سياسة الكيل بمكيالين حتى في مجال حقوق الانسان

سياسة الكيل بمكيالين حتى في مجال حقوق الانسان
الإثنين ٢٣ سبتمبر ٢٠١٣ - ٠٦:٤٨ بتوقيت غرينتش

في البحرين حيث سخرية القدر تجلت بشكل فج في دعوة النظام البحريني للحكومة المصرية لتحقيق إرادة الشعب المصري في حرية التعبير ومطامحه في الحرية والعدالة .

دعوة شكلت صدمة للبحرينيين الذين يواجهون في كل لحظة منذ سنتين ونصف السنة قمعا لحرياتهم وطموحاتهم ومطالبهم بالإصلاح والعدالة . قلبت الحكومة البحرينية بدعوتها هذه كل الحقائق في ممارساتها ضد شعبها فهي دعمت تمرد مصر وتقمع تمرد البحرين .

تقرير ... أن مملكة البحرين تؤكد أن ما تقوم به هي السلطات المختصة في جمهورية مصر العربية من جهود لإعادة الأمن والاستقرار والنظام إلى الحياة العامة هو حق من حقوق المواطن المصري على الدولة التي يجيب أن تعمل ما في وسعها لرعاية مصالحه والمحافظة على كافة حقوقه ومصدر رزقه، كما تؤكد على أن حق التعبير عن الرأي بشتى الوسائل السلمية بما في ذلك التجمعات والاعتصامات هو حق مكفول للجميع.

وأعرب جلالته عن تمنياته في تحقيق جمهورية مصر العربية للشعب المصري العربي الشقيق ما يصبوا إليه من استقرار وتقدم ورفاه.

منذ الرابع عشر من فبراير 2011 ولغاية الآن يستمر الشعب البحريني الأعزل في المحالات المتكررة للتغيير تتركز في مظاهرات معزولة تماماً من أي شيء له علاقة بالقوة والسلاح، ما عدا السلمية المفرطة التي جوبهت برصاص الشوزن مع ممارسة شتى وأعتى أنواع القمع، وإطلاق الغازات السامة القاتلة التي تلقى قنابلها على المنازل الآمنة وفي ظلام الليل لكي تقتل طفلاً رضيعاً أو امرأة أو مسناً ذهب خريف عمره وولى، وذلك للضغط على الناشطين الشباب في عدم الخروج للتعبير عن الرأي على غرار تمرد مصر الذي أطاح بحكم مرسي في فترة قياسية تشكلت حركة تمرد في البحرين.

النظام البحريني الذي دعم الحكم الجديد في مصر بعد عزل الرئيس محمد مرسي والذي جاء نتيجة التظاهرات الشعبية العارمة التي دعت إليها حركة تمرد المصرية هو نفسه الذي عمل على قمع التظاهرات الشعبية العارمة التي دعت إليها حركة تمرد البحرين والتي تحمل نفس المطالب والمبادىء التي حملتها تمرد مصر .

فالتسقط العصابة الحاكمة... يوم النفير العام الذي دعت إليه حركة تمرد في البحرين، قلب المعادلة ومنح الشعب جرعة جديدة من العزم والصمود قبالة آلة القتل التي ينتهجها النظام لإخماد الحراك الذي لا يزال مستمراً منذ عامين ونصف العام.

طالب المحتجون برحيل الاحتلال السعودي من البلاد، وفي المقابل قمع النظام المسيرات بالرصاص والقنابل الغازية مما أدى إلى وقوع جرحى بينهم طفل حالته حرجة، وقطع شبكة الاتصالات والإنترنت لفترات محددة،ـ ونشر مئات العناصر في العاصمة والمناطق المحطة بها.

هذه المشاهد لقمع تمرد البحرين والتي تزامنت مع دعوة النظام البحريني للحكومة المصرية بتحقيق مطالب الشعب المصر وحرية التعبير أثارت سخرية الكثيرين في البحرين .

ومنهم عالم الدين البحريني آية الله الشيخ عيسى قاسم الذي سخر من مطالبة الحكومة البحرينية السلطات المصرية باحترام حرية التعبير والتظاهر السلميين. وخلال خطبة الجمعة تطرق الى بيان وزارة الخارجية البحرينية بشأن التطورات في مصر وطالب الحكومة بتنفيذ ما اعترفت فيه للشعب المصري.

