وكانت التظاهرات قد إنطلقت من جامعة الخرطوم في السادس عشر من الشهر الجاري ، وما لبثت أن اتسعت لتشمل الكثير من فئات الشعب في مختلف أنحاء العاصمة ، إلا أنها بقيت متواضعة جدا ً مقارنة بالتظاهرات الشعبية في الدول التي شهدت صحوة إسلامية كمصر وتونس وليبيا والبحرين .
المراقبون ربطوا بين تلك التظاهرات ، وخسارة السودان لحوالي ثلث دخله من العملات الصعبة بعد إنفصال الجنوب بقيادة الحركة الشعبية عن الشمال وتشكيله دولة مستقلة حيث يتركز القسم الأكبر من نفط السودان المصدر الرئيس للعملات الأجنبية ، ما أوقع البلاد في عجز مالي إضطر الرئيس البشير لإتخاذ حزمة من الإجراءات التقشفية وعلى رأسها رفع الدعم عن المحروقات والمشتقات النفطية ما رفع أسعارها بنحو 50 بالمئة فضلا ً عن زيادته للضرائب على السلع الإستهلاكية المستوردة وخفض الإنفاق الحكومي وتقليص رواتب وعدد شاغلي الوظائف الدستورية والإدارات العامة .
ولاية الخرطوم أصدرت بيانا ً وصفت فيه ما جرى بالجراحة الضرورية لجسد الإقتصاد السوداني تمهيدا ً لشفائه ، ومع إقررها بحق المواطنين في التعبير السلمي عن آرائهم ، إلا أنها حذرت من جنوح البعض نحو التخريب لان قوات الشرطة ستواجهة بشكل حاسم .