أمراء من الأسرة الحاكمة السعودية في السجون العراقية

أمراء من الأسرة الحاكمة السعودية في السجون العراقية
الجمعة ١٠ فبراير ٢٠١٢ - ٠١:٤٨ بتوقيت غرينتش

كشفت النائب في مجلس النواب العراقي عن أن ثلاثة من أعضاء العائلة المالكة بين السعوديين المحكومين بالاعدام في السجون العراقية.

وذكرت السيدة كميلة الموسوي أن هناك إرهابيين سعوديين من المحكومين بالإعدام اتضح أنهم من العائلة المالكة وتسعى السعودية إلى إبرام صفقة مع الحكومة العراقية لتبادلهم مع سجناء عراقيين محكومين بالإعدام في المملكة".

  وأوضحت أن الحكومة العراقية وفي إطار سعيها لمنع تنفيذ أحكام الإعدام بحق مواطنين عراقيين يقبعون في السجون السعودية تلقت رسائل سرية من السلطات السعودية تطالب باستبدال السجناء العراقيين بنظرائهم من السعوديين المدانين بعمليات ارهابية محكومين بالإعدام، مشيرة الى ان هناك ستة سعوديين، بينهم ثلاثة من الاسرة المالكة محكومين بالاعدام في السجون العراقية.

 وتابعت الموسوي : برغم أن الحكومة العراقية لم ترد حتى الآن على تلك الرسائل فأن السجناء العراقيين في السعودية أبرقوا إلى الحكومة العراقية يؤكدون رفضهم لهذه الصفقة مفضلين حبل المشنقة على إطلاق سراح الإرهابيين السعوديين أولئك.

 هذا الزخم والحجم الذي ضغطت به السعودية على العراق بإرسال الكثير مما تسميهم بالجهاديين لإفشال العملية السياسية في العراق، يعني هؤلاء الأمراء الذين ينتمون إلى العائلة المالكة في السعودية هم كانوا يرون هذه الحلقات بشكل مباشر، ولكن دعيني أقول بهذا الصدد على أنه السعودية نجحت في قضية واحدة ألا وهي عدم دخول هؤلاء من الأراضي السعودية إلى الأراضي العراقية عبر الحدود السعودية العراقية لا بل دخلوا متسللين عن طريق الأراضي السورية حي ذاك، ولهذا الآن السعودية يعني تضغط بكل الاتجاهات على أن تساوم الحكومة العراقية باستبدال هؤلاء الستة الذين صدرت بحقهم أحكام الإعدام وخاصة الثلاثة الذين ينتمون إلى العائلة المالكة لإطلاق سراح من دخل إلى السعودية بدون إذن شرعي وشتان بين الإثنين، أنا أعتقد أنه من يتهم ويعتقد معي كل العقلاء في العالم على أنه من يتهم بالإرهاب خلافاً لمن يدخل بلد بصورة غير شرعية ويسجن في سجون المملكة، فأعتقد أن هذه المحاولات تبوء بالفشل ولا يمكن للعراق ولدولة العراق ولقضاء العراق وللحاكمين الآن من أغلبية الشارع العراقي الذين يحكمون العراق أن يساوموا على الدم العراقي إطلاقاً.

هذه هي الصورة في العراق . ولكن كيف تعاملت المملكة العربية السعودية مع هذا التطور؟  محاولة قلب الصورة جاء عبر نفي وجود أفراد من الأسرة الحاكمة السعودية في السجون العراقية . علما أن هذا النفي المتوقع يأتي في سياق سياسة التعتيم السعودية على قضية المعتقلين السعوديين في العراق ولا سيما المتهمين بالإرهاب وإشعال الفتن المذهبية .

 نفى الأمير تركى بن محمد بن سعود الكبير وكيل وزارة الخارجية السعودية للعلاقات المتعددة الأطراف وجود "سجناء من العائلة المالكة السعودية لدى العراق.
  وأبدى الأمير تركى فى اتصال هاتفى أجرته وكالة الأنباء الألمانية معه استغرابه من صدور مثل هذه "التصريحات غير الصحيحة"، وقال: "أنفي وبشكل قاطع وجود أي سجين لدى العراق من العائلة المالكة". وأضاف: "كان من الأجدر بالجانب العراقي تحري الحقيقة من مصادرها قبل الإعلان عن مثل هذه الأمور التى لا أساس لها من الصحة".

  إلا أنه أوضح أنه يوجد لدى المملكة سجناء عراقيين بأسباب مختلفة، كما يوجد لدى العراق سجناء سعوديين بأسباب مختلفة، وأن هناك اتصالات جارية بين الطرفين للوصول لحلول لهذا الموضوع.

