العالم - سوريا
ورغم أن القاطع الشرقي لأحرار الشام، انضم عام 2017 إلى الجبهة الشامية، غير أنه عانى من التهميش، ومن ضعف التمويل، ما دفع بقيادات القاطع إلى طلب المال من الجبهة، الأمر الذي رفضته الأخيرة.
وبدأ الخلاف الأخير، بعد محاولة القاطع الشرقي فتح "معبر تجاري خاص"، ومحاولة الانضمام لهيئة "ثائرون"، ما أثار غضب قيادة الجبهة الشامية ودفعها لإرسال قوة إلى المنطقة حيث حصل الصدام بين الجانبين.
وافتعلت الجبهة الشامية المشكلة التي مهدت للأزمة الأخيرة مع "هيئة تحرير الشام"، التي هددت بنشوب معارك موسعة بين الهيئة وما يُعرف "بالجيش الوطني"، من خلال عزل القياديين أبوحيدر وأبوعدي من قيادة القطاع الشرقي بالجبهة.
وبحسب المعيطات، فإن الطرفين اتفقا على تفويض "لجنة الإصلاح الوطني" لحل الخلاف الحاصل، وتعهد الطرفان خطياً بالالتزام بقرارات اللجنة بشكل كامل، لكن قيادة أحرار الشام رفضت قرارات اللجنة واعتبرتها "مسيسة ومنحازة"، وردت بإعلانها عودة القطاع الشرقي إلى صفوف الحركة وانشقاقه عن الجبهة الشامية.
وفي وقت لم تصل مبادرات الصلح إلى حلول بين الطرفين، أعطى "الجيش الوطني" أوامره لكافة تشكيلاته العسكرية بتنفيذ قرارات ما يسمى لجنة الإصلاح الوطني، بالقوة، ما جعل الصدام أمراً واقعاً، بحال لم تدخل الوسطاء.
وتساند الجبهة الشامية فصائل الفيلق الثالث ومعظم فصائل" الجيش الوطني"، كما أن الجانب التركي يدعم قرارات لجنة الإصلاح ويوصي بها.
غير أن اللافت في تلك الأحداث، دعم ومساندة "هيئة تحرير الشام" بقيادة الارهابي أبو محمد الجولاني لـ "حركة أحرار الشام" في خلافها مع "الجبهة الشامية"، بعد فترة من العداء المتبادل بين الجانبين.
وتحدثت مصادر في تنسيقيات المسلحين، أن الجولاني وجّه رسالة إلى قيادة الجبهة الشامية، بأن أي اعتداء على القطاع الشرقي لأحرار الشام، هو بمثابة اعتداء على الهيئة.
ولفتت المصادر إلى أن الجولاني بعد فشل مخططه في الدخول إلى الشمال من بوابة "فرقة سليمان شاه"، بات يرى في أحرار الشام "حصان طروادة الجديد" لاستكمال مشروعه في السيطرة على كامل الشمال السوري الخاضع لسيطرة المسلحين.
وأضافت أن القيادي في "الأحرار" حسن صوفان، يتبنى مشروع هيئة تحرير الشام، في حين أن أمير أحرار الشام الحالي "أبو عبيدة" ضعيف، وأن صوفان بالإضافة إلى القيادي "أبو محمد الشامي"، هما المتحكمان بقرارات الحركة.
وتسعى هيئة تحرير الشام الارهابية إلى إيجاد موطئ قدم لها في منطقتي درع الفرات (منطقة الباب) وغصن الزيتون (عفرين)، الخاضعتين للنفوذ التركي، وتحاول التمدد على حساب مناطق سيطرة خاضعة لفصائل أخرى منافسة تدين بالولاء لأنقرة، مثل الجبهة الشامية.
وبالتزامن، بدأت تتردد أصداء في إدلب عن معركة الهيئة مع الجبهة الشامية، لكن المطلوب رأس "جيش الإسلام" المندمج تحت لواء "الجبهة الشامية"، الفصيل الأكثر عداء لهيئة تحرير الشام، منذ أيام الغوطة الشرقية، خصوصاً وأن حملة إعلامية يقودها مغردون تابعون للهيئة، تستهدف قياديين في جيش الإسلام.