وقال ظريف في مؤتمر صحفي مشترك بعد المحادثات مع لافروف في موسكو الخميس 16 يناير/كانون الثاني: "سنشارك إذا تسلمنا الدعوة، لكننا لن نشارك في حال عدم توجيه الدعوة إلينا".
وفي الوقت نفسه أعرب ظريف عن أمله في أن يحقق المؤتمر الدولي نتائج إيجابية تتمثل في بدء عملية التفاوض بين الأطرف السوريا.
بدوره استغرب لافروف من طرح شرط إضافي لمشاركة إيران في "جنيف 2"، موضحاً أن القبول بالبيان الذي صدر عن مؤتمر جنيف الأول في 30 يونيو/حزيران عام 2012، ضروري لجميع المشاركين في المؤتمر، معتبراً أن القبول بالدعوة إليه يعني أوتوماتيكياً القبول ببيان جنيف نفسه.
واتفق معه ظريف، مشدداً على أن بلاده لن تقبل بأية ظروف خاصة، لم تفرض على المشاركين الآخرين في المؤتمر. وأعاد إلى الأذهان أن طهران سبق أن رحّبت بالاتفاقيات التي تم التوصل إليها في مؤتمر "جنيف 1".
وشدد وزير الخارجية الروسي على أن المحادثات التي يجريها اليوم مع نظيره الإيراني وسيجريها غداً مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم لا تعني وجود أي مشروع ثلاثي أو موقف منفرد للبلدان الثلاثة. وقال: "ليس هناك شيء نخفيه، وليس لدينا أي جدول أعمال سري".
وتابع لافروف قائلاً: "ندعو إلى أن تكون سوريا دولة ذات سيادة، وإلى ضمان وحدة أراضيها والحقوق المتساوية لجميع المكونات الإثنية والطائفية والفرق الأخرى التي تقطن هناك، لتعيش سوريا بسلام وأمن مع جيرانها. وطبعا نحن، مثل الشعب السوري وإيران، نهتم باجتثاث بؤر الإرهاب في الأراضي السورية".
وأضاف: "هذا هو موقفنا المشترك، ويشاطره المجتمع الدولي برمته. وهذه هي الأهداف التي نسعى لتحقيقها، عندما نساهم في تسوية الأزمة السورية. أما السبل لتحقيق هذه الأهداف، فليس بمقدور أحد أن يقرها، باستثناء الأطراف السورية نفسها".
وجدد لافروف موقف موسكو الخاص بضرورة مشاركة كل من إيران والمملكة العربية السعودية في مؤتمر "جنيف 2" المرتقب.
وقال: "آمل أن يتم توجيه الدعوات في وقتها، لتمكين جميع المشاركين من الحضور".
وأوضح أن موسكو تنطلق من أن الجانب الإيراني سيكون جزءاً من الجهود المشتركة لتسوية الأزمة السورية في أي حال من الأحوال.
وذكر لافروف أن طهران مهتمة بحل القضية السورية بطرق سلمية، ولها تأثير على العمليات التي تجري داخل سوريا.
وذكر أن موسكو قلقة للغاية من محاولات تضييق قائمة أطياف المعارضة التي ستشارك في "جنيف 2".
وقال: "إن نجاح "جنيف 2" مرهون بإبداء الجميع إرادة طيبة، وهو ما يتطلب ضمان تمثيل مؤثر خلال المؤتمر. وذلك يتعلق بالأطراف السورية، وقبل كل شيء، بالمعارضة، لأننا قلقون للغاية من محاولات تضييق قائمة أطياف المعارضة التي سيكون لها تمثيل في "جنيف 2". لكن مسألة التمثيل تشمل أيضاً قائمة اللاعبين الخارجيين".
وفي تطرقه إلى موضوع البرنامج النووي الإيراني، قال لافروف إن موسكو تدعو جميع الأطراف إلى الامتناع عن تصريحات وخطوات تخرج عن أطر اتفاق جنيف وقد تلحق الضرر بعملية تسوية القضية النووية الإيرانية.
وقال: "من المقرر أن يبدأ تنفيذ بيان جنيف يوم 20 يناير/كانون الثاني، وذلك سيوفر الظروف اللازمة لوضع اتفاقيات مناسبة تؤدي إلى تسوية نهائية وشاملة لهذه المسألة. ونعتقد أنه من المهم مواصلة التعاون البناء بين جميع المشاركين في العملية من أجل الحفاظ بل وتعزيز روح العمل المشترك التي تبلورت في جنيف."
بدوره أعرب ظريف عن قناعته بأن التوصل إلى اتفاقيات نهائية بين طهران والسداسية ممكن، على الرغم من المستوى المتدني للثقة بينهما.
وشدد الوزير أن برنامج طهران النووي يحمل طابعاً سلمياً بحتاً، وذلك ما يجعل التوصل إلى اتفاق أمراً واقعياً تماما.
وذكر أن الجانب الإيراني مستعد لاتخاذ خطوات عملية تنفيذاً لاتفاق جنيف الذي توصلت إليه الأطراف في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
ودعا ظريف جميع الأطراف إلى احترام هذا الاتفاق، والامتناع عن محاولة تفسيرها بشكل مختلف.
وتابع قائلاً: "من المهم بالنسبة لنا أن يتم تحقيق تقدم في مجال حل قضية البرنامج النووي الإيراني بالتعاون مع روسيا، كما تتوفر جميع المقدمات للتوصل إلى اتفاق نهائي".