العالم - سوريا
وفي حديثه خلال مؤتمر صحفي يوم الاربعاء في ختام أعمال اجتماع استانا في العاصمة الكازاخية، قال لافرنتييف: نولي اهتماماً كبيراً لمسار أستانا، حيث أجرينا أمس واليوم الكثير من المشاورات واللقاءات المفصلة مع الوفود من إيران وتركيا، ومن سوريا ومع "المعارضة السورية"، ومع الدول المشاركة بصفة مراقب والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون، ونشعر بارتياح لنتائج الاجتماع الدولي من أجل تنسيق جهودنا وجهود جميع الأطراف، وليس فقط الدول الضامنة (روسيا وإيران وتركيا)، مشيراً إلى أن الوضع في سوريا بشكل عام ما زال صعباً، فهناك عدد كبير من التنظيمات الإرهابية، ليس فقط في إدلب مثل (هيئة تحرير الشام)، بل هناك الكثير من الخلايا النائمة التي تقوم بهجمات إرهابية في مختلف الأراضي السورية.
وأضاف: تزامن الاجتماع في أستانا مع الغارات الجوية التركية على الأراضي السورية والعراقية، وذلك أثر بشكل كبير على سير محادثاتنا، وخلال استعراض الأوضاع في سوريا ركزنا على هذه المسألة ونعول على إجراء محادثات منفصلة مع الجانب التركي، للامتناع عن تنفيذ عمليات واسعة النطاق على الأراضي السورية، لأننا في هذه الحالة سنشهد تصعيداً كبيراً ليس في سوريا فقط بل في منطقة الشرق الأوسط ككل، ولا يمكن السماح بذلك، ونعول على أن تركيا ستسمع موقفنا وستجد خيارات أخرى وسنستمر بتقديم المساعدة في هذا الصدد.
وتابع: إن الضربات الجوية مؤسفة جدا، والعملية البرية التي تتحدث عنها تركيا ستؤدي إلى ضحايا أكبر بين المدنيين، لذلك يجب التخلي عن هذه التصرفات لأن القيام بمثل هذه العمليات يزيد التهديد الإرهابي على الأراضي السورية والتركية.. وعلى الجانب التركي أن يأخذ ذلك بعين الاعتبار ويتخذ إجراءات وحلولاً عقلانية.
وشدد لافرنتييف على أن موقف الولايات المتحدة مدمر، فهي تحتل أجزاء من الأراضي السورية، حيث تزود الميليشيات الانفصالية في شمال شرق سوريا بالأسلحة والمعدات العسكرية، وتشكل بؤرة في منطقة التنف لتدريب الإرهابيين الذين يقومون باعتداءات انطلاقاً من المنطقة، مؤكداً أن خروج قوات الاحتلال الأميركي سيساهم في عودة الأمن والاستقرار.
وأشار لافرنتييف إلى أن الغرب يحاول استغلال الأزمة في سوريا كإحدى القضايا في مواجهة روسيا التي تنطلق من حقيقة أنه على المجتمع الدولي العمل على توحيد وتنسيق الجهود المشتركة من أجل استقرار الوضع في سوريا.
وقال لافرنتييف: ناقشنا كثيراً من المسائل المتعلقة بالوضع الاجتماعي والاقتصادي، وأكدنا ضرورة رفع العقوبات المفروضة على سوريا، وقد زارت المقررة الخاصة للأمم المتحدة إلينا دوهان سوريا، وأعدت تقريراً حول الآثار السلبية للعقوبات، طالبت فيه برفعها لأنها تركت آثاراً مدمرة على مختلف القطاعات بما فيها الاجتماعية والاقتصادية، ويجب على المنظمة الدولية دراسة هذا التقرير واتخاذ قرارات مناسبة بهذا الصدد، مشيرا إلى ضرورة مساهمة المجتمع الدولي بشكل فعال ودون تسييس في عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم، وتنفيذ مشاريع الإنعاش المبكر لتحسين الوضع الاقتصادي في سوريا، ولافتاً إلى أن الغرب لا ينفذ التزاماته بهذا الخصوص وهناك شكوك بتنفيذ هذه المشاريع، ولذلك سنقيم أواخر الشهر القادم "آلية إدخال المساعدات عبر الحدود" وبحث إمكانية تمديد قرار مجلس الأمن 2642.
وبشأن الاعتداءات الصهيونية المتكررة على الأراضي السورية، قال لافرنتييف: لقد أكدنا على مواقفنا في البيان المشترك، فنحن نرفض قطعاً هذه الضربات التي لا تدمر البنى التحتية فقط بل تقتل المدنيين، هذه التصرفات غير قانونية ولا تتوافق أبداً مع أي معايير دولية، ونحن نطالب (إسرائيل) بوقف هذه الغارات وسنستمر بالعمل على هذه المسألة.
ولفت لافرنتييف إلى أن روسيا ترحب بمشاركة الصين بصفة مراقب في صيغة أستانا، لأن هذه المشاركة ستكون مفيدة للغاية لجهة المساعدة في إيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا ومساهمة بكين في عملية إعادة الإعمار، موضحاً أن الأمر لا يتعلق بالصين فقط، بل إن موسكو تؤيد انضمام دول أخرى إلى صيغة أستانا بصفة مراقب.