دعم المقاومة موقف اسلامي ثابت واصيل
وقال هنية في لقاء خاص مع قناة العالم الاخبارية السبت : ان هذا (اعلان قائد الثورة الاسلامية دعم ايران لكل من يقف ضد كيان الاحتلال الاسرائيلي وخاصة المقاومة الفلسطينية) ليس موقفا غريبا على سماحة القائد والجمهورية الاسلامية ، معتبرا ان موقف ايران من القضية الفلسطينية موقف استراتيجي وان دعم ايران للمقاومة والشعب الفلسطيني وتعزيز صموده ينطلق من ايمان والتزام اسلامي ومن قيم اخلاقية وابعاد سياسية.
واضاف هنية : ان هذا الدعم تجلى لنا في غزة خلال سنوات الحصار وحرب الـ 22 يوما على غزة والسنوات التي تلتها ، مؤكدا انه رآى خلال زيارته الاخيرة لايران ان هذا الموقف اصيل وغير خاضع للتكتيك والمناورات فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.
الامام الخميني وجه بوصلة الامة نحو فلسطين
واشار رئيس الحكومة الفلسطينية اسماعيل هنية الى الحضور الجماهيري في مسيرات ذكرى انتصار الثورة اليوم في العاصمة طهران وباقي المدن الايرانية واعتبر ان ذلك يمثل انسجاما مع قيم الثورة الاسلامية التي انطلقت قبل 34 عاما ، والتي كانت القدس في قلبها حيث اعلن الامام الخميني يوم القدس العالمي تأكيدا منه على ان بوصلة الامة الاسلامية يجب ان تكون تجاه القدس وفلسطين.
وتابع انه وعبر تحليقه بالمروحية في الجو رآى الملايين من الشعب الايراني المسلم في مسيرات ذكرى الثورة ، مؤكدا ان ذلك يمثل ذخرا لفلسطين والقدس والاقصى والثورات العربية في المنطقة.
لا فتور في العلاقات والدعم الايراني غير مشروط
ونفى هنية ما تناقله وساتئل الاعلام من وجود فتور في العلاقة بين حماس وايران وقال ان ما حظي به هو والوفد المرافق له في طهران لم يحظ به رئيس او زعيم من قبل ، معتبرا ان ذلك يدل على مكانة القضية الفلسطينية لدى ايران حكومة وشعبا ، ويؤكد متانة العلاقة بين قوى المقاومة وبين ابعادها الاسلامية والتي تعتبر ايران من اهمها في المنطقة.
واكد ان الدعم الذي تقدمه الجمهورية الاسلامية للفلسطينيين غير مشروط ، ومرحب به من قبل حكومته وحركة حماس كما لو كان من اي جهة اخرى وبنفس الظروف ، موضحا انه لا تغيير في الموقفق الايراني الداعم للقضية الفلسطينية.
ورفض رئيس الحكومة الفلسطينية اسماعيل هنية ان تكون المقاومة الفلسطينية ورقة سياسية بيد الجمهورية الاسلامية واعتبر ان الواقع هو ان الشعب الفلسطيني يقع تحت الاحتلال ، وقد لبت الجمهورية الاسلامية نداءه وكانت وفية له، ولم تطلب يوما شيئا مقابل ذلك، معتبرة ذلك التزاما اسلاميا تجاه شعب مسلم والقدس والاقصى.
حماس لا تريد الانتقال من سوريا
ونفى هنية ما ورد عن تفتيش حماس عن بدائل بسبب الازمة الجارية في سوريا لنقل مكاتبها من سوريا وقال ان هذا ليس دقيقا ، واعرب عن امله في ان يتم حل الازمة في سوريا.
واشار الى ان سفر القيادات في الحركة في سوريا يتم بصورة طبيعية لمتابعة شؤونهم ومهماتهم في حركة المقاومة ومتابعة شؤون الشعب الفلسطيني.
التناقض مع الاحتلال والمتضرر من الفتنة هي فلسطين
وشدد رئيس الحكومة الفلسطينية اسماعيل هنية على وحدة الامة الاسلامية ، وان التناقض الرئيس يجب الا يكون داخلها بل يجب ان يكون مع الاحتلال الاسرائيلي والهيمنة الاميركية ، معتبرا ان تحول التناقض الى الداخل لا يخدم الامة.
واشار الى وجود حس عال لدى كل من القيادات والمسؤولين الذين التقاهم خلال جولته في المنطقة من خلال تأكيدهم ضرورة تهدئة الاوضاع في المنطقة ومعالجة الامور بالحوار ، والتكيد على مبدأ الاخوة والجوار رغم التباينات والخلافات في ادارة الملفات المختلفة.
