العالم – الخبر وإعرابه
-المعروف ان الميناء البحري الذي شيده الجيش الأمريكي بالقرب من شواطئ غزة، تم تفكيكه ونقله الى ميناء "أشدود"، بذريعة وجود الرياح العاتية والأمواج العالية التي تتسبب في ظروف غير آمنة للجنود العاملين على الرصيف، وفقا لبيان وزارة الدفاع الامريكية.
-من السذاجة القول ان "دوافع انسانية" تقف وراء بناء امريكا لميناء على سواحل قطاع غزة، بكلفة 320 مليون دولارا، لتوصيل المساعدات الانسانية لاهالي غزة الجياع، بينما كان يمكن تخصيص هذا المبلغ لارسال الغذاء والمساعدات لغزة وعبر معابر مع دول الجوار.
-كما ان الحل الناجع لمأساة اهالي غزة، يكمن في وقف الابادة الجماعية التي يتعرضون لها، وهي ابادة تُنفذ بسلاح امريكي، وبدعم امريكي، وبغطاء سياسي امريكي.
-صحيح ان الرئيس الامريكي جو بايدن هو اول من اشار الى تشييد ميناء عائم امام غزة لتوصيل المساعدات الانسانية الى اهالي غزة، رغم انه لا حاجة نهائيا الى مثل هذا الميناء، فبايدن يملك سلطة مطلقة على الكيان الاسرائيلي، ويمكنه باتصال هاتفي قصير ان يأمر نتنياهو بفتح جميع المعابر المغلقة، الا ان فكرة الميناء هي فكرة نتنياهو بالاساس، تلقفها بايدن في هذا الظرف الحساس لتحقيق عدة اهداف.
-بايدن ونتنياهو، يتعاملان مع الميناء على انه بديل عن الأونروا، التي يُذكر تواجدها، العالم بقضية الشعب الفلسطيني، وحقوق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة الى ارضهم وبلدهم، وحذف الانروا يعني حذف قضية اللاجئين من بعدها، الحقوقي والقانوني والانساني.
-ثانيا، تمهيد الارضية لتهجير اهالي غزة، عبر الميناء، الى خارج القطاع، لاسيما ان الميناء تم ربطه بميناء لارنكا في قبرص، وليس بأي دولة عربية.
-ثالثا، شرعنة التواجد الامريكي والاسرائيلي في قطاع غزة، تحت ذريعة ادارة الميناء، وبالتالي فرض واقع امني جديد في القطاع، وانهاء السيادة الفلسطينية، وبالتالي تمهيد الارضية لاعادة بناء المستوطنات الاسرائيلية في القطاع.
-رابعا، بناء الميناء يمنح امريكا والكيان فرصة ذهبية لنهب ثروات غزة الطبيعية التي تقدر بمليارات الدولارات، حيث تبلغ احتياطيات النفط والغاز في الأراضي الفلسطينية بنحو 1.5 مليار برميل من النفط الخام، و1.4 تريليون قدم مكعب من الغاز، وفقا لما جاء في تقرير لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية.
-اخيرا، قد تكون حسابات الحقل الامريكي الاسرائيلي، "دقيقة"، من وجهة نظر بايدن ونتنياهو، الا ان هذه "الدقة" لا تنطبق على حساب بيدر غزة، فهناك ارقام عادة ما يستصغرها الطغاة والجبابرة، مثل الايمان والارادة والشهادة والتضحية والتمسك بالارض والدفاع عن العرض والمقدسات، واستصغار هذه الارقام، هي التي كانت وراء هزيمة امريكا والكيان الاسرائيلي، في اكثر من مكان في العالم، وفي اكثر من منازلة مع الشعوب وفصائل المقاومة، وهذه الارقام، تضخمت وبشكل كبير، بعد "طوفان الاقصى" وبشكل اذهل العالم، وهي التي ستأخذ، مع عواصف البحر المتوسط، ميناء بايدن-نتنياهو، ومخططاتهما الفاشلة، وتنسفها نسفا.
* العالم