  والسؤال لماذا تتحمس السعودية الآن لإجراء هذه الاتصالات فيما يؤخذ عليها في المملكة إهمالها لملف المعتقلين السعوديين في العراق ؟

 موقف السعودية أنت تعلم كما قال لك من عام 2003 فطوال هذه المدة لم تكن ثمة مطالبة جادة بهم واضحة، ونحن نستغرب الموقف السعودي غيابه عن واجبه تجاه أبنائه طوال هذه المدة لثمان سنين ضمن استمرار الأهالي التواصل مع الجهات المعنية بهذا الملف هنا، والآن مع الحكومة العراقية اتفاقية تبادل السجناء يوجد تباطؤ أيضاً من الجانب السعودي وتأخرهم في هذه المعانات.

ويقول المحلل السياسي السيد عباس الموسوي حول حقيقة الأمر عن الكشف عن الأمراء السعوديين الثلاثة داخل السجون العراقية بتهمة الإرهاب طبعاً :"  أتصور هي معلومات طرحها أحد النواب العراقيين، إن كانت حقيقة أو غير حقيقة، الموضوع الأساسي تعودنا خلال فترة الحكم الماضية أن المملكة العربية السعودية لم تنف أو تؤكد أي خبر أو حقيقة من الحقائق التي كانت موجودة من التدخل في العراق أو أي أمور أخرى لذلك كان من الطبيعي والمتوقع من الناطق باسم الداخلية السعودية أن ينفي هذا الخبر، وهنالك مئات بل آلاف السعوديين الذين دخلوا إلى العراق وقسم منهم فجر نفسه، وقسم منهم اعتقل عند الأجهزة الأمنية العراقية ولم تعترف الحكومة السعودية أن هنالك إرهابيين سعوديين على الراضي العراقية.

وحول اهمال السلطات السعودية قضية المعتقلين السعوديين الموجودين في العراق أصلاً اوضح السيد الموسوي: " يعني هو جزء من السياسة أو عدم إعطاء دليل أو كومنت على أنهم أن هنالك تدخل سعودي، عندما يطالب وزير الداخلية السعودي بمجموعة من الإرهابيين أو مجموعة من المخابرات المرتبطة في ذلك النظام بالتأكيد سوف تكون وثيقة واضحة على تدخلهم في العراق، هم يتعاملون دائماً في هذه السياسة السعودية في المنطقة، هم لا يتدخلون بشكل علني أو يتبنون تدخلهم، ولكن الأدلة والوقائع تشير على أن هنالك تدخل واضح في الشأن العراقي في محاربتهم للمبادرة العراقية لسحب كأس الخليج من البصرة، ومطالبة السعودية بأن تكون على الأراضي السعودية هو تحجيم للتجربة العراقية بشكل عام."

وعن هدف الدور السعودي من التدخل في الشؤون الداخلية في العراق وبلبلة الوضع في نهاية الأمر قال الموسوي: " المشكلة هنالك صراع قديم، صراع قد يكون على حجم المنطقة العراق بحجمه بتاريخه بعمر العراق 7 آلاف سنة، أقدم حضارة وأقدم تاريخ، هذا جعل من إضافة إلى ان المملكة العربية السعودية أرادة من العراق أن يكون كبش فداء أو جندي يحارب عند سياسة المملكة وهذا ما قام به صدام حسين عندما هاجم الجمهورية الإسلامية في الثمانينات وعمل حرب كبيرة على الجمهورية الإسلامية دفاعاً عن السعودية ودول الخليج " الفارسي" والدول الاستكبارية الأخرى. هنالك مشاريع إثارة الوضع الطائفي في المنطقة يتصورن عدم استقرار العراق وزيادة الفتنة والوضع الطائفي في العراق يزيد من استقرارهم وأمنهم وهم خاطئون في هذا الموضوع، استقرار المنطقة بشكل عام هي أوان مستطرقة."

وعن تخوف السعودية بعد الانسحاب الاحتلال الأميركي من العراق ، اجاب الموسوي: " بالتأكيد السعودية متخوفة على وضعها، هي لا نظام ديمقراطي ولا نظام جاء بتداول السلمي بالسلطة، ولا هنالك دستور، ولا هنالك قواعد قانونية واضحة، بلد تدار بيد ملك قد تكون هي شريعة وعقد تعاقدوا عليها، ولكن بشكل عام دول الخليج بأجمعها هي كالبقرة الحلوب للولايات المتحدة عندما تنتهي من در حليبها سوف تذبح، لذلك هم يتوقعون في أي فترة من الفترات ينتهي موضوع النفط هنالك دول متقدمة في إنتاج النفط وفيها جزء من الديمقراطية، فمن الطبيعي جداً أن يتم إنهاء دور السعوديين والخليجيين في اللعبة الدولية."

كلمات دليلية :