وقد كان واضحا تصريح ‘جون كيري’ خلال زيارته الإخيرة إلى الرياض، وتعقيب ‘سعود الفيصل’، بعدم ترك حزب الله يستفرد برسم مستقبل لبنان، بما معناه، أن لا مشاركة لحزب الله في الحكومة القادمة سواء بثلث ضامن أو من دونه، وأن المرحلة هي لحكومة أمر واقع غير سياسية تشكل من وزراء تقنوقراط بمعرفة المملكة الوهابية.
هذا الكلام يترجم في السياسة بما يفيد، أن هناك إتفاقا سعوديا أمريكي سعوديا بعدم القبول بمشاركة حزب الله في الحكومة إلا إذا قبل بالإنسحاب من القتال في سورية، وسلم بدور السعودية المركزي في الإشراف على الحوار اللبناني – اللبناني لتأليف الحكومة العتيدة بشروط الرياض، وأن القبول بهذه الشرطين وحده كفيل بتسهيل عقد مؤتمر “جنيف 2″ للتسوية السياسية في سورية ما دام أصبح من المستحيل عقد مؤتمر التسوية السياسية في سورية من دون مشاركة السعودية وأزلامها.
هذا معناه كذلك، أن السعودية أدركت أخيرا أنها خسرت في حربها مع إيران بسقوط كل رهاناتها في سورية، وتبحث عن جائزة ترضية في لبنان تنقذ بها ماء وجهها. ولعل تهديد الأمير تركي الفيصل و الأمير بندر بن سلطان بتفجير لبنان، كان رسالة واضحة للأمريكي بأن السعودية لن تقبل بخسارة كاملة في المنطقة لفائدة هيمنة إيران، وأن لبنان قد يكون الثمن الذي تقبل به للتسوية السياسية في سورية، لكنها بحاجة لغطاء أمريكي وأوروبي بعد أن فشلت في فرض حكومة أمر واقع يترأسها ‘تمام سلام’ بسبب رفض ‘وليد جنبلاط’ المضي قدما في هذا الخيار الإنتحاري، ما عطل جهود السعودية في هذا المضمار واضطرها لمقايضة الأمريكي حول هذا الخيار.
لكن، لمــاذا لبنــان؟
لأن لبنان بالنسبة للسعودية هو العنوان الصحيح لمخاطبة إيران وسورية وحزب الله.. ذلك، أن جوهر المشكل في هذا البلد الصغير يكمن في الهاجس الأمني بامتياز، فالجميع في لبنان يتوجس خيفة من إنفجار الوضع الداخلي وعودة شبح الحرب الأهلية التي لم تنتهي بالحسم من تحت رماد الخلافات السياسية، خصوصا وأن حزب الله لا يرغب في أن تتحول الحرب على التكفيريين في سورية إلى فتنة مذهبية بين السنة والشيعة في لبنان قد تطال كل دول المنطقة وتحرق اليابس والأخضر.
وما دام الحل يكمن بالضرورة في تأليف حكومة سياسية قوية تجمع كل الأفرقاء، ليتحول الحوار بالأمن في الشوارع إلى حوار بالسياسة في المؤسسات، فلا ضمانة للتهدأة والإستقرار، ولا حصانة للجيش ليقوم بمهامه في النقط السوداء بالشارع السني حيث يصول ويجول أمراء المحاور ، إلا إذا وافقت السعودية على تشكيل حكومة بشروطها.
هذا الواقع الذي أوصل لبنان إلى الحائط المسدود، عبّر عنه رئيس مجلس النواب ‘نبيه بري’ ببلاغة حين أعلن أمس الجمعة: أن “المبادرات السياسية الداخلية لم تعد تجدي نفعا وبات علينا أن ننتظر مبادرات الخارج التي يمكن أن تنعكس علينا”، ليخلص الى القول: “ثبت بالوجه الشرعي، واليقيني أننا كلبنانيين لا نعرف أن نحكم أنفسنا، وأننا دائما بحاجة الى الاستعانة بصديق، والأصدقاء في عصر ما يسمى بالربيع العربي أصبحوا نادرين”. بمعنى، أن السعودية التي كنا نعتبرها بلدا صديقا للبنان، ها هي تتصرف اليوم “على غير عادتها”، كما أشار دون أن يشرح أكثر.
