وقال لاريجاني في كلمة ألقاها الاثنين امام المؤتمر الثامن لمجالس الدول الاسلامية بالخرطوم: ان الساحة الدولية تسير في السنوات الاخيرة نحو التعددية القطبية، بعد النظريات المتطرفة للأحادية القطبية والتكاليف الاقتصادية الباهظة والخسائر الكبيرة بالارواح.
واوضح ان الدول الاسلامية يمكنها ان تتخذ احدى الطريقتين في التعامل مع هذه الظاهرة، الاولى هي ان تتقارب فيما بينها وتتحرك نحو تشكيل قطب مؤثر على الصعيد العالمي، وهذا يمكن تحقيقه شريطة ان تتبع الدول الاسلامية استراتيجية تقاربية مستفيدة من طاقاتها الاقتصادية والسياسية والثقافية. والثانية ان تتحول الدول الاسلامية الى دول متفرقة تتبع الاقطاب الدولية وتبتعد عن الاتحاد، وهذا الوضع في الحقيقة هو تكرار لحقبة الحرب الباردة وطبعا مع تغييرات تقتضيها تغييرات الزمان.
واكد رئيس مجلس الشورى الاسلامي الايراني ان تطورات العالم الاسلامي في السنوات الاخيرة اشتملت على قفزات تبعث على الارتياح من حيث الانظمة الديمقراطية ذات الأسس الاسلامية، وقال: ان هذه القفزات كانت بقدر أبرزت الاستقلالية والمطالبة بالحرية والتوجهات الاسلامية، فيما كانت مؤلمة للقوى الكبرى.
وحذر لاريجاني من محاولة القوى الكبرى مصادرة هذه الثورات من خلال استغلال الفرص ومحاولة ركوب الموجة.
وفي جانب آخر من كلمته، لفت رئيس مجلس الشورى الاسلامي الى ان تواجد الفصائل المجاهدة القوية في ميدان المواجهة ضد الكيان الصهيوني، بما فيها فصائل حزب الله وحماس والجهاد الاسلامي، ترك أثرا عميقا على موازنة القوى وأبرز قوة المسلمين وقدرتهم على تحدي هذا الكيان، فضلا عن قابليتهم لتسوية القضايا الداخلية.
وتابع: ان انتشار بعض الجماعات المتطرفة اللامنطقية والتي تمارس العمليات الارهابية، زادت من حدة التحديات داخل الشعوب الاسلامية، وشوهت سمعة المسلمين، وحملت الدول الاسلامية تكاليف باهظة.