استمرار التأمر على سورية من خلال تهريب السلاح

استمرار التأمر على سورية من خلال تهريب السلاح
الثلاثاء ٣١ يناير ٢٠١٢ - ١٢:٣٣ بتوقيت غرينتش

تهريب الأسلحة إلى سورية عبر الحدود لم يعد الإعلان عنه سرا أو سبقا صحفيا كما كان سابقا بل أصبح حقيقة تبرزها صور ومشاهد وتقارير تبث علنا في الفضائيات السورية والعربية والغربية على حد سواء .

تجارة وتجار ثروتهم تربوا بسفك الدماء، هم تجار السلاح في تجارة الموت المفتوح، على هذه الجغرافيا المتقاربة والمتشابكة، وبين تعقيدات الحدود يتحول ليل هذه المناطق إلى معبر الخلسة باتجاه واحد، لبنان سوريا. خط السلاح من البنادق إلى القواذف إلى القنابل، وخط العودة يحمل وجوه تجار السلاح، تيارات سياسية في لبنان تورد السلاح إلى سوريا، تجاهر بتوريد تعاليم واشنطن في مافيا دعم الثورة في سوريا، لكنها تنظيمات يقودها وجوه تطل على شاشات زرقاء باسم السياسة والنواب. منطقة وادي خالد المشرفة أو الطالة أو اللصيقة بأرض سوريا باتت أرضاً متقدمة للضرب على الخاصرة السورية.

البحر أيضاً تم استغلاله لتنفيذ عمليات تهريب السلاح إلى سوريا حيث ضبط خفر السواحل السوري عدة محاولات لإدخال السلاح عبر الساحل وقد كان التركيز هنا يقوم على ضخ الأسلحة إلى محافظتي طرطوس واللاذقية لضرب الأمن فيهما، كذلك الحال مع الحدود الأردنية السورية والتي شهدت فيها مدينة الرمثى الأردنية حراكاً ملحوظاً من ناحية إدخال السلاح إلى سوريا، إذا اعترفت الحكومة الأردنية بحصول عمليات تهريب للسلاح من الأردن إلى سوريا، الحدود الواسعة لسوريا مع تركيا كانت من جانبها معبراً تم استغلاله لتهريب السلاح إلى سوريا، وقد ضبط الجيش السوري كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر تركية الصنع كانت بحوزة إرهابيين لاستخدامها في عملياتهم الإجرامية ضد المدنيين والعسكريين.

هذا ما يقوله الإعلام السوري الرسمي عن تهريب السلاح إلى سورية عبر الحدود فماذا عن الإعلام الأجنبي والعربي الذي يجهد هذه الأيام في كشف المستور بعد سماح الحكومة السورية له بالدخول إلى المناطق السورية التي تشهد الأحداث .

الحدود السورية مع لبنان، هؤلاء الرجال يحاولون تهريب السلاح إلى الداخل، الأرض هنا مزروعة بالألغام تجوبها دوريات الجيش السوري، وقبل ساعة واحدة تم القبض على رجل يحاول تهريب السلاح، كل رجل من هؤلاء يحمل اثنتين أو ثلاثة بنادق كلاشنكوف للمقاتلين في الداخل، مرشدونا ليسوا مهربي أسلحة ولكنهم مؤيدون للثورة.

قمنا بقطع الطرقات في حواجز ترابية وحجارية على الحواجز ووضعنا حرص، كمان في نقطة أن كنا نعطي للحراس قيمة مالية 3000 ليرة سورية حتى يحرسوا أطراف أنفل، والذين دخلوا معنا على نقطة عسكرية أعطيناهم 4000 ليرة، الأسلحة كانت تأتي عن طريق لبنان، يبعث عبد القادر عدرا على الحدود يأتي بها لأبو علي بياثي، وكنا ننقلها بسيارة هونداي من الحدود نضعها في المستودع..

ليست المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن مجموعات تهرب السلاح من لبنان إلى سوريا لكن اللافت في عملية التهريب التي أحبطها الجيش مطلع الأسبوع الحالي هو طبيعة الأسلحة المهربة، أسلحة رشاشة قذائف صاروخية أر بي جي، وقذائف إنارجا المعروفة بشدة تشظيها لإيذاء أكبر عدد ممكن من الأفراد الموجودين ضمن مجموعات. في ظروف توقيف الشبكة فإن صحيفة الأخبار أشارة إلى أن استخبارات الجيش وعلى خلفية معلومات لديها عن دخول سوريين إلى لبنان بغية شراء السلاح، وبعد عملية رصدٍ ومراقبة تمكنت من توقيف المشتبه بهم أثناء عملية التسلم والسليم في موقع قريب من جسر الكولا.

صحيفة "تايمز" البريطانية كشفت أيضا عما سمته تنامي سوق السلاح السوداء في لبنان وسجلت زيادة متسارعة في تهريب الأسلحة إلى سورية .

أشارت صحيفة التايمز إلى أن هذه الأسلحة "تستخدمها المجموعات المسلحة في عمليات داخل المدن السورية ومنها استهداف قوى الأمن وحفظ النظام.

وقالت في تقرير لمراسلها من بيروت إن "الممر الرئيس لتهريب السلاح إلى سورية هو شمال لبنان القريب من حمص وإن سوق الأسلحة في لبنان باتت تتسارع لتلبية الطلب المتصاعد على السلاح والذخيرة رغم ارتفاع الأسعار المضطرد"، مشيرة إلى أن "معظم الأسلحة التي تباع في تلك السوق هي بنادق ومسدسات آلية وذخيرة مع قفزة كبيرة في بيع قاذفات آر بي جي حيث تم تسجيل طلبات متزايدة عليها وعلى القنابل اليدوية والذخيرة".

 ونقلت الصحيفة البريطانية عن أحد تجار السلاح اللبنانيين ويدعى أبو رضا قوله إن "أسعار الأسلحة المختلفة أصبحت جنونية وكلها تذهب إلى سورية"، لافتة إلى أن "سوق السلاح السوداء في لبنان تسجل أرباحاً قياسية بسبب الأحداث هناك"، ورأت أن الحدود السورية مع الدول المجاورة "قابلة للاختراق من جانب المسلحين ومهربي السلاح على الرغم من الإجراءات التي اتخذتها السلطات السورية بعد الأحداث لضبط الحدود" معتبرة أن "تهريب الأسلحة بات يتم على قدم وساق وبشكل واضح".

كلمات دليلية :