خلفيـات الموقـف السعــودي..
ومرد هذا العناد السعودي، أن الرياض لم تعد تثق في الإدارة الأمريكية، بعد أن خذلتها في العراق وقبلت بتولي تحالف ‘المالكي’ السلطة بدل ‘العلاوي’ الذي فاز حزبه بغالبية الأصوات بفضل المال الحرام، لكنه عجز عن توفير النصاب القانوني لتشكيل الحكومة، ما جعل إيران تستفرد ببلاد الرافدين وتضمها لمحورها “الشيعي”، الأمر الذي دفع بأمراء الوهابية لترجمة غضبهم الخبيث إرهابا وحشيا لا يزال يحصد الأرواح البريئة بالعشرات وبشكل شبه يومي في العراق.
كما أن عدم إقدام إدارة ‘أوباما’ على إسقاط النظام في دمشق بالعدوان العسكري، جعل منسوب عدم الثقة يزيد عن الحد، ما تْرجم تصريحات عنيفة عبر وسائل الإعلام، إعتبرتها الإدارة الأمريكية غير لائقة وغير مسبوقة من قبل ‘سعود الفيصل’ و’بندر بن سلطان’ في حق أمريكا. ناهيك عن تحالفها السري المكشوف مع إسرائيل وفرنسا لعرقلة أي إتفاق في الملف النووي الإيراني، حتى لا تتحول طهران إلى عاصمة للقرار في منطقة الشرق الأوسط.
إستراتيجيـة حـزب الله..
حزب الله المدرك لخلفيات وأبعاد اللعبة السعودية في المنطقة عموما وفي لبنان بصفة خاصة، حاول بالسياسة إقامة الحجّة على شركائه في الداخل، من خلال إستدعاء الحريري للعودة إلى لبنان عبر مطار بيروت بدل مطار دمشق، والتوافق حول القضايا الخلافية بين الأفرقاء من خلال طاولة الحوار قبل أو بعد تشكيل الحكومة العتيدة، إنقاذا للبنان الدولة وخدمة لمصالح الشعب المعطلة، وخصوصا ما له علاقة بملفات مصيرية كبرى كالأمن والنفط والإنتخابات التشريعية والرئاسية درءا للفراغ، مذكرا الجميع بأن قرار الحزب الذهاب إلى سورية سبقه وضع مخططات عملية وفق حسابات دقيقة لكل السيناريوهات المتوقعة بل وحتى المتخيلة، كي لا يفكر أي كان بالمغامرة بأمن لبنان.
وحيث أن حزب الله كان مدركا لرفض فريق 14 الشهر التعقّل ومصافحة اليد الممدودة له قبل فوات الأوان، إلا أن إصراره على إقامة الحجّة على خصومه في السياسة فْهمت وكأن الحزب يْصدرْ من موقف ضعف، الأمر الذي جعل سماحة السّيد يرفع قليلا من نبرة الخطاب، لكنه هذه المرة فضل التوجه مباشرة إلى “السعودية” المعنية الأولى والأخيرة بالأمر، بدل المرور عبر صندوق بريدها في لبنان (تيار المستقبل)، فذكرها بالإسم مرتين في مناسبتين، ما فهم على أنه تصعيد ضد السعودية وتهديد مباشر لها.
من جهة أخرى، حزب الله يدرك أن تفجير لبنان قرار لا تملكه السعودية، لأن أية خطوة غير محسوبة في هذا الإتجاه هي لعب بالنار ستشعل المنطقة، خصوصا وأن الأمريكي والأوروبي لا يرغبان بالمطلق في تفجير الوضع في لبنان في إنتظار ما ستسفر عنه المفاوضات مع إيران، لأن مثل هذا التفجير سيكون بالتأكيد مغامرة قد تْنهي فريق 14 الشهر وتعطي المْبرّر لحزب الله للسيطرة الكاملة على لبنان، مْجبرا لا بإرادة وإختيار، ومن الطبيعي في هذه الحالة أن تتدخل إسرائيل لمنع ذلك، فتنفجر المنطقة. وقد قالها سماحة السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير صراحة: “إن البديل عن خيار التسوية هو الحرب”، والحرب هنا لن تكون إلا إقليمية لا يستطيع أحد التحكم في تداعياتها ومآلاتها.
