وذكرت افتتاحية الـ "غارديان"، التي جاءت بعنوان "السعودية والربيع العربي: الملكية المطلقة تمسك بزمام الأمور"، أن للعودة المفاجئة للرئيس اليمني علي عبد الله صالح إلى بلاده من رحلة علاجية طويلة في السعودية، ولمقتل أنور العولقي في عملية أميركية دقيقة في اليمن انعكاسات كبيرة على "الربيع العربي"، وتحديدا على السعودية.
وترى الغارديان: "إن السعوديين يقودون النظم الملكية الأخرى في المنطقة في الهجوم المضاد للتغيير السياسي. فقد دعموا الديكتاتورين في كل من تونس ومصر حتى الدقيقة الأخيرة، وقدموا مبلغ 1.4 مليار دولار أميركي كمساعدة للأردنيين، ووافقوا على ضم الأردن والمغرب إلى مجلس تعاون الخليج الفارسي".
واضافت: "ومع دول الخليج الفارسي العربية الأخرى، أرسلت السعودية قواتها إلى البحرين لقمع حركة الاحتجاجات...".
وتمضي الافتتاحية إلى الافتراض بأن السعودية ستكون إحدى البلدان العربية التي ستتأثر بلا شك بما شهدته وتشهده جارتها الجنوبية اليمن من أحداث، ومنها عودة صالح ومقتل العولقي.
وتضيف: "من الحماقة أن نتخيل أنها (السعودية) يمكنها أن تحصن نفسها ضد التغيير السياسي الذي أطاح بثلاثة ديكتاتوريين، ولكن هذا ما تحاول هي حقيقة فعله".
وتتابع الصحيفة قائلة: "لقد قام الملك عبد الله (بن عبد العزيز)، البالغ من العمر 87 عاما، بخطوتين هذا الأسبوع لتقديمه وجها أكثر ليبرالية (تحررا): فقد أبطل حكما بجلد امرأة 10 جلدات لقيادتها السيارة، وأصدر أمرا ملكيا يقضي بالسماح للمرأة بالمشاركة بانتخابات المجالس (الشورى والبلدية) في عام 2015".
إلا أن الصحيفة ترى أن أيا من القرارين المذكورين لن يترك من أثر أكثر من كونهما "تموُّجات على السطح"، لطالما كانت نصف مقاعد مجلس الشورى فقط تشغل عن طريق الانتخابات، وأن لا سلطة حقيقة لمجلس الشورى وللمجالس البلدية في المملكة، إذ أن "كافة المناصب الهامة في المناطق يشغلها أفراد من الأسرة المالكة".?