وتسبب المحتجون في عرقلة حركة المرور في قلب المنطقة المالية في شيكاغو، فيما يجري الاستعدادا لمرور المواكب التي تحمل قادة نحو 50 بلدا يجتمعون في قمة حلف الاطلسي الاحد والاثنين.
وهتف مئات المتظاهرين "شوارع من؟ شوارعنا"، اثناء مسيرة مرت امام اعين رجال الشرطة الذين كانوا يركبون الخيول والدراجات، فيما التقط المارة الصور من الارصفة ونوافذ المحلات والمكاتب.
وساد التوتر في المدينة خشية ان تتحول الاحتجاجات الى العنف. وطلبت بعض الشركات في وسط البلد من موظفيها عدم ارتداء البزات الرسمية وربطات العنق وارتداء الملابس البسيطة لتجنب تعرضهم للمضايقة او الاستهداف في الشوارع.
ووعدت الشرطة ومنظمو الاحتجاجات بعدم تكرار الاضطرابات التي اندلعت في قمتي مجموعة العشرين في لندن وتورنتو او اعمال الشغب التي جرت في شيكاغو خلال مؤتمر الحزب الديموقراطي في العام 1968.
ويتوقع ان يقلل قرار نقل مكان انعقاد قمة مجموعة الثماني التي تنعقد يومي الجمعة والسبت، من شيكاغو الى منتجع كامب ديفيد الرئاسي خارج واشنطن، من حدة التظاهرات.
وقال جون ميرابيلي من دائرة شرطة شيكاغو "حتى الان الوضع سلمي تماما".
وجرى اعتقال 14 شخصا خلال اسبوع احتجاجات الشوارع بتهمة قيامهم باعمال عصيان مدني. كما اعتقل شخص هاجم رجل شرطة، واخر تصرف بطريقة "مخالفة للنظام" الجمعة.
وانفصلت مجموعات من المحتجين عن مسيرة رسمية ارتدت خلالها الممرضات قبعات روبن هود وقمصان قطنية حمراء وطالبن ب"اقتصاد ال99 بالمئة"، وطالبن بفرض ضرائب على التعاملات المالية مثل التعاملات في البورصة.
وشاركت اكثر من 100 مجموعة من بينها مجموعات من دول اوروبية وكندا وغواتيمالا وكوريا الجنوبية، في المسيرة. وقالت تلك المجموعات ان فرض الضرائب على الاغنياء يمكن ان تؤدي الى جمع نحو 350 مليار دولار سنويا تسدد نفقات الرعاية الصحية والتعليم وغيرها من الاحتياجات والخدمات الاساسية.
وقال كريغ نيسبيت (27 عاما) انه حضر مع مجموعة من الاصدقاء من تورونتو لقضاء عطلة نهاية الاسبوع في الاحتجاج، وانتهى به الامر الى النوم في الشارع ليلة الخميس الجمعة.
واوضح انه "من الخطأ انفاق قدر اكبر من الاموال على تسليح الحروب هذه الايام مقارنة مع الاموال التي تنفق على الخدمات الاجتماعية والرعاية الصحية والتعليم".
وقال ان "الحلف الاطلسي هو الجهة العسكرية التي تفرض سياسة مجموعة الثماني التي تعتبر من اكبر الانظمة العالمية غير الديموقراطية".
وقال كريس فيليبس انه مسرور لرؤية هذا العدد الكبير من الجماعات المختلفة تقف معا "لانهاء الامبريالية، والعولمة ووقف تدمير دول العالم الثالث من اجل ان تحقق الشركات الارباح".
واضاف "يجب ان ينتهي ذلك فورا، وهذا هو سبب وجودنا هنا.. وفي كل مرة لا يتمكن فيها الكونغرس من الحصول على الموافقة على شن حرب جديدة على دولة من دول العالم الثالث، يتوجه الى الحلف الاطلسي الذي يقوم بذلك العمل".
اما ادريان هيرنان فقالت ان الوقت قد حان لنزع سلاح الحلف الاطلسي لان هدفه الاولي للدفاع المشترك لم يعد له وجود، بل انه تحول الى قوة للامبريالية الاقتصادية.
واضافت "بعد حل الاتحاد السوفياتي، لم يعد للحلف اية فائدة، الا انه يتصرف على انه قوة عظمى ويستهلك الموارد... إنه اداة لحصول الواحد بالمئة على مزيد من الموارد وتحقيق قدر اكبر من الثراء".
وشارك في المسيرات والتجمعات نحو ثلاثة الاف شخص.
ويتوقع ان يتزايد العدد الاحد عندما يتوجه المحتجون الى مركز المؤتمرات الذي ستجري فيه القمة.