العالم _ کشکول
لن ينسى التاريخ قسوة الظالمين على الأمة السورية، الذین حاولوا تدمير أحد العناصر المهمة لمحور المقاومة. حشد هؤلاء الطغاة الارهابیین في جميع أنحاء العالم وجلبوهم إلى سوريا وتسببوا في تدمير جزء كبير من هذا البلد.
في غضون ذلك، قامت أمريكا وبعض الدول الأوروبية بدور قيادة الإرهابيين وتجهيزهم بأخطر الأسلحة الفتاکة. تركيا ، كجار لسوريا ، لم تحترم حق الجوار بل شهرت سلاحها في وجه سوريا. أصبح هذا البلد البوابة الرئيسية للإرهابيين لدخول سوريا بل علاوة على ذلك، احتلت تركيا أجزاء منها.
استولى الإرهابيون التكفيريون على المدن السورية الواحدة تلو الأخرى وقتلوا المدنیین الابریاء. لكن التاريخ أظهر واثبت وفقًا للسنة الإلهية أن الحق یعلو ولایعلی علیه « وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ».
والآن نشاهد بعد 11 عاماً، استسلمت تركيا وقبلها واشنطن واوروبا لواقع الامر لأن تركيا لا تفعل أي شيء دون التنسيق معهم، بحیث أعلنت مصادر رسمية تركية عن عقد لقاء بين وزير الدفاع ورئيس جهاز المخابرات التركيين مع نظيريهما السوريين في العاصمة الروسية موسكو.
هذا على الرغم من حقيقة أن الحكومة السورية لم تظهر رغبة في التفاوض، لكن الحكومة التركية هي التي دعت مرارًا إلى إجراء مفاوضات لإنهاء الخلافات والدلیل علی هذا كشف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يوم 15 ديسمبر الجاري، أنه اقترح على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عقد اجتماع ثلاثي، يجمعهما بالرئيس السوري بشار الأسد، داعيا في الوقت نفسه إلى عقد لقاء لوزراء دفاع وخارجية الدول الثلاث قبل القمة المرتقبة.
وكان المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول أفريقيا، نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف، صرح في 16 ديسمبر كانون الأول الجاري، بأن موسكو تتعامل بإيجابية كبيرة مع فكرة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لعقد لقاء ثلاثی بین تركيا وسوريا وروسيا.
علی خط آخر، اعلنت الدفاع السورية في بيان: "جرى لقاء جمع وزير الدفاع السوري واللواء مدير إدارة المخابرات العامة السورية، مع نظرائهم وزير الدفاع التركي ورئيس جهاز المخابرات التركية في العاصمة الروسية موسكو برعایة روسية، وبحث الجانبان ملفات عديدة وكان اللقاء إيجابيا".
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، عقد جلسة مباحثات ثلاثية بين وزراء دفاع سوريا وتركيا وروسيا، في موسكو ایضا، ناقشوا خلالها سبل حل الأزمة السورية، والجهود المشتركة لمكافحة الارهاب.
وقالت الدفاع الروسية في بيان إن "أطرف الحوار أشاروا إلى الطبيعة البناءة للحوار الذي جرى بهذا الشكل، وضرورة مواصلته لدعم استقرار الأوضاع في الجمهورية العربية السورية والمنطقة ككل".
علينا أن ننتظر ونرى أي دولة أخرى بعد تركيا ستستسلم لواقع الامر وتقبل باحقیة المقاومة فی مقارعة الارهاب.