العالم – الخبر وإعرابه
-اللافت ان هناك تباينا صارخا، بين ما جاء في البيان الامريكي، الذي تحدث عن ضرب "مراكز قيادة وتحكم ومنشآت لتخزين صواريخ وقذائف وطائرات مسيرة وكذلك منشآت لوجستية وسلاسل إمداد ذخيرة"، وبين ما حدث على الارض.
-طائرات اف 15، واف 16، وقاذفات بي 1 الاستراتيجية، التي استخدمتها امريكا في قصفها الذي استمر على مدى 40 دقيقة، ادت الى استشهاد عدد من المدنيين والجنود وإصابة آخرين وإلحاق أضرار كبيرة بالممتلكات العامة والخاصة، لاسيما في الجانب السوري.
-الاضرار الجسمية التي لحقت بالممتلكات العامة والخاصة في شرق سوريا جراء الغارات الامريكية، كانت مقصودة، وهدفها ايجاد حالة من الاستياء بين المدنيين، الذين استهدفت الغارات افران الخبز ومحطات تعبئة البنزين والمخازن في مناطقهم، من تواجد قوات فصائل المقاومة في مناطقهم، وهو التواجد الذي احبط المخطط الامريكي، لتمزيق سوريا.
-اللافت اكثر، ان جميع المسؤولين الامريكيين، بدءا من بايدن ومرورا بأوستن، وانتهاء بكيربي، اكدوا في تصريحاتهم انهم، استهدفوا "القوات الايرانية" في سوريا والعراق، وكذلك فصائل المقاومة الاسلامية، بينما اتفقت جميع التقارير التي رصدت نتائج الغار ات الامريكية، على عدم وجود اي شهيد ايراني او لبناني او عراقي، بين شهداء العدوان الامريكي في سوريا، بفضل الاجراءات التي اتخذتها فصائل المقاومة هناك، مثل تخلية بعض المقار، او تغيير مواقعها.
-ان استشهاد عدد من مقاتلي الحشد الشعبي على الحدود مع سوريا، وكذلك استشهاد قوات سورية على الجانب الاخر من الحدود، يكشف عن وجود قرار امريكي على ابعاد القوات المسلحة السورية والحشد الشعبي العراقي على جانبي الحدود، لايجاد منطقة آمنة لـ"داعش" واحياء خلاياها، وهذه الحقيقة تكشفت وبسرعة كبيرة، بعد ان قامت خلايا "داعش"، بالتزامن مع القصف الامريكي، بالاعتداء على نقاط للحشد الشعبي في الانبار.
-ما حذرت منه إيران، امريكا مرارا، من ان استمرار دعمها للمجازر التي ينفذها الكيان الاسرائيلي في غزة، عبر افشال كل محاولات مجلس الامن لوقف هذه المجازر، وعبر مواصلتها مد هذا الكيان بآلاف الأطنان من الأسلحة والذخائر عبر جسر جوي، سيؤدي إلى اتساع نطاق الحرب إقليميا، قد وقع، بعد ان دخلت امريكا بكل ثقلها العسكري، وبشكل علني ومباشر، الى جانب "اسرائيل".
-الخطأ الذي كثيرا ما تقع فيه امريكا، ولا تكف عن تكراره، هو انها تعتقد ان بامكان القصف والغارات، التي تنفذها من اعالي البحار ومن ارتفاعات شاهقة، ان يغير المعادلة الميدانية على الارض، فهذا الخطأ وقعت فيه في اكثر مكان بالعالم، ودفعت اثمانا باهظة بسببه. فهي لم تستطع ان تبقى في العراق مع وجود 160 الف جندي امريكي، وخرجت منه ذليلة، رغم سيطرتها الجوية الكاملة على العراق، واليوم حيث لا يوجد الا بضعة الاف جندي امريكي في العراق وسوريا، فلن ينفع امريكا غاراتها الجبانة في تغيير الاوضاع ميدانيا، وان هذه الغارات لن تغير من طبيعة المصير الذي ينتظر قواتها في العراق وسوريا، وهو الطرد وبذلة.