العالم - خاص بالعالم
بعد فوز رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو واليمين المتطرف في انتخابات الكنيست التي أجريت في الثاني من نوفمبر الجاري، التزم الزعماء العرب الصمت إلى حد بعيد إزاء فوزه، إلا أن البحرين سلكت طريقا آخر، حيث سارع المستشار الدبلوماسي لملك البحرين السبت، بتأكيد وطمأنة الكيان المحتل من دعم المملكة له، وأعلن أن المنامة ستواصل بناء علاقتها مع "تل أبيب" وأن فوز نتنياهو "طبيعي ومتوقع دائما".
ولم يكن تصريح مستشار الملك مفاجئة بل خطوة متوقعة جاءت لتؤكد مدى ارتباط الحكومة البحرينية مع المشروع الأميركي الصهيوني الرامي الى نسف القضية الفلسطينية.
من جهة أخرى اختتم بابا الفاتيكان فرنسيس زيارته للبحرين، والتي جاءت بمناسبة منتدى مشترك بين الأديان في البحرين.
وعندما اعترض معارضون في البحرين على تلك الزيارة بدعوى أن أوضاع البلاد السياسية مضطربة وأن الزيارة ستكون دعاية للحكومة، برر مسؤولو الفاتيكان الزيارة بأنها ضرورة بحسب تقدير البابا نفسه، وأنها مناسبة لإثارة القضايا التي تعصف بالبلاد مع حكومة البحرين، وأن ذلك من ضمن توجهات الفاتيكان للتفاعل مع المنطقة وقضاياها.
وحدثت الزيارة وحضر البابا مؤتمر المنامة الذي حضره شيخ الأزهر أيضا، ولكن البابا لم يستطع مقابلة أكبر مرجع ديني في البحرين الشيخ عيسى قاسم، الذي أبعدته السلطة في العام 2018، وهناك العشرات من علماء الدين الذين يرزحون وراء القضبان منذ أكثر من عشرة أعوام، في هذه الأجواء عقد مؤتمر الحوار المذكور في غياب علماء البلاد إما بالإبعاد القسري أو السجن.
وطالب البابا مملكة البحرين بالحفاظ على حقوق الإنسان وتوفير ظروف عادلة للعاملين الوافدين.
ويجب الاعتراف بأن تصريحات البابا أمام ملك البحرين ونجله كانت بداية جيدة، فقد استقبل سفراؤه ضحايا القمع السلطوي واستلموا منهم تقارير حول الاضطهاد، وحث ذوو المحكومين بالإعدام البابا على التدخل لإنقاذ الضحايا من مقاصل الإعدام وإطلاق سراح السجناء السياسيين، وقد شجع ذلك البابا للدعوة لوقف الاعدامات واحترام حقوق الإنسان وتطبيق المساواة بين المواطنين والتخلي عن الاضطهاد، بطريقة أزعجت مضيفيه، وربما جعلتهم يأسفون لدعوته واستقباله.