العالم – خاص بالعالم
وفي حوار إعلامي خاص قال الشيخ نعيم قاسم: عندما سمعنا صباحا بعملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول فوجئنا من هذا العمل الكبير والعظيم والذي يعبر عن مقاومة شريفة ومؤثرة، خاصة أن الإخوة في حماس ومعهم الفصائل الفلسطينية الأخرى قد تمكنوا من السيطرة على عشرات المستوطنات، وكأنه لا يوجد لا ثكنات ولا مقاتلين ولا عسكر إسرائيليين.
وأضاف: هذا يدل على الشجاعة والجرأة والحق، وهذا أيضا حفر عميقاً عند الإسرائيليين ورأوا بأم العين كيف أن اصحاب القضية الفلسطينية أصحاب الارض لا يمكن إلا أن يكونوا في الموقع الشجاع والمؤثر، ونحن اعتبرنا أننا أمام عملية كبيرة جداً ستؤثر على مسار القضية الفلسطينية.
ووصف الشيخ نعيم قاسم عملية طوفان الأقصى بالعملية الاستثنائية التي لم يحصل مثلها منذ نشأة الكيان الإسرائيلي في فلسطين سنة 1948، مضيفا: نحن نعتقد أنها ستكون فاصلة للمستقبل، هي بدأت تزرع الخطوة الأساسية لتدهور ولسقوط الكيان، لأنها كشفت بأن الأمن الإسرائيلي ضعيف جدا والجيش الإسرائيلي ضعيف جدا والسياسيون ومستشرفو المستقبل لا يعرفون شيئا.. فإذا نحن أمام كيان مصطنع يبين في الظاهر أن لديه قوة لكن في الحقيقة هناك ضعف كبير في كل شيء لديه، ليس فقط في مشروعه العدواني الاحتلالي بل أيضا في أدائه وفي جيشه وأمنه وسياسييه، وهذه نقطة مهمة للمستقبل.
وبشأن انخراط حزب الله في عملياات طوفان الأقصى أكد نائب أمين عام حزب الله: بالنسبة إلينا فنحن نعتبر أن ما جرى بقدر كبير من السرية وأمر ضروري لنجاح هذه العملية، ولا يهمنا أن نعرف فيها قبل أو نعرف فيها بعد.. لأن خصوصيات كل مقاومة في كل مكان يجب أن تبقى محفوظة من أجل نجاح العمل، وبالفعل العمل نجح بشكل كبير.
وأضاف: إذاً نحن بعد طوفان الأقصى أمام مرحلة أخرى، هل في هذه المرحلة سنتعاون أو أننا سنناقش ما جرى؟ يجب أن نتعاون، لأن ما جرى كان عظيما وهو جزء من أهدافنا في أن ننتصر على إسرائيل، فإذا انتصر أي فرع وأي جهة في المحور هذا يعني أن كل المحور انتصر، إذا ما الذي سنفعله في اليوم التالي؟ بدأنا نناقش معاً ما الذي سنفعله في اليوم التالي، ونشأ هذا التعاون والتدخل لحزب الله لنصرة الأقصى على طريق فلسطين.
وشدد على أن مشاركة حزب الله في هذه المعركة كانت جزءاً لا يتجزأ من عملية المقاومة والدفاع في مرحلتها الثانية، مبيناً: لأن المرحلة الأولى قد انتهت بهذا الإنجاز العظيم.. ونحن الآن أمام مرحلة ثانية إسمها صد العدوان الإسرائيلي على المدنيين والمباني والمستشفيات، وهذه مرحلة تتطلب تظافر جهود كي نضع حداً لهذا الكيان الإسرائيلي.
وقال الشيخ نعيم قاسم: عندما تبرز عملية طوفان الأقصى هذا الضعف الكبير.. هذا يعني أن نظرية أوهن من بيت العنكبوت نظرية صحيحة، وهذا يعني أن هذا الكيان لو لم يأتي كل العالم ليقف إلى جانبه من أميركا إلى أوروبا إلى بعض المستكبرين لما كان بإمكانه أن يستمر ولربما سقط خلال أيام أو أشهر، فإذاً هو يعيش على الدعم الخارجي ولا يملك بنية ذاتية قادرة على الاستمرار، هذه نقطة مهمة جداً لأول مرة تكشف بالصوت والصورة، وتكون هناك كدليل حسي بأن هذا الكيان قابل للزوال، وهذا الكيان لديه عوامل ضعف كثيرة، هذا ما كشفته عملية طوفان الأقصى، وأنا أعتقد أننا أمام المزيد في المستقبل إن شاء الله على طريق التحرير الكامل.
ولفت نائب الأمين العام لحزب الله أن: من يراقب خلال 75 سنة يرى أنه ابتداء من انتصار الثورة الإسلامية في إيران بدأت القضية الفلسطينية تأخذ منعطفا جديدا عندما أيدها الإمام الخميني قدس الله روحه الشريفة وأعلن أن سفارة إسرائيل أصبحت سفارة فلسطين وأنشا قوة القدس وما كان يسمى جيش العشرين مليون من أجل تحرير القدس وأصبحت هناك إجراءات عملية في داخل إيران من أجل دعم حركات التحرر ودعم المقاومة في فلسطين ولبنان.
وأشار إلى أن: هذه الأمور بدأت منذ نجاح وانتصار الإمام الخميني قدس الله روحه الشريفة، وتابع الإمام الخامنئي دام ظله الخط واستطاع أيضا أن يقدم الدعم اللامتناهي.
وقال الشيخ نعيم قاسم: نحن نعلم من خلال تجربتنا مع الشهيد قاسم سليماني كيف كان منذ سنة 1998 عندما تسلم قوة القدس كيف كان يعطي الدعم بلا حساب، وكانت التدريبات تحصل للمقاومين اللبنانيين والفلسطينيين بشكل واسع جداً، وكيف كانت التجهيزات تتدفق والخبرات العملية أيضا تعطى.
وأكد قائلاً: حقيقة نستطيع أن نقول إن الشهيد قاسم سليماني أوجد محور المقاومة على المستوى العملي والميداني، لأنه رعى المقاومة في لبنان وفي فلسطين ورعاها أيضا في العراق وفي اليمن وفي سوريا وفي كل مكان إستطاع أن يقدم فيه شيئا، فإذا الشهيد قاسم سليماني كان له اليد الطولى، خاصة أن الفلسطينيين لم يبق معهم أحد في العالم يعطيهم الدعم العسكري، فالجهة الوحيدة التي كانت تقدم الدعم العسكري المفتوح هي الجمهورية الإسلامية المباركة عبر الحاج قاسم سليماني.
وشدد على أنه و:بسبب اهتمام حزب الله بعملية الدعم لفلسطين وإيمان حزب الله -كما تؤمن الجمهورية الإسلامية- بوجوب تحرير فلسطين من البحر إلى النهر كان للحاج عماد مغنية رضوان الله تعالى عليه الدور المركزي في التنسيق الذي كان بين لبنان وفلسطين وأيضا في إطار المحور مع الحاج قاسم سليماني.
وأكد أن هذا جعل القوة الفلسطينية تصل إلى هذا المستوى الكبير سواء بدعم السلاح أو التصنيع أو الإمكانات المالية أو التدريب أو التبادل الخبرات المعلوماتية، وقال: هذا يعني أن هناك منظومة متكاملة من الدعم الذي وفرته إيران ووفره حزب الله في العلاقة مع الفلسطينيين، وكان للشهيد قاسم سليماني والشهيد عماد مغنية الأثر الكبير في هذا الدعم.
للمزيد إليكم الفيديو المرفق..