إلى البحرين تتابع التطورات في مصر أكدت أن حق التعبير عن الرأي بشتى الوسائل السلمية هو حق مكفول للجميع، وقدم لنفسه مثال حياً يقتدي بفعله قبل قوله الآخر. وعلى الناس هنا يطالبون الحكومة أن تأخذ على نفسها الالتزام بما نصحت به الحكومة في مصر وأن تعترف لشعبها بما اعترفت به للشعب المصري الكريم، من حق، فهل تفعل؟.

س: أستاذ إبراهيم المدهون فعلاً أمر مثير أن تدعوا حكومة البحرين حكومة مصر إلى احترام مطالب شعبها وحرية رأيه، ما رأيك؟

ج: سيدتي الكريمة فاقد الشيء لا يعطيه، والحكومة البحرانية وملك البحرين هو فاقد للعدالة من خلال الممارسات التي قامت بها إزاء شعبه الذي طالما بشكل سلمي وحاول أن يحرف هذه السلمية إلى مبررات أخرى خلال اصطناع بعض الفبركات، فلذلك. هذه الدعوة عندما تأتي من حكومة كاذبة وحكومة غير صادقة لا يمكن أن تلقى صدى، ولذلك علق عليها سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم قال كيف تبرر حكومة البحرين والنظام في البحرين أو تشرعن مطالب شعب مصر بينما تتنصل من مطالب شعب البحرين وهي ذاتها ونفس المطالب، الشعب البحريني يريد هذه المطالب أن يحكم نفسه بنفسه وحركة تمرد الذي جاءت هي في سياق هذه المطالب والإصرار على هذه المطالب التي تتمثل في تحول من الديكتاتورية إلى الديمقراطية. ونرجع أيضاً إلى أن الشعب مصدر السلطات التي صادرته هذه السلطة، لذا عندما تأتي مثل هذه الدعوة ممن ينكر على شعبه.

س: أستاذ إبراهيم المدهون كما ذكرت فاقد الشيء لا يعطيه على أي أسس تتخذ الحكومات مثل حكومة البحرين موقفاً داعماً لحركة تمرد في مصر وتقمع حركة تمرد في البحرين وهما بالطبع تحملان إلى حد ما المبادئ نفسها؟

ج: سيدتي الكريمة الأنظمة العربية وخصوصاً الأنظمة الخليجية طالما نادت بالديمقراطية في سورية ولكننا نعلم بأن تمارس الديكتاتورية في بلادها، على سبيل المثال السعودية والبحرين والقطر وغيرها من الدول لا يوجد لديها دستور وشعبها مغيّب عن القرار السياسي بينما هي تطالب أيضاً في سورية بذات المطلب لسوريا، وتطالب بذات المطلب إلى مصر، فكيف يكون ذلك. فسيدتي الكريمة هؤلاء اعتادوا أنهم صناعة غربية، الصناعة الغربية جاءت بهذه الأنظمة كلها لقمع هذه الشعوب، وقمع الشعوب لا يمكن أن يأتي بهذه الطريقة أو يستطيع أن يقضي عليه لأن ليس لديهم مصداقية، وعدم المصداقية لدى هذه الأنظمة هو الذي يساهم في استمرار هذا الحراك، ونحن في البحرين أصرينا على تحقيق المطالب من خلال استبدال الحكم القبلي القمعي إلى حكم ديمقراطي يتمثل في أن الشعب هو مصدر السلطات.

س: بالمناسبة أستاذ إبراهيم المدهون وباختصار إن أمكن كيف تتوقع أن تكون النتائج العملية لحرة تمرد البحرين، وهل الطموح هو أن تحقق ما حققته حركة تمرد بمصر في إسقاط الحكومة السابقة؟

ج: حركة تمرد هي وسيلة وليست غاية، الغاية هو حصول الشعب على مطالبه، فأنا متيقن بأن شعب البحرين سينال حقوقه لأن حقوقه واقعية وهي حقوق مشروعة، وأساليب شعب البحرين أيضاً أساليب راقية عبّرت عنها كل الدول، فـ ما ضاع حق وراؤه مطالب، ومطالب شعب البحرين بلا شك ستتحقق سيدتي الكريمة لأنها مطالب حقانية ومطالب منبثقة من الشعب، والشعب مصر على تحقيق هذه المطالب.