وأوضح قنديل في حديث مع قناتنا مساء الاربعاء ان المملكة السعودية واسرائيل كلاهما يدوران في الفلك الاميركي من الزاوية الاستراتيجية ، وما يُحكى عن الغضب والانزعاج ومحاولات العرقلة السعودية والاسرائيلية تقوم الادارة الاميركية باستثماره في تحسين شروطها التفاوضية سواء فيما يتعلق بالاعتراف بالقوة الايرانية العظمى في المنطقة أو بالاقرار بالهزيمة في سوريا .
واشار قنديل الى من الواضح تماما أن التناغم السعودي الاسرائيلي ليس جديدا ، فكل ما جرى في الحقبة السعودية منذ سبعينيات القرن الماضي كان سعيا لتطويع المنطقة العربية للاعتراف بالكيان الصهيوني والتسوية مع اسرائيل ، وكان هذا يجري في ظل الخطب الرنّانة للمسؤولين السعوديين حول القدس وفلسطين .!
وتابع مدير مركز الشرق الجديد للدراسات الاستراتيجية قائلا : ان الوقائع والافعال التي ظهرت منذ العام 2000 أي منذ اندحار الاحتلال الصهيوني عن أرض لبنان تشير الى ان اسرائيل كانت بقيادة الولايات المتحدة هي والسعودية يعملان معا ، وقد نظمّت كونداليزا رايس خلال عدوان تموز 2006 مجموعة التنسيق المخابراتية الاقليمية في شرم الشيخ وقد كانت هذه المجموعة شريكة في كل ما استهدف سوريا وقوى المقاومة وايران طيلة هذه السنوات وصولا الى العدوان الاستعماري على سوريا .
واعتبر غالب قنديل ان ما نشهده اليوم ناتج عن الهزيمة الفعلية التي منيت بها حروب أميركا المتلاحقة في المنطقة ، وكانت أميركا هي من يصدر الاوامر للجيش الاسرائيلي ، وانفجرت تسيبي ليفني في الايام الاخيرة لتقول : اننا لم نعد قادرين على القتال واننا مُجبرون بالقرار الاميركي أن نواصل القتال .
وبالنتيجة اعتبر قنديل ان التدقيق في بنيان النظام السعودي وتكوينه يُظهر انه خاضع حتى النخاع للهيمنة الاميركية بكل التفاصيل ، كما ان اسرائيل هي اليوم اكثر تبعية للولايات المتحدة من أي وقت مضى ، وهي عاجزة عن أي فعل ميداني خارج القرار الاميركي .
ولتوضيح هذه النقطة قال قنديل ان السعودية ليس لديها بديل واقعي عن القرار الاميركي ، فلو سأل كيري السعوديين ماهو بديلكم عن تراجعنا عن ضرب سوريا ، لايجد جوابا مقنعا ، وكذلك بالنسبة لموضوع التفاوض مع ايران ، فواشنطن قالت للسعوديين ان عدم التوصل الى اتفاق مع ايران يعني الحرب ، واميركا ستكون هي المعنية بهذه الحرب ، وهي تعرف ان العدوان على سوريا أو الحرب على ايران ستقودان الى مواجهة اقليمية كبرى تدفع اسرائيل كلفتها الاساسية ، ومن هنا فان الغضب السعودي لن يجد اذانا صاغية في واشنطن ، واذا لم يذعن النظام السعودي للقرارات الاميركية فان واشنطن ستتدخل لتكييف هذا النظام بالشكل الذي يذعن فيه للقرار الاميركي .
Ma.15:40.20