تقرير... فازت السعودية بالعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن بولاية تستمر سنتين ابتداءاً من مطلع العام المقبل.
اعتذرت المملكة العربية السعودية عن عدم قبول العضوية غير الدائمة لمدة عامين بمجلس الأمن الدولي، وذكرت وزارة خارجية السعودية في بيان أن القرار اتخاذ بسبب فشل مجلس الأمن فعلياً وعملياً من أداء واجبات وتحمل مسؤولياته في الحفاظ على الأمن والسلم العالميين.
وأكد البيان أن بقاء القضية الفلسطينية 65 عاماً دون حل عادل ودائم وما نجم عن ذلك من حروب هددت الأمن والسلم الدوليين، دليل ساطع وبرهان دامغ على عجز مجلس الأمن.
رفض السعودية لمقعدها التاريخي في مجلس الأمن كان له وقع الساعقة داخل أروقة الأمم المتحدة، وترواحة ردود الفعل في معظمها من الدهشة غلى التفهم أو الاستغراب.
دعت الدول العربية في الأمم المتحدة السعودية إلى العودة رفضها المقعد في مجلس الأمن الدولي.
الخبراء منهم المحلل السعودي القريب من الدوائر السياسية في المملكة عبد العزيز بن صقر أكد أو الموقف هو تعبير عن استياء الرياض الشديد من فشل المجتمع الدولي في مواجهة دمشق، وبمعنى آخر عدم توجيه ضربة عسكرية لسورية وتعبير عن انزعاج بالغ من التقارب بين الغرب وإيران.
كقطار خرج عن السكة، وضيع وجهته، أو كمركب بلا بوصلة رتشده إلى حيث يجب أن يدخل، هي صورة لاسياسة الخارجية للسعودية اليوم، فلا تكاد تخرج من حفرة حتى تقع في أخرى أعمق منها، فقد قدر حركة الدبولماسية في السعودية فما يتقرر في الليل يذهب مع خيوط الفجر.
كان الأولى بالدبلوماسية السعودية وهي تذكر في بيان الاعتذار ببقاء القضية الفلسطينية من دون حل عادل ودائم لـ 65 عاماً أن تمارس دورا أكثر فعالية يتناسب على الأقل مع ما تدعيه من ثقل في الساحتين العربية والإسلامية كما تقول صحيفة السفير اللبنانية
فقد كان الأولى برئيس الديبلوماسية السعودي سعود الفيصل ألا يمتعض استهجانا كلما كان يسأل في سنوات الانتفاضة الفلسطينية قبل نحو عشرة اعوام ما اذا كانت المملكة ستمارس دورها في التلويح بخيار المقاطعة النفطية لإجبار الغرب على وقف المذبحة التي أطلقها الاحتلال الإسرائيلي لإجهاض الكفاح الفلسطيني المشروع. لم يتم التلويح، ولم يهرب سلاح، ولم يجر استدعاء سفير اميركي او تقديم احتجاج رسمي الى واشنطن لا في سنوات الانتفاضة، ولا في الحربين اللتين تلتاها على غزة. وفي حرب الـ2006 على لبنان، اتُّهم المقاومون بالمغامرة
يوحي بيان الاعتذار السعودي بديبلوماسية ودور يختلفان كثيرا عن ذلك الذي تمارسه المملكة في الواقع.
إن بذور ما يسمى "الجهاديين العرب" زرعت بأياد سعودية وأميركية ما بين جدة وبيشاور وقندهار . كانت قندهار وقتها أَولى من القدس، ويبدو احيانا انها ما زالت كذلك.
وتقول صحيفة السفير إن التقارير تشير بوضوح الى ضلوع المملكة تمويل فصائل سورية مسلحة متنوعة ما ساهم فقط في اطالة عمر المذبحة، وخراب سوريا، ووصول نيرانها الى سفوح جبال لبنان الشرقية... وما بعدها.
من حق السعودية ان تكون بين أكثر الدول انفاقا على التسلح في العالم. لكن من حقنا الا نكتم اندهاشنا بهذه «الازدواجية في المعايير» بين المملكة ومجلس الامن، وألا نؤمن بأنه سمو.
إرباكات متوالية في هيئة قرارات، وقرارات مضادة، فبالأمس رفض وزير الخارجية السعودية إلقاء كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة للسبب ذاته، أي فشل حل القضية الفلسطينية والنزاع السوري. ولسؤال يطرحه قرار رفض المقعد هو لماذا ترشحت السعودية في الأصل، إذا كانت المبررات كما وردت في اليان وهي مبررات منطقية ولكن ليست وليدة البارحة أو بالتالي فإن أقل ما يقال عنها أنها حق أريد به باطل.
وسائل الإعلام الإسرائيلية لم تكن بعيدة عن إبداء حال الاستغراب من رفض الرياض المقعد غير الدائم في مجلس الأمن وهي التي سعت إليه طويلا واضعة القرار في خانة أسباب لا تتعلق لا بالقضية الفلسطينية ولا بازردواجية المعايير الدولية ولا بأي موقف اعتراضي على تعاطي مجلس الأمن مع أي من القضايا
هناك القصة مع إيران، كيف يمكن أن الولايات المتحدة التي كانت رأس الحربة في كل ما يتعلق بالتصدي للنووي الإيراني فجأة تأتي وتعتمد لغة مغايرة عند تغييرها رئيس، إذاً السبب الأول للمسلكية السعودية تجاه الأمم المتحدة هو أن السعودية تتوجه في الحقيقة إلى الولايات المتحدة وليس إلى الأمم المتحدة والسبب الثاني هو إيران إذا ما وضعنا هذا في سياق أوسع نجد أن هناك واقعاً إشكالياً جداً جداً بالنسبة للسعودية، لقد أظهرت السعودية على مر السنين أنه كلما كان التهديد الذي يمثل أمامها أكبر كانت الإجراءات التي تنتهجها أكثر مفاقمة، السعودية انتظرت سقوط سورية وكان من الواضح لها أن الأسد سيسقط بعد لحظة ونصف، مثلما حصل لزملائه في الساحة العربية، فها هو ينجو ويبقى وليس يبقى فقط بل إن حلفاؤه حزب الله وحلفه مع إيران يصمدان بصورة رائعة.
