قمة المنامة ، الاولوية لبقاء الحكام !!

قمة المنامة ، الاولوية لبقاء الحكام !!
الإثنين ٢٤ ديسمبر ٢٠١٢ - ٠٩:١٢ بتوقيت غرينتش

يعقد حكام الدول الست الاعضاء في مجلس التعاون في الخليج الفارسي يومي الاثنين والثلاثاء اجتماعا في المنامة لمناقشة واقرارسبل تعزيزالتعاون الامني والعسكري بين دولها من أجل مواجهة التحركات الشعبية المتزايدة في بلدانهم ، هذا في الوقت الذي تشهد العاصمة البحرينية مظاهرات منذ عامين تطالب آل خليفة بتحقيق مطالب الشعب في اقرار الحريات والديمقراطية والمشاركة الشعبية في الحكم وازالة التمييز بين المواطنين ، حيث يواجه الحكم هذه المظاهرات السلمية بالرصاص الحي واعتقال المتظاهرين وزجهم في السجون وقمع تحركهم السلمي مدعوما بقوات سعودية ومساندة من الاسطول الخامس الامريكي وتاييدا من حكام المجلس الذين يواجه جلهم تحركات شعبية في بلدانهم .

ويواصل آل خليفة انكار المطالب المشروعة للشعب البحريني الذي ما زال يطرحها كل يوم في شوارع المدن البحرينية ، ويواجه بالقمع ،  حيث يتهم وزير الخارجية البحريني  المتظاهرين السلميين بالقيام بحركة انقلابية ضد حكومته  ، بينما يطرح ولي العهد البحريني على المحتجين الحوار من اجل التوصل الى تفاهم معهم في خطوة يصفها المراقبون بانها لعبة مدبرة من النظام .
لقد اعتاد المسؤولون في دول مجلس التعاون نفي كل ما يجري في بلدانهم من تحركات شعبية تستهدف انظمتهم التی تحكم بعقليات القرون الوسطى وتعارض اي مطالب حقة،  انهم لا زالوا يحكمون بلدانهم  باساليب قبلية عشائرية ويتهربون من مسميات الحرية والديمقراطية  والدستور والبرلمان والانتخابات .
ولعل من المضحك المبكي ان يتهم وزير الخارجية السعودي الذي تشارك بلاده بقتل البحرينيين في شوارع المنامة بدم بارد ، وترسل الشباب  للبلدان العربية لتفجير انفسهم وقتل الابرياء بذريعة المشاركة في الجهاد في سبيل الله والاستشهاد من أجل  التخلص من الانظمة الديكتاتورية ،ان يتهم  ايران بإثارة الفتنة ،  بينما  يتناسى هو ونظراؤه في المنطقة  الدور المخرب الذي تقوم به حكوماتهم  في منح  قواعد عسكرية  للقوات الامريكية ولحلف الناتو لتعزيز نفوذها في منطقة الخليج الفارسي لمواجهة ما تدعيه بالخطر الايراني .
نسأل وزير الخارجية السعودي هل ان ايران تثير الفتن في دول الخليج الفارسي ام حكومة بلاده وحكومة قطراللتان تقدمان المليارات من الدولارات بأمر من الولايات المتحدة والناتو  لاثارة الاضطرابات والفتن في دول المنطقة وفي المشرق والمغرب العربي .
والسؤال الذي يطرح نفسه بالحاح هو: ما سبب عقد صفقات اسلحة بعشرات المليارات من الدولارات بين دول مجلس التعاون وكل من امريكا وبريطانيا وفرنسا و... ؟، هل أن هذه الاسلحة تشترى وتخزن وتكدس من اجل الدفاع عن شعوب المنطقة ام لقمع شعوب المنطقة واثارة الفتن في دولها ؟ .
أن شعوب دول الخليج الفارسي ، تسأل من حكامها : لماذا يكون توفير الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان واجراء الانتخابات الحرة وتدوين الدستور حلال للشعوب الاخرى وحرام على شعوب دول الخليج الفارسي  ؟
فإذا كان حكام منطقة الخليج الفارسي يريدون  الحرية والديمقراطية  واحترام حقوق الانسان للاخرين،  فلماذا يعارضون  الاصوات المطالبة بها في بلدانهم ويقمعون المطالبين بها بالحديد والنار.؟
الشعوب تتساءل :  لماذا تقف حكومات منطقة الخليج الفارسي مكتوفة الايدي مقابل العدوان الاسرائيلي المستمر على غزة ، ولم تحرك ساكنا ولم تستخدم اسلحتها الحديثة والمتطورة  لمواجهه هذا  العدوان ، بينما تجيش الجيوش  وتعبيء الامكانيات لمواجهة البرنامج النووي الايراني وما يسميه وزير الخارجية البحريني الوقاية من كوارث نووية محتملة في المنطقة؟
شعوب المنطقة تدرك جيدا أن قمة مجلس التعاون ، هي قمة تعزيز سلطة الحكام وليست قمة تحقيق مصالح الشعوب  ، وان ما يقرره الحكام وما سيصادقون عليه في هذه القمة ، يستهدف اطالة عمر حكوماتهم ، لا تحقيق مصالح  شعوبهم  .
شاکر کسرائي