"الأول هو الصراع الذي اتخذ طابعاً طائفياً بين السنة والشيعة، وكان مركزه الدامي في سوريا"، كما يقول الكاتب مع أن واقع المعركة في سوريا يعكس مؤامرة دولية وإقليمية لضرب محور المقاومة.
"وهو واقع يقول الكاتب إنه ما لم تتم تسويته قريباً، فإنه قد يحول دون ظهور نظام جديد في سوريا والعراق ولبنان والبحرين لسنوات أو حتى لعقود".
"أما الصراع الثاني فهو الأقل عنفاً (على حد وصف الكاتب)، لكن يمكن القول إنه الأكثر إلحاحاً، وهو المتمثل بالمعركة على السلطة بين الإسلاميين والعلمانيين السياسيين في الدول ذات الأغلبية السنية، مثل مصر وتونس وليبيا، وكذلك في تركيا".
"والسؤال هنا يشبه كثيراً الشق المتعلق التقاتل الطائفي: فهل يوافق الجانبان على تحمل وجود بعضهما البعض، واستحداث نظام سياسي ديمقراطي يمكن من خلاله التوفيق بين قيمهم المتنافسة؟".
وفي محاولته الإجابة عن هذا التساؤل يقول الكاتب "حتى الآن، لا يبدو الوضع جيداً. فبدلاً من إرساء توافق في الآراء، تتسم حركة القوى العلمانية والإسلامية في مصر بالاستقطاب، مع تزايد التطرف عند كلا الجانبين".
"وقد كشفت الأيام العشرة الماضية في تركيا النقاب عن وجود فجوة مماثلة بين الطبقة الوسطى الحضرية والحكومة الاسلامية التي يتناقص تسامحها رغم ابتعادها عن التطرف،" على حد تعبير الكاتب.
"وكما هي الحال بالنسبة للرئيس المصري محمد مرسي، يؤيد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان النظرية الجافة للديمقراطية،"
"والتي يحق للفائز في انتخاباتها أن يفرض أجندته وأن ينحي جانباً الصحافيين والقضاة والأقليات التي يمكن أن تعترضه طريقه".