وقال رئيس مجموعة العراق للدراسات الاستراتيجية واثق الهاشمي لقناة العالم الاخبارية الجمعة: ان المشهد السياسي العراقي اليوم غريب، حيث اصبح مسرحا للتدخل الخارجي بشكل غير مقبول، منذ الغزو الاميركي (2003)، حيث تسعى الكثير من الدول و في حالة من فقدان السيطرة ان تفرض اجنداتها و تجعل من العراق ساحة لنشاطها الاستخباري، و تحقيق مصالحها بما لا يتلاءم مع مصلحة العراق.
و اضاف الهاشمي: ان العوامل الخارجية اصبحت واضحة المعالم، و ان العراقيين يعرفون جيدا من اين تأتي التكاليف الباهضة للحملات الانتخابية، لمختلف الكتل السياسية التي تمثل مصالح هذه الدولة او تلك.
و اكد ان الصراع في العراق اليوم داخلي وخارجي، و حذر من الدخول في نفق قد يكون من الصعب الخروج منه، من تصعيد وتهديد بحرب طائفية و مشاريع التقسيم، متهما بعض الاطراف السياسية بانها ترى ان الحل الواقعي هو تقسيم العراق.
و اعتبر الهاشمي ان كل الفصائل مشاركة في هذا التصعيد، ووصف المشهد العراقي بانه مشهد صقور، الذي غابت عنه الحمائم التي تبحث عن وحدة العراق و تكاتفه و ضرورة التعايش السلمي، و ان خيرات العراق تكفي الجميع.
كما انتقد رئيس مجموعة العراق للدراسات الاستراتيجية واثق الهاشمي تبادل الاتهامات بين الاطراف السياية بالعمالة للخارج، و اعتبر ان ذلك لا يعني الشراكة السياسية، داعيا الى خروج المعارضين لسياسات الحكومة منها وتشكيل معارضة قوية و حكومة ظل.
و حذر الهاشمي من ان المشهد العراقي اليوم يشهد تكالبا كبيرا على السلطة و تحشيدا للجمهور من قبل كل الاطراف، معتبرا ان ما حدث في الرمادي من تصريحات شكلت حالة رعب للمواطن، بتأسيس جيش و الزحف الى بغداد ، داعيا الى تغليب صوت العقلاء.
و نفى ان تكون الحكومة العراقية شيعية، و اعتبر ان هناك توزيعا للمواقع القيادية حسب الاستحقاق الانتخابي بمشاركة كل المكونات العراقية الطائفية و العرقية، من سنة و شيعة و كورد ، مؤكدا ان لغة العنف يجب ان تنتهي كأداة للتغيير بل ان ذلك يجب ان يكون عبر صناديق الاقتراع.
و اعتبر الهاشمي ان هناك خلطا للاوراق و ذهابا للمصالح و تحشيدا للجمهور لاسباب انتخابية، منوها الى ان السياسيين العراقيين لا يعرفون المخاطر الكبيرة لهذا التحشيد.
و اكد رئيس مجموعة العراق للدراسات الاستراتيجية واثق الهاشمي انه لا يوجد تمييز بين المواطنين في الخدمات و الامن، محذرا من ان الخطر القادم هو محاولة دول و منها قطر بالتحديد لتصعيد الطائفي تحت عنوان ما يسمى بالهلال السني و الشيعي ، و قد بدأ التحشيد لذلك سريا ثم انكشف الى العلن.
و شدد الهاشمي على ان الغرب و الولايات المتحدة لا تعنى بقضية السنة و الشيعة لكن لها مصالح، حيث يعمل مخطط الشرق الاوسط الجديد على اضعاف كل دول المنطقة لصالح الكيان الصهيوني.
MKH-26-20:49