سبق وتحدثتم عن هذا مرات كثيرة إيران هي التهديد الأكبر للسعودية في الحقيقة ما نكتشفه أو ما يظهر من كلام السعودية هو أن السعودية اليوم في حال إحباط ما، إنها في محنة حقيقية في هذا الواقع الذي تقوى فيه إيران أكثر فأكثر، وتهدد على المستويات الأمنية والسياسية والدينية أيضاً على حدٍ سواء.
هذا تراث حكم الملكية التي في النهاية قام التاريخ بتحول ضدها، الولايات المتحدة لم تعد مرتهنة للنفط السعودي.
صحيح وهذا يرتسم أمامهم..
هذه حقيقة مهمة، وإذا كانت هناك حاجة فإيران لديها نفط أيضاً...صحيح.. إيرن هي قوة عظمة صاعدة، قوة عظمة حديثة، تكنولوجيا خارجة عن المألوف وهي التي ستكون القوة العظمة المركزية في الشرق الأوسط وليس السعودية.
تعالي لنساجل في هذا.. وعند هذا هناك خمسة عشر في المئة أو عشرون في المئة شيعة مواطنون في السعودية مقيمون بالضبط فوق آبار النفط... تماماً وبسبب هذا تتصرف السعودية مثلما تتصرف.
ووفقاً للبيان الرسمي فإن هذا الواقع أدى إلى استمرار الاضطراب الأمن والسلم واتساع رقعة مظالم الشعوب في أنحاء العالم.
وفيما تتحدث وزارة الخارجية السعودية عن الشعوب وأمنها
انتقدت منظمة العفو الدولية السلطات السعودية على عدم الوفاء بوعودها في تحسين أوضاع مجال حقوق الانسان في بلادها ودعت المجتمع الدولي لمحاسبتها.
وذكرت أن الوعود السابقة للمملكة لم تكن سوى فقاعات من الهواء. وتركن المملكة إلى نفوذها السياسي والاقتصادي لمنع المجتمع الدولي من انتقاد سجلها السيئ في حقوق الإنسان.
هذا السجل السعودي السيء انعكس سلبا على مكانة المملكة لدى الشعوب العربية التي تراجعت بوضوح في معظم دول المنطقة
أرحب بكل مجدداً د. عادل شداد، كما شاهدنا في هذا التقرير كيف يمكننا تفسير هذه الصورة المقلوبة للسياسة السعودية التي تنتقد مجلس الأمن على عدم الاعتناء بحقوق الإنسان في العالم في حين تطهد حقوق الإنسان ف يالمملكة؟
ج: أعتقد بان هذه المواقف للسعودية تأتي من نتيجة الغطاء الأميركي للأسف والغربي لهذه الدولة ولهذه دول الخليج بشكل عام، وللدول المتخلفة بشكل خاص، من أسباب حسب التقرير أسباب رفض السعودي مع أنها هي التي تقدمت بطلب لهذا المقعد، من أسباب هذا الرفض هو لإظهار حالة معينة، من اسباب هذا الرفض هو التخوف المملكة العربية السعودية من دفع أثمان باهظة ثمن هذا المقعد من حيث المبدأ هذا المقعد لا يقدم ولا يؤخر حيث أن 15 دولة الذين يحتلون مقاعد ليسوا بمقاعد أساسية لأن الفيتو هو مع الدول الدائمة العضوية الخمس كما نعرف.
إذاً هذا الموقع لا يقدم ولا يؤخر. ثانياً، من أسباب هذا الرفض هو التعنّت المملكة العربية السعودية بالمضي بسياسة الفشل التي اتبعتها تجاه سورية واتجاه ضرب النظام وإقصاء الأسد عن الحم، وعامل أساسي هو للتملص من مقررات جنيف 2 إذا عقد هذا المؤتمر. إذا تبحث السعودية عن هامش تلعب به خارج هذا الإطار، من أسباب الرفض الهروب من التحولات الطارئة على هذه الدول التي دفعت بالغرب وبالولايات المتحدة نحو سياسة فاشلة خاصة في سورية وكما شاهدنا كذلك هذه التحولات التي حدثت في قطر، إن التخوف الذي حصل في قطر.
س: اتخاذ مثل هكذا قرار هل سيريح المملكة العربية السعودية برأيك؟
ج: لا يريح ابداً لأن هذه القرارات سوف تدفع ثمنها المملكة العربية السعودية كما دقعت ثمنها دولة قطر بإزاحة الأمير ورئيس وزراءه عن واجهة الحكم والدول أعتقد أنه وصل إلى المملكة العربية السعودية وهذا الخوف الأساسي هو التخوف من إقصاء رأس الهرم الحاكم في المملكة العربية السعودية.