وقال الرئيس احمدي نجاد في حوار اجرته معه قناة ان بي سي التلفزيونية الاميركية، ان الشعب الايراني محب للبشرية جمعاء وهنالك اليوم اقليات مسيحية ويهودية تعيش بمنتهي الامن والهدوء في ايران ولنوابهم في مجلس الشورى صلاحيات مساوية لسائر النواب.
واضاف، ان الشعب الايراني معارض لفئة (الصهاينة) سياسية محتلة وداعية للحرب وارهابية، فئة تشن الحرب وتقوم بالعدوان والاغتيال، وان ممارساتها المعادية اللاانسانية هي بشكل بحيث تثير احتجاج حتى افرادهم الذين يعيشون في الاراضي المحتلة.
وحول الاميركيين الاثنين المعتقلين في ايران قال، ان هذين الشخصين دخلا الاراضي الايرانية بصورة غير قانونية وهنالك في جميع دول العالم قوانين صارمة لمثل هذه الامور ولكن مع ذلك وفي اجراء انساني وبطبيعة الحال من جانب واحد اقدمت ايران على الافراج عن واحدة من الثلاثة ونسعى للافراج عن الاثنين المتبقيين في الايام القادمة.
وقال ان هنالك الان نحو 3،5 مليون سجين في اميركا ولا يهتم احد بهم فكل هؤلاء بشر ولا ينبغي استثناء احد متسائلا هل تعلمون كم عدد الايرانيين في السجون الاميركية بصورة ظالمة ؟
واضاف الرئيس الايراني، بطبيعة الحال يعلم الجميع بان المشكلة ليست السجن او الافراج عن شخصين، بل المشكلة الاساسية تكمن في نوع النظرة التمييزية لدى مسؤولي الادارة الاميركية، حيث ينبغي ان تتغير هذه النظرة.
وفيما يتعلق بحادثة 11 سبتمبر/ايلول اوضح احمدي نجاد بان لدى الشعوب تساؤلات وهي لم تقتنع بالتقارير المقدمة من قبل السلطات الاميركية، واكد ضرورة تشكيل فريق لتقصي الحقائق لدراسة ابعاد هذه القضية وقال، ماذا يوجد في الصندوق الاسود لحادثة 11 سبتمبر لم يتم الكشف عنه وتشعر الادارة الاميركية منه بالقلق ولا تريد تبيانه؟.
واشار الى ان استطلاعات الراي في اميركا تشير الى ان اكثر من 80 بالمائة من الشعب الاميركي غير مقتنعين بما قالته الادارة الاميركية حول حادث 11 سبتمبر واضاف، ان حادثة 11 سبمتر كانت حادثة كبري قتل خلالها 3 الاف شخص وبسببها جرى احتلال دولتين وقتل اكثر من مليون شخص. الا ينبغي دراسة اسباب وعوامل حادثة بهذا الحجم وان يتضح السبب الاساس فيها لشعوب العالم؟.
واشار الى نفقات التواجد الاميركي في العراق وافغانستان البالغة الف مليار دولار وقال، ان هذا المبلغ متعلق بالشعب الاميركي وينبغي توظيفه لرفاهيته، وهذا مطلب لملايين الافراد ولا ينبغي اعتباره من التصريحات المثيرة للضجيج.
وقال الرئيس الايراني ، ان مقترح ايران لاصلاح السياسات الاميركية الخاطئة على الصعيد الدولي هو في مصلحة الشعب الاميركي وان كلامنا هو انه لا ينبغي ان يقتل الشباب الاميركي وان لا يقتلوا شعوب المنطقة ايضا.
واوضح بانه لو تم تشكيل فريق لتقصي الحقائق فان ذلك يصب في مصلحة الجميع ولاسيما حكومة اوباما ذلك لانه جاء الى سدة الحكم بشعار تغيير سياسات الادارة السابقة، فاقتراح ايران بناء واصلاحي ويخدم مصلحة الادارة الاميركية اكثر من غيرها.
وحول رسالة الشعب الايراني لشعوب العالم قال، ان رسالة الشعب الايراني هي السلام والعدالة واصلاح الادارة العالمية، وله مقترحات مفيدة وبناءة لاصلاح الوضع السائد في العالم وحل مشاكل البشرية وتعزيز المحبة والمودة بين الشعوب.
واضاف، ان العالم يواجه مشاكل اقتصادية وسياسية وامنية واجتماعية كثيرة، وان جميع الشعوب تقريبا غير راضية عن الوضع الموجود، حيث هنالك ضرورة لمعرفة جذور هذا الامر والتفكير بحلول لمعالجتها.
وقال احمدي نجاد في الرد على سؤال حول بعض التقارير المغرضة التي تدعي سعي ايران لامتلاك السلاح النووي، ان مثل هذه المزاعم هي قضية بالية ومكررة وهي ذات مزاعم الادارة الاميركية التي تتابعها منذ اعوام وليست قضية جديدة للشعب الايراني.
واضاف، ان الشعب الايراني يعارض السلاح النووي مبدئيا لان معتقداتنا ترفضها تماما، كما اننا لا نعتبر مثل هذا السلاح مفيدا ونرى بان عهد السلاح النووي قد وصل الى نهايته كما وصل عهد العبودية الى نهايته.
