العقوبات الاقتصادية الغربية على موسكو؟ هذا ما ناقشه برنامج تحت الضوء مساء الاثنين مع خبير الشؤون الروسية الدكتور سهيل فرح.

ففي حديثه مع قناة العالم اعتبر فرح ان شبه جزيرة القرم باتت تابعة لروسيا من الناحية العملية، وان الخطاب الذي سيلقيه الرئيس فلاديمير بوتين أمام مجلسي الدوما والاتحاد سيضع اخر النقاط على الحروف باتجاه انضمام القرم الى الاتحاد الروسي ، وسيركز على تسريع الخطوات القانونية لتحقيق رغبة نحو 96 بالمئة من القرميين بالعودة الى روسيا.
وحول الضجة التي تثيرها الولايات المتحدة وأوروبا حول عدم شرعية استفتاء القرم ، قال خبير الشؤون الروسية ان هذه القضية كشفت القناع من جديد عن المعايير المزدوجة التي يتبعها الغرب تجاه العديد من قضايا العالم ، مشيرا الى ان استفتاءات عديدة جرت في العالم لتحديد المصير ومن بينها استفتاء اقليم كوسوفو وجنوب السودان وقد سارعت أميركا والدول الأوروبية الى الاعتراف بنتائج هذه الاستفتاءات واعتبرتها شرعية ، فلماذا تسحب الشرعية عن استفتاء القرم؟.
واشار الى اننا لو طبقنا المعايير والقوانين الدولية على استفتاء كوزوفو سنرى ان الشرعية لا تنطبق على هذا الأستفتاء مئة بالمئة ، اما استفتاء القرم فان القائمين عليه حرصوا على مراعاة الكثير من المعايير الدولية التي تجعل هذا الاستفتاء مشروعا دون أي شكوك.
واعتبر سهيل عمر ان تبعية القرم للاتحاد الروسي عام 1954 تعطي للاستفتاء الجديد دعما قويا من الشرعية ، موضحا ان الولايات المتحدة تدرك هذه الحقيقة لكنها تخشى ان يؤدي انضمام القرم الى روسيا الى فتح الباب أمام عشرات المناطق في العالم والتي لا يروق لواشنطن ان تعود الى ما كانت عليه في السابق ، في هذا الاطار يمكن أن تفتح الصين موضوع تايوان ( الصين الوطنية ) كما ان هناك عشرات الاقاليم في الاتحاد الاوروبي نفسه يمكن ان تطالب باستفتاء حول تقرير المصير.
واوضح فرح ان دولة روسيا الاتحادية تحاول قدر الامكان ان تتقيد بالقانون الدولي ، لان العقيدة الفلسفية للسياسة الخارجية الروسية تقوم على احترام القانون الدولي .
وبشأن العقوبات الاقتصادية التي اعلنتها اميركا واوروبا او مازالت تلوح  بها على روسيا قال الخبير سهيل فرح ان هذه التهديدات هي جزء من الحالة الهستيرية التي تعيشها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوروبي لاكثر من سبب ، لانهم هم الذين اسهموا بشكل مباشر في اندلاع المشكلة الاوكرانية وهم الان يدفعون الثمن، لقد وضع الغربيون سيناريو لاوكرانيا ، لكن هذا السيناريو تعرض لضربة كبيرة لصالح روسيا ، وبالتالي راحوا يلوحون بالعقوبات الاقتصادية على روسيا.
واعتبر خبير الشؤون الروسية ان تنفيذ هده التهديدات غير ممكن من الناحية العملية لان الاقتصاد الغربي متشابك مع الاقتصاد الروسي بحيث لا يمكن فرض عقوبات على احدهما دون أن تؤثر على الجانب الاخر.
Ma.01:10.18