في هذا الإطار، يقول اغناطيوس إنه "لدى مشاهدة السعودية وغيرها من دول الخليج الفارسي الثرية تصطف خلف الثورة المضادة الدموية في مصر،"
"لا يمكن للمرء إلا أن يشتبه بأن هذه الأنظمة الملكية مستعدة للقتال حتى آخر مصري ضد جماعة الإخوان المسلمين،"في ما قد يتصاعد إلى حرب بالوكالة ضد ما يعتبرونه التهديد الإقليمي الآتي من التطرف".
ويعتبر الكاتب "أن أحداث الأسابيع القليلة الماضية توّجت مساراً انطلق في شباط/ فبراير."
"عندما تمت إزاحة الرئيس السابق حسني مبارك من السلطة في أمر وجد فيه العديد من النافذين السعوديين تخلياً أميركياً عن حليف تقليدي".
"ومنذ ذلك الحين، تجادل السعودية وغيرها من دول الخليج الفارسي، سراً وعلانية، بأن النفوذ الأميركي يتراجع، وبأن هذه الدول يجب أن تتلوى مسؤولية أكبر عن أمنهم الخاص".
ويضيف الكاتب "أن قادة السعودية والإمارات والبحرين قد أصيبوا بخيبة أمل من عدم مشاركة الولايات المتحدة إيّاهم في احتضان الحكومة العسكرية المصرية التي أطاحت الرئيس محمد مرسي".
"وهم يرون في ذلك دليلاً إضافياً على أن النفوذ الأميركي ينحسر عالمياً، بعدما جرى في العراق وأفغانستان.."
ويعتبر الكاتب أن "ما يثير القلق حيال دعم دول الخليج الفارسي لجنرالات مصر وهجومهم الحالي، هو أنه يعكس تكراراً لمفاهيم مهيمنة في الحياة السياسية العربية الحديثة:"
ويرى الكاتب أن"تدخل السعوديين وزملائهم من الخليج الفارسي في صراعات غيرهم من العرب يعود جزئياً إلى سعيهم لإبقاء الأزمة خارج حدود بلدانهم".
"وهو المبدأ البريطاني (فرّق تسُد) الذي استخدمته لندن لوصف استراتيجية الهروب إلى الأمام".
ويقول الكاتب"إن لائحة تدخلات السعوديين في شؤون الغير طويلة: فهي بالمشاركة مع الكويت وغيرها، موّلت منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان،"
"لدرجة خوض المنظمة ضد الحكومة التي يقودها المسيحيون حرباً أهلية استمرت 15 عاماً".
"كما موّلت صدام حسين في حرب استمرت 8 سنوات ضد الجمهورية الإسلامية في إيران. وبعدئذ، عندما غزا صدام الكويت سنة 1990، استدعت هذه الدول التدخل الأميركي لاستعادتها".
"وبعدما غزت القوات الأميركية العراق مجدداً سنة 2003 لإطاحة صدام حسين، دعم السعوديون مجموعات سنّية داخل العراق".