واضاف، ان القنبلة النووية لم تحل دون تفكك الاتحاد السوفيتي كما لم تؤد الى انتصار اميركا في العراق وافغانستان، والكيان الاسرائيلي في حربي لبنان وغزة.
واكد بالقول، ان الشعب الايراني لو اراد صنع القنبلة النووية فان لديه الشجاعة الكافية ليعلن عن ذلك ولا يخشى احدا ولكن عندما يؤكد بانه لا يصنع القنبلة النووية فانه لا يسعى وراءها بالتاكيد.
واعرب عن اسفه لان الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تبق بممارستها اي مصداقية لها وقال، ان الوكالة الدولية تاسست لازالة القنابل النووية من العالم لكنها تحولت الي عقبة كبرى امام الاستخدام السلمي للطاقة النووية واصبحت اداة بيد الذين يمتلكون القنبلة النووية.
وحول تقرير جاء في صحيفة نيويورك تايمز بان ايران نقلت منتجاتها النووية الى تحت الارض قال، ان مجمع نطنز منشا منذ البداية تحت الارض وان كاميرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية تراقب جميع انشطتها، وفي العادة فان المنشات النووية تبنى تحت الارض رعاية لقضايا السلامة والامان وهو الامر الجاري في العالم كله.
وفيما اذا كانت ايران تشعر بالقلق حول برنامجها النووي اذا تعرضت لهجوم من قبل بعض الدول قال الرئيس احمدي نجاد، هنالك البعض يحلم بمثل هذا الامر لكن الشعب الايراني لا يشعر باي قلق.
وبشان بعض التقارير التي اشارت الى ان ايران تنتج وقودا يفوق حاجتها قال، لا حاجة لنا بفائض عن الانتاج، علما باننا لازلنا بعيدين عن حاجتنا الحقيقية.
وبشان اغتيال علماء نوويين ايرانيين اوضح الرئيس الايراني بان الاجهزة الامنية الايرانية تمتلك وثائق تثبت بان الكيان الاسرائيلي وراء اغتيال العلماء النوويين الايرانيين واضاف، من المؤسف بطبيعة الحال ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية وخلافا لقانونها والتزاماتها اعلنت اسماء العلماء النوويين الايرانيين، لذا فان الشعب الايراني يعتبرهم مسؤولين في هذه الاغتيالات.
واكد بان الشعوب لا مشكلة لها مع البرنامج النووي الايراني واضاف، ان اكثر من 118 دولة اعضاء في حركة عدم الانحياز وعدة مجموعات دولية اخرى تدعم البرنامج النووي الايراني فلذا فانه ليس للعالم تساؤلات حول هذا البرنامج بل هنالك فقط عدد من الساسة الغربيين الذين يعادون ايران منذ اكثر من 30 عاما.
واشار الى التعامل الانتقائي للوكالة الدولية للطاقة الذرية مع ايران بالمقارنة مع سائر الدول واضاف، اننا اجبنا على 6 اسئلة مطروحة من قبل الوكالة الدولية قبل الموعد المحدد، وحتى ان ايران قامت بتنفيذ البروتوكول الاضافي طوعيا لمدة عامين ونصف العام وعلقت جميع انشطتها وتعاونت الى اقصى حد مع الوكالة ولكن بالمقابل ليس لم تلتزم الوكالة بتعهداتها فقط بل قامت بتصعيد الضغوط ايضا.
واكد بان الضغوطات والعقوبات الغربية لن تؤثر على ايران بل تزيدها عزما وتصميما وقوة واضاف، نامل بان لا يقوموا بمثل هذا الاجراء (تشديد العقوبات) ضد ايران لان استخدام مثل هذه الاساليب لن يفيدهم، فايران دولة كبيرة ذات ثروات ومصادر هائلة وان الصداقة مع ايران تصب في مصلحتهم.
وحول العلاقات بين ايران واميركا قال احمدي نجاد، ان المسؤولين الاميركيين ورغم التعهد الذي قدموه عملوا على مدى الاعوام الـ 32 الماضية ضد ايران، فالمادة الاولى من اتفاقية الجزائر تلزم الحكومة الاميركية بان لا تشارك في اي اجراء ضد الشعب الايراني وهذه الاتفاقية ابرمت بعد حادثة وكر التجسس (سيطرة الطلبة الجامعيين السائرين على نهج الامام على السفارة الاميركية السابقة في طهران) الا ان الحكومة الاميركية دعمت صدام في حربه ضد ايران وفرضت العقوبات خلال كل هذه الفترة ضد الشعب الايراني وكانت رافعة للواء القيام باجراءات ضد ايران على الدوام.
وفيما يتعلق بتطورات المنطقة قال، ان ايران داعمة لجميع الشعوب وتعتبر العدالة والحرية والكرامة حقا للشعوب وبطبيعة الحال نعتقد بان الديمقراطية لا تحصل بواسطة قوات الناتو وليس بامكان الناتو ان يجلب الديمقراطية للشعوب، فالناتو هو للقتل والهيمنة على الشعوب.
واضاف، اننا نرى بانه على الشعوب والحكومات حل قضاياها ومشاكلها بالتفاهم والتعاطف وفي اجواء انسانية، ولا حق لاي دولة بالتدخل في شؤون سائر الدول.
?