العالم – كشكول
فقد سقط المئات من قوات الامن والشرطة الايرانية، بين شهيد وجريح على يد مثيري الشغب، وقد سجلت الكاميرات اغلب تلك الجرائم بالصوت والصورة، وكيف كان مثيرو الشغب يطاردون رجال الامن غير المسلحين، ويمزقون اجسادهم بالسكاكين، ويسحلونهم بالشوارع. كما احرقوا العديد من البنوك وسيارات الاسعاف، وارعبوا التجار والكسبة من اجل اغلاق محالهم، وقطعوا الطرقات، واشعلوا النيران في السيارات التي يرفض سائقوها الامتثال لاوامر مثيري الشغب، والاخطر من كل ذلك، رفعوا شعارات ضد الرموز الدينية والمقدسة للشعب الايراني، وشجعوا على تقسيم وتجزئة ايران.
رغم كل ذلك، تبنى الغرب وعلى راسه امريكا، اعمال الشغب هذه، وجند كل ما يملك من وسائل ضغط كالحظر والعقوبات، والحرب النفسية، وارسل الاسلحة عبر الحدود، وحرض الاقليات الطائفية والعرقية، وذلك بالتنسيق مع اكثر الانظمة العربية رجعية واستبدادا ، وعلى راسها النظام السعودي.
اللافت ان جرائم القتل التي ارتكبت ضد قوات الامن، وتخريب وحرق الممتلكات العامة، ورفع شعارات تدعو لاسقاط النظام، وإهانة المقدسات، واغلاق الاسوق بالقوة، واغلاق الشوارع، وضعها الغرب، وذيله النظام السعودي، في خانة "الكفاح في سبيل الحرية"!!، الذي يجب دعمه بشتى السبل، حتى عبر تهريب السلاح والارهابيين والانفصاليين و"الدواعش" الى داخل ايران.
في المقابل نصب الغرب وعلى راسه امريكا ، والانظمة العربية الرجعية وعلى راسها السعودية، سرادق العزاء لما يحدث في الاردن، بسبب "اعمال الشغب" التي يقوم بها "المخربون" و"الخارجون عن القانون"، الذين "تمولهم جهات خارجية"،. كما تمنى "نشطاء" في دول الخليج الفارسي للأردن السلامة، بالقول: "بردا وسلاما يا أردن".
واللافت انه لم يحتج اي بلد في العالم على دعوة السلطات الاردنية الى"الضرب بيد من حديد" على "الخارجين عن القانون" و"مثيري الشغب"، كما ان السلطات هددت بارسال الجيش الى بعض المدن، للتصدي لـ"اعمال الشغب" و"القضاء على مثيري الشغب"
في كل الاحداث التي شهدها الاردن سقط رجل امن واحد قتيلا، وهو الحدث الذي دفع الملك الاردني عبد الله الثاني للقول أنه “لن يهدأ لنا بال حتى ينال المجرم عقابه أمام العدالة على جريمته النكراء". اما مديرية الأمن العام في الاردن فأصدرت بيانا أكدت فيه أن "التحقيقات في حادثة استشهاد العقيد عبد الرزاق الدلابيح مستمرة، ولن تتوقف حتى القبض على الفاعل وتسليمه ليد العدالة لينال عقابه الرادع، ولن نتوانى عن حماية الارواح والاعراض والممتلكات".
لم نسمع من كل الامبراطوريات الاعلامية الغربية والعربية الرجعية والاسرائيلية، من يتهم السلطات الاردنية، بقمع "المنادين بالعدالة والحرية والكرامة"، او بانها هي التي تقف وراء قتل العقيد الدلابيح، من اجل اتهام "المتظاهرين العزل".
ان التعامل الغربي والعربي الرجعي مع احداث ايران والاردن، يعكس حجم نفاق الغرب والرجعية العربية، كما يكشف مدى حقدهم الاعمى ضد ايران والشعب الايراني، فهذا التعامل المنافق مع الحدثين، لن يمر من امامه الشعب الايراني مرور الكرم، بل سيتخذه درسا، من اجل توعية المغرر بهم من الشباب، الذين سقطوا في حبائل، الاخطبوط الاعلامي الغربي والرجعي العربي، ويكفي هذ النفاق درسا لهم، ليعرفوا الصديق من العدو.