وبناء على هذه الحسابات، رفض حزب الله علنا الشروط السعودية، وقال في خطابيه الأخيرين بمناسبة ليلة عاشوراء ويوم عاشوراء، أن الحزب لن يقبل بحفنة من الحقائب الوزارية مقابل إنسحابه من سورية، وهو ليس بحاجة لشرعية أو تغطية سياسية لسلاحه و مشاركته في الحرب ضد التكفيريين في سورية من أحد.. لأن قتاله في سورية هو من أجل لبنان وسورية وفلسطين ودفاعا عن خيار المقاومة في المنطقة، أحب من أحب وكره من كره.
وبناء على نفس القراءة للوضع المحلي والإقليمي والدولي، تقرر اليوم السبت، بدأ عملية “القلمون” بعد أن تأخر إنطلاقها بضعة أسابيع، بسبب بعض الإجراءات التي وجب التحضير لها من الجانب السوري ومن جانب حزب الله لمواجهة أية تداعيات في طرابلس على العلويين أو في غيرها من المناطق اللبنانيية (عرسال وقرى الشمال). وقد كان سماحة السيد واضحا عندما أعلن في كلمته العاشورائية “أننا سندافع عن حلفائنا في لبنان”. لأنه أدرك بحصافته أن المخطط السعودي التالي، هو تطهير ‘جبل محسن’ من العلويين، ليتم تحويل مدينة طرابلس إلى محطة لضخ السلاح والمقاتلين إلى سورية بهدف إطالة الأزمة حتى إستنزاف النظام والجيش العربي السوري وتدمّر الشعب، ما يّأدي حتما إلى انهيار الدولة وفق الحسابات السعودية.
ومعلوم أن السعودية وأدواتها في الشمال، وخصوصا مدير فرع المعلومات السابق ‘أشرف ريفي’، قد عملوا على تكديس مخزون هائل من السلاح وأعداد لا يستهان بها من المقاتلين طيلة الفترة السابقة، حيث تتحدث تحقيقات سورية تمت مع عدد من التكفيريين اللبنانيين المعتقلين في سورية، عن أن هناك 6 بواخر رست بطرابلس في الفترة الأخيرة قادمة من ليبيا وتركيا، محمّلة بآلاف الأطنان من السلاح والعتاد والمتفجرات والصواريخ والمقاتلين العرب الذين تم تجميعهم في تركيا وليبيا وإرسالهم إلى لبنان عبر ميناء طرابلس، وآخرها الباخرة “لورد” التي قدمت من ليبيا قبل أيام وعلى متنها أسلحة إسرائيلية وغيرها بالإضافة إلى 280 مقاتل ليبي.
بدأت عملية القلمون ضدا في تهديد السعودية بالتفجير في طرابلس، فحرّر الجيش العربي السوري بسرعة البرق قرية ‘الحميرة و ‘قارة’ بوابة القلمون، وهرب على إثر هذا الهجوم المباغث 6.000 مقاتل إلى العمق اللبناني وبالتحديد إلى ‘عرسال’. أما حزب الله، فقط غيّر في الخطة الأولية، وبدل مشاركة الجيش العربي السوري الهجوم، قرر ملاقاته من الجانب اللبناني لإفشال أي محاولة لهروب التكفيريين من جيش الإسلام وجبهة النصرة ولواء التوحيد إلى العمق اللبناني، فيما انتشر الجيش اللبناني على الحدود الشمالية ليقوم بذات المهمة. ويشار إلى أن عدد المقاتلين المنتشرين في منطقة القلمون يقدر بـ 25 ألف مقاتل.
فهل يطال التفجير لبنان؟..
ما من شك أن عيون اللبنانيين وقلوبهم اليوم معلقة على ما يمكن أن يحدث من تداعيات في الداخل اللبناني بعد أن بدأت معركة القلمون الكبرى.. لقد قرر حزب الله وحلفائه تحدي السعودية التي رفضت القبول بخسارة صغيرة ليقرر حزب الله وحلفائه تكبيدها هزيمة كبيرة كما وعدها إمام المقاومة نصره الله.. وذهب به التحدي إلى إطلاق وعد جديد لجمهوره وأنصاره ومحبيه بقوله: “إن نصرا تاريخيا وإستراتيجيا كبيرا سيتحقق قريبا”. هذه رسالة واضحة للسعودية.. فهل تنفّذ السعودية تهديدها ضدا في الإرادة الدولية بعدم التفجير في لبنان وإعطاء الفرصة للرئيس الأسد وحلفائه لتطهير سورية من الإرهابيين، فتفتح بذلك باب جهنم من حيث تدري أو لا تدري على إسرائيل والمنطقة؟…
الأمر يبدو صعبا بعد الإتفاق الروسي الأمريكي وإصرار الأخير على الوصول إلى إتفاق تاريخي مع الإيراني، وبالتالي، فأية مغامرة غير محسوبة من قبل السعودية في لبنان ستفتح باب جهنم عليها وعلى أدواتها، إنطلاقا من اليمن بعد أن أشعل بندر بن سلطان الحرب هناك لإشغال الحوثيين بالسلفيين، وبالداخل في منطقة القطيف، وربما مناطق أخرى لن تستطيع التحكم في لهيبها، وسينتهي بها الأمر بفقدان لبنان إلى الأبد بعد العراق وسورية بسبب فائض القوة الذي يتمتع به حزب الله، فيكتمل بذلك هلال المقاومة الممتد من مضيق هرمز إلى البحر الأبيض المتوسط في سورية ولبنان على الحدود مع فلسطين المحتلة.
وإذا كان هناك من تفجير، فسيكون من قبل السعودية، لكن بدعم مباشر وغطاء من إسرائيل التي لها رغبة في خربطة الوضع بالمنطقة وإشعال الفتنة السنية المذهبية حتى تفشل الحل في سورية وتسقط الإتفاق الأمريكي الإيراني، وهو ما تدركه جيدا واشنطن، لذلك قال الرئيس ‘أوباما’ للكونجرس ‘قبل يومين: “إذا لم نتوصل لإتفاق مع إيران فالبديل سيكون هو الحرب، لكن الشعب الأمريكي لا يقبل بأن تذهب بلاده إلى الحرب ثانية”. وهذا معناه، أن من سيشعل الحرب سيتحمل تبعاتها، وأمريكا غير مستعدة لإنقاذه وتحمل تبعات قراراته المتهورة.
هذه القراءة الأمريكية تلتقي مع قراءة حزب الله التي أفصح عنها سيد المقاومة في كلمة عاشوراء بالقول: “إن مشروع إسرائيل في المنطقة هو الحرب وإشعال نار الفتنة والقتل والخراب، واستدعاء الغرب ليحارب بدلها. وبعض الدول العربية لها نفس الخيار وتعارض أي تفاهم مع إيران أو حل في سورية” (في إشارة إلى السعودية دون أن يسمّيها)، ليتوجّه إلى الشعوب العربية والخليجية بالقول: “يا شعوب العرب ويا شعب السعودية والخليج، البديل هو الحرب، لكن أين سيؤدّي بنا هذا البديل؟.. هم يعرفون أنهم يستطيعون شنّ الحرب في مكان ما، لكنهم لا يستطيعون التحكّم فيها إذا طالت المنطقة، ولبنان هو تفصيل صغير في هذا المشهد”.
وحيث أن الإسرائيلي هو من يعمل لدى أمريكا لا العكس، كما أوضح سماحة السيد، فمن غير المتوقع أن تقدم إسرائيل والسعودية على تفجير الوضع بعد التحذير الأمريكي الذي أطلقه الرئيس ‘أوباما’ للكونجرس، لإدراكها أنها لن تجد من ينقذها في حال قررت المغامرة في هذا الإتجاه بسبب معارضة الشعب الأمريكي الشديدة للحرب ولتدخل إسرائيل في الشؤون الداخلية الأمريكية معا، وبالتالي، وكما قال سماحة السيد حسن نصره الله، سينتهي الأمر بالكيان الصهيوني الغبي بأن “يتجرع السّمّ الذي طبخه لغيره”.
خلاصة
نستطيع القول بالنهاية، على ضوء المتوفر من معلومات، وبناء على معطيات التحليل التي أوردناها أعلاه، أن التفجير في لبنان خط أحمر دولي وإقليمي ووطني، وأن من راهنوا على الوهم في سورية قد خسروا، وسيخسرون رهانهم العبثي للظفر بلبنان كجائزة ترضية للسعودية وأدواتها من عملاء إسرائيل المخلصين، لأن قراءتهم مجانبة للصواب، وحساباتهم خاطئة بالمطلق، مما جعل بضاعتهم فاسدة لا تساوي قيمة ما يمثله لبنان بالنسبة لحزب الله ومحور المقاومة وشرفاء الأمة اليوم.
وبالمختصر المفيد، لبنان يقف اليوم في المحطة في إنتظار قطار التسوية الذي وضعه الروسي والأمريكي على السكة، وانطلق من إيران ليمر إلى سورية، وحين يصل إلى لبنان.. فسيركبه كل من راهن على خيار المقاومة من الأحرار، مسلمين ومسيحيين، وتشبع بفكر مدرسة المقاومة، مدرسة ‘الحسين’ (ع) التي تقوم على فلسفة نصرة المستضعفين والثورة على المتكبّرين والجبابرة.. لأن قدر هذه الأمة أن تنتصر على مدرسة ‘اليزيد’ التي تمثلها السعودية اليوم، مدرسة الظلم والإستبداد والحقد والكذب والخداع ونقض الوعود والقتل والذبح والخراب والفساد في الأرض والمتاجرة بالدين في سوق السياسية.
ولأن من يقف اليوم مع المقاومة فهو حتما مع ‘الحسين’ حفيد سيد الخلق (صلعم) الذي قال: (حسين مني وأنا من حسين)، ومن ضد المقاومة فهو مع ‘اليزيد’، وبالتالي، يقف ضد مدرسة مكارم الأخلاق التي أسسها محمد بن عبد الله (صلعم)، ووضع فلسفتها الإمام علي (ر)، وورث نهجها وطبق منهجها الإمام ‘الحسين’ (ع).. فقال عنها ‘تشي غيفارا’: “تعلمت الثورة من مدرسة الحسين”. وقال عنها الزعيم ‘غاندي’: “كلما شعرت بالظلم استلهمت الشجاعة من حسين”.
أما إذا ركب المؤمنون بـ”الخرافة”، المراهنون على “الوهم” رؤوسهم، وأخذتهم العزة بالإثم، وأقدموا على أية مغامرة غير محسوبة في طرابلس أو غيرها، فسيكون في ذلك هلاكهم ونهايتهم الحتمية، ليلفظ لبنان آخر العملاء والخونة إلى مزبلة التاريخ، قبل حرب التحرير والمصير، لإسترجاع فلسطين، وتحرير القدس الشريف، والصلاة في الأقصى خلف إمام المقاومة، سيد هذا الزمان، حفيد الرسول الأعظم (صلعم)، إبن مدرسة ‘الحسين’ (ع)، حسن نصر الله، نصره الله وأيده.. تماما كما توقع فضيلة الشيخ ‘أحمد الزين’ رئيس مجلس أمناء تجمع العلماء المسلمين في كلمته التي ألقاها ليلة عاشوراء من مجمع الشهداء بالضاحية الجنوبية.
وإن غذا لناظره لقريب.. يرونه بعيدا ونراه قريبا…
*أحمد الشرقاوي بانوراما الشرق الاوسط -