واكد هنية ضرورة تسخير طاقات الامة وحشدها لحسم الصراع مع العدو وتحرير القدس والاقصى ، معتبرا ان الخلافات المذهبية يجب حلها بالحوار وليس بالتجاذبات والتناقضات على المستوى السياسي او الاعلامي ، محذرا من ان المتضرر الاكبر من ذلك هو القدس وفلسطين.
وحول محاولات اظهار ايران على انها هي العدو الرئيس للعرب في المنطقة بدل كيان الاحتلال قال ان اسرائيل ستبقى هي العدو الرئيس للامة والتناقض الرئيس مع هذا المشروع السرطاني الذي يمكن ان يتمدد الى اي مدى كان ، داعيا الى تكاتف الجهود وتوحيدها والبقاء في خندق واحد على قاعدة الاحترام المتبادل وانهاء حالات الاحتقان من خلال الحوار فقط.
واشار رئيس الحكومة الفلسطينية اسماعيل هنية الى ان لقاءاته في ايران ركزت بشكل كبير جدا على الوضع الفلسطيني ، والقدس والاقصى ، ومعالجة اثار الحرب في غزة واعادة الاعمار والبنية التحتية والفوقية وما تتعرض له القدس من هجمة شرسة وقضية الاسرى بالاضافة الى التطرق بشكل بسيط الى اوضاع المنطقة، منوها الى انه وجد تجاوبا من المسؤولين الايرانيين.
اتفاق الدوحة خطوة مهمة نحو استعادة الوحدة
وحول اتفاق تشكيل الحكومة الاخير بين حماس وفتح في الدوحة قال هنية ان استعادة وحدة الشعب الفلسطيني ، واستعادة الشعب زمام الامور داخل الارض الفلسطينية المحتلة وانهاء الانقسام مطلب وطني ومحبب للجميع ، معتبرا ان فصائل المقاومة تريد المصالحة من اجل حماية الحقوق والثوابت الفلسطينية وحماية خيار المقاومة، وان يكون الشعب الفلسطيني موحدا خلف مقاومته وثوابته.
واعتبر ان هناك برامج مختلفة داخل الساحة الفلسطينة ولحماس برنامج ولفتح برنامج اخر، منوها الى ان الطرفين يبحثون عن القاسم المشترك وصيغ التعايش بين هذه البرامج ، مؤكدا انه لا يمكن لشعب مقسم ان ينجز مشروع التحرير ويحافظ على الثوابت.
اتفاق الدوحة لا ينطلق من اي التزام دولي
وشدد رئيس الحكومة الفلسطينية اسماعيل هنية على ان الاتفاق الذي تم توقيعه في الدوحة لن ينطلق من اي قاعدة متصلة بالرباعية الدولية او اتفاقات اوسلو او اي شيئ من هذا القبيل ، موضحا انه ينطلق من ورقة التفاهمات المصرية التي وقعت عليها كل الفصائل الفلسطينية والتي تتشكل من خمس ملفات هي تشكيل الحكومة واعادة بناء الاجهزة الامنية الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية والمصالحة المجتمعية واجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية وانتخابات المجلس الوطني الفلسطيني.
واكد اهمية انتخابات المجلس الوطني الذي لا انتخابات تشريعية ورئاسية بدونها لانه يضم الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج.
وبين هنية ان تفاهمات الدوحة كانت لتشكيل حكومة تصريف اعمال موقتة الى حين اجراء الانتخابات التي من المفترض ان تجري خلال شهرين او ثلاثة ، معتبرا ان المقاومة منصوص عليها في ورقة التفاهم المصرية ، حقا مشرروعا للشعب الفلسطيني بكل اشكالها، واعلان الدوحة لا يلغي ذلك.
وقال ان المشاورات والمفاوضات جارية بين اللجان المختلفة حول الملفات الاخرى التي يجب التفاهم حولها بين الحركتين ، مشيرا الى ان الانتهاء من ملف تشكيل حكومة التوافق الوطني يعني نهاية كل من الحكومتين في غزة والضفة الغربية.
واوضح رئيس الحكومة الفلسطينية اسماعيل هنية ان حكومة التوافق ستتشكل من التكنوقراط الفلسطينيين وستكون مدتها محدودة ولن تتحدث عن السياسة ولا الدولة ولا تفاوض ولا اي شيئ من هذا القبيل ، مشيرا الى ان الحكومة التي ستنبثق عن الانتخابات ستكون سيدة نفسها.
واعرب هنية عن امله في تشكيل حكومة الوفاق ومضي التوافق الفلسطيني الى الامام وصولا الى الانتخابات.
MKH