العالم - مع الحدث
وعقب لقاء أمين عام حزب الله لبنان السيدحسن نصرالله مع قناة العالم قال ناصر قنديل: في المقاربة التي قدمها سماحة السيد حول الثورة الإسلامية في إيران هو لم ينطلق من مجرد إيمانه العقائدي وولائه ووفائه لقيادة الإمام الخميني قدس سره وقيادة السيد الخامنئي، بل خاطب حتى الغرب وخاطب أي إنسان عاقل في العالم لكي يقول إن ما قدمته إيران بإسلامها -والذي تعتز به وتفتخر كعنوان لهويتها- إنما هو نموذج لدولة السيادة والحرية والاستقلال.
وتسائل ناصر قنديل: هل يستطيع أحد أن يشكك بأن إيران دولة سيدة؟ أي أنها تمارس سيادتها على أرضها، وهي دولة مستقلة أي أن قرارها لا يتبع أحد؟ وإذا كان ثمة من يسعى في العالم لأن يقيم في بلاده دولة سيادة و حرية واستقلال إيران قدمت المثال والنموذج، حيث قالت نستطيع.
وأشار إلى أن: "إيران بذلك قد قالت بإمكان شعوب العالم أن تطمح وأن تحلم بأن تبني دولة حرية وسيادة واستقلال، وقال: هل هذه الدولة هي دولة الفقر والتخلف؟ أجابت إيران -كما قال سماحة السيد- بأنها قدمت الجواب بأنها دولة التنمية والتكنولوجيا والعمران والتقدم والازدهار والاقتدار، فهي قادرة أن تحمي سيادتها ومنجزاتها."
ولفت إلى أن: قيمة هذا الكلام تكمن أمام تعثر الكثير من المشاريع المشابهة التي عرفتها البلاد العربية والإسلامية ودول العالم الثالث طوال القرن العشرين لبناء دولة تجمع هذه العناصر، فإما أنها نجحت في الحفاظ على السيادة والاستقلال ولو لحين لكنها خسرت فرص التنمية والتقدم والازدهار، وإما العكس أنها هرولت وراء سراب الازدهار فباعت الاستقلال.
وخلص ناصر قنديل إلى أن قيمة النموذج الإيراني كما قدمه سماحة السيد أنه أجاب على هذه المسائل مجتمعة، أنه أتى تحت الضغوط والعقوبات والحرب المفتوحة نتيجة هذه الانجازات، لأنه يقدم لشعوب العالم مثالا يقول إن الهيمنة الأميركية والتبعية إلى أميركا ليست قدرا لا مفر منه، وبإمكان الشعوب أن تجد طريقا من أجل أن تبلغ سيادتها و حريتها